المواطن

عاجل
فرغانة الساحرة وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية بولندا وزير التجارة والصناعة يعلن نجاح المكتب التجاري المصري في أوتاوا في رفع الحظر المفروض على صادرات الفراولة المصرية الطازجة إلى كندا في ضوء توجيهات وزير التجارة والصناعة بتأهيل المصدرين المصريين وفقا للمعايير العالمية جمارك السلوم تضبط محاولة تهريب كمية من السجائر الأجنبية الصنع الغير خالصة الضرائب والرسوم استعدادات مكثفة لاستضافة البطولة الافريقيه لكمال الاجسام في مصر 2024 بحضور سفير الصين بالقاهرة : وفد جمعيه الصداقه المصريه الصينيه يلتقى بوفد صيني يراسه سكرتير لجنه الحزب الشيوعي الصيني عن منطقه شاويانج وزارة الداخلية تكرم المقدم مؤمن سعيد عويس سلام لتفانيه في عمله رئيس إتحاد شباب الجامعات المصرية والعربية يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقدم الجديد لجامعة القاهرة في تصنيف QS البريطا بالصور ...سفارة اليونان بالقاهرة تنظم احتفالية موسيقية مخصصة لموسيقي "ريبيتيكو بمناسبة العيد الوطنى
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بعد حادث محطة مصر.. لماذا يُعاود المواطنون ركوب القطارات؟ (معايشة)

الخميس 28/فبراير/2019 - 12:43 م
مصطفى فرحات
طباعة
على رصيف محطة شبرا الخيمة ، كان العديد من الركاب ينتظرون القطار المتجه إلى محطة رمسيس، حيث لم يحُل حادث أمس بينهم وبين تغيير عادتهم اليومية في استقلاله، لأنه يظل بالنسبة لهم الوسيلة الأرخص التي تطيقُها جيوبهم، بعد غلاء المواصلات نتيجة ارتفاع أسعار البنزين في الفترة الأخيرة.

بعد حادث محطة مصر..
لنحو 5 دقائق استقر القطار على الرصيف، بعدها بدأت العجلات تتهادى فوق القضبان، ومعها زادت همهات الركاب الداخلين إلى العربة في محاولة لشقّ طريق بين الركاب المتواجدين، فيما لم يكف بعض الباعة عن التجوّل بين عرباته، لذا لم يخفت الصخب لحظة نتيجة الأحاديث الجانبية للمسافرين التي تدور حول الحادث، يمتزج ضجيجهم مع صرير العجلات "المسؤول عنها لازم يتحاسب".


لسنوات عديدة كان القطار هو الوسيلة التي يستقلها "عبدالله أحمد" حيث محل عمله بمنطقة العتبة التي يذهب إليها عبر مواصلة صغيرة من ميدان رمسيس، وعلى مدار هذه السنوات لم تتسبب حوادث القطارات المتكررة في تغيير رأيه بخصوصها، حيث تعتبر الوسيلة الأرخص في رأيه، وقادرة على استيعاب أكبر عدد "الغلابة" الذين لم يترك لهم الغلاء فرصة ركوب المواصلات الأخرى، والتي تساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط عنها.

بعد حادث محطة مصر..
ورغم المعاناة التي يتكبدها الرجل الأربعيني يوميًا في اللحاق بالقطار في موعده واستباق الركاب في الحصول على مقعد، والذي يفشل في الظفر به أحيانًا فيضطر طوال الطريق أن يظل واقفًا، إلا إنه يحرص على ضبط مواعيد عمله كي يتمكن من ركوبه ذهابًا وإيