المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

قبل مناقشتها في ميونخ.. تعرف خريطة الأوضاع الأمنية في ليبيا

الجمعة 15/فبراير/2019 - 05:32 م
عبد الهادي ربيع
طباعة
يشارك اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر ميونخ للأمني، ويعد الوضع الأمني الليبي أبرز الملفات المرتقب مناقشتا في المؤتمر، وفي هذا الإطار تسعى "بوابة المواطن" لرسم خريطة الأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا لقرائها قبل مناقشتها في المؤتمر.

تطهير درنة

لا يمكن وصف الأوضاع الأمنية في ليبيا عامة بكلمة واحدة ففي حين تمكن الجيش الوطني الليبي من بسط سيطرته وتطهيره للشرق الليبي عامة من الإرهابيين والمسلحين فإن الغرب الليبي لا تزال تتربص به بعض الميليشيات المتطرة التي تسيطر على عدد كبير من المدن، وبالنظر إلى الشرق الليبي فيما يعر تاريخيا بإقليم برقة نجد أن الجيش الوطني الليبي تمكن من تحرير مدينة درنة آخر معاقل الإرهابيين الموالين لتنظيم القاعدة وتطهيرها التطهير الشامل بتسليم 46 متطرفا أنفسهم للجيش الليبي بعد محاصرتهم الثلاثاء 12 فبراير الحالي ببدروم منزل.

كما أعلن الجيش الليبي انفكاك وتكريم عدد من الكتائب المساندة للقوات المسلحة في عملية تطهير درنة بعد انتهاء مهامها فيها ما بحيث يبقى الجنهود النظاميين فقط الذين يحملون الأرقام العسكرية في المدينة، إضافة إلى إعادة بعض الكتائب والسرايا إلى ثكناتهم ومقراتهم الأصلية قبل إطلاق العملية العسكرية في انتظار الأوامر العسكرية، إلى جانب إرسال عدد آخر من الكتائب إلى المكان المعلوم بالجنوب الليبي.

وكذلك تسيطر القيادة العامة على المنطقة الوسطى المعروفة بالهلال النفطي بمحيط مدينتي السدر وراس لانوف، في حين تسمح للمؤسسة الوطنية للنفط التابعة لحكومة الوفاق بطرابلس بإدارتها، وتصدير المنتجات، بعد تطهيرها أواسط 2018 من الإرهابيين التي سيطرت عليها المعروفين بميليشيات إبراهيم الجضران الآمر السابق لحرس المواني النفطية وقواته من المرتزقة التشاديين.
كما تفرض مديرايات الامن في المنطقة الشرقية حالات قصوى للتصدي لعمليات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذلك عمليات التهريب خاصة للمخدرات والسلاح، حيث استوقفت عدة موانئ ليبية شحنا تحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة قادمة من تركيا لتخفيف الضغط الواقع على الإرهابيين.

نجاحات الجنوب

في الجنوب الغربي الليبي تمكن الجيش الوطني من طرد المرتزقة التشاديين وقوات المعارضة التشادية وعدد من مسلحو بوكو حرام في النيجر إضافة إلى قوات من متمردي دار فور السودانية وأسر بعضهم وقتل آخرين أثناء الاتباكات في إقليم فزان.

وأسفرت الجهود العسكرية في الجنوب الليبي عن إحكام الجيش الوطني الليبي سيطرته على كل من قاعدة تمنهنت العسكرية والقطرون وام الأرانب وسبها وأوباري وحقل الشرارة النفطي وغيرها من المناطق في الجنوب الليبي الذي شهد عددا احتفالات بقدوم الجيش الوطني الليبي وعلى رأسهم كتيبة طارق بن زياد المقاتلة والتي تحوي عدد كبير من أبناء قبائل الطوارق إضافة إلى إعلان بعض الكتائب إلى القيادة العامة للجيش بمجرد اقترابه من المدينة، كما تم فرض حالة الحظر الجوي المدني على الجنوب الليبي باعتبارها منطقة عمليات وتم تطهير منطقة اوباري -أقصى الجنوب الغربي) التي كانت معقلا لقيادات تنظيم القاعدة وبوكوحرام.

أما بالنسبة للجنوب الشرقي فإن الجيش الليبي لم يبدء عملية عسكرية لتحريره بعد إلا أنه يعد مؤمن نسبيا مع سيطرة كتيبة سبل السلام بالكفرة، إلا أنها لا تزال تشهد تواجد بعض العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون الذين يسلكون الدروب الصحراوية من وإلى السودان خاصة العاملين في التنقيب عن الذهب.
الغرب المعتم.. تناحر الميليشيات
وعلى الجانب الآخر فإن الغرب الليبي يشهد تعدد للولاءات وكثير من المناوشات بين الميليشيات المتطرفة، فمن حين لآخر تشهد مدينة طرابلس اقتتال بين كتائب وزارة الداخلية (ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري، والنواصي وقوة الردع بقيادة عبدالرؤوف كاره، والأمن الركزي بوسليم وفصائلي غنيوة الككلي وغيرهم) من جهة مع ما يعرف باللواء السابع الذي كان تابعا لوزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق المتمركزة في طرابلس حتى إبريل الماضي القادم من ترهونة ولواء الصمود بقيادة صلاح بادي قاغئد ميليشيات انقلاب فجر ليبيا والموالي للجماعة الليبية المقاتلة المقربة من تنظيم القاعدة من جهة أخرى.

كما تحتوي كل مدينة من مدن الغرب بصفة عامة على مجلس عسكري خاص يجمع المسلحين ذوي الولاءات المختلفة كمصراتة والزنتان وغريان وغيرها، إلا أن بعض المدن أعلنت انضمامها إلى القيادة العامة للجيش الوطني الليبي مثل صبراتة التي تقع غرب مدينة طرابلس العاصمة، إضافة إلى إعلان كثير من عواقل القبائل تأييد القيادة العامة للجيش الليبية المتمركزة في الرجمة -شرق-، وإدانة الاقتتال بين الميليشيات، في الغرب الليبي، مثل مؤتمر القبائل بترهونة التي خرج منها اللواء السابع التي أدانت تحركاته، وأشادت بالقيادة العامة وأرسلت وفودا إليها لإعلان الدعم واستقدامها لتطهيرها من الميليشيات.

دواعش من نوع خاص

لا تزال بعض التنظيمات المتطرفة لها خلايا نائمة في المدن الغربية مثل مدينة مصراتة وسرت وبني وليد وكذلك العاصمة طرابلس التي تشهد من آن لآخر عمليات إرهابية لهذه الذئاب المنفردة، أو بشكل جماعي، مثل تفجيرات المؤسسات الكبرى في العاصمة للمؤسسة الوطنية للنفط، واستهداف المفوضية العامة للانتخابات وغيرها وكذلك ينتشر في الغرب الليبي عصابات الخطف من أجل الفيدية وعلى رأسها ميليشا "بشير خلف الله البقرة" في سوق الجمعة بطرابلس، وهو موالي لجماعة الإخوان، وكذلك محمد الديلاوي المنتسب لكتيبة ثوار طرابلس وهو مختص في ابتزاز السيارات والاستيلاء على قطع الأرض.

والأسوء من ذلك أن الميسليشيات تسيطر على بعض موانئ تصدير النفط الليبي اللذي يمثل 98% من ميزانية ليبيا مثل ميليشيا المتطرف مصعب الزاوي الذي يسطر على ميناء زليتن وتتعامل معه إحدى الدول الأوروبية لتامين مصالحها الاقتصادية رغم أنه إرهابي متطرف سبق واختطفت قواته دبلوماسيين مصريين عام 2014 في طرابلس للتفاوض على إطلاق سراحه بعد استيقافه لمشاكل في إقامته بالإسكندرية المصرية.

وتمارس الميليشيات في الغرب الليبي دورا خطيرا ومشبوها في الضغط على البنوك والمصارف الليبية للاستيلاء على الصكوك، وهو ما ورد أكثر من مرة في تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة المقدمة لمجلس الأمن، وهو ما تحججت به قوات اللواء السابع في اقتحام طرابلس سبتمبر 2018 تحت شعار تطهير المدينة من من سموهم "دواعش المال العام"، وكذلك الموانئ ومسسة الاستثمار مثل حكيم الزين وصديقه المعروف بالصندوق، التابعين لكتيبة النواصي، الذين ورد اسميهما في تقرير لمجلس الأمن، كونهما يبتزان مؤسسة الاستثمار الليبية ما دفعها لإغلاق مكتبها في برج الفاتح بطرابلس، كما أسيرت العديد من علامات الاستفهام حولهما خاصة ضمن تحقيقات تفجيرات وزارة الخارجية الليبية.



هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads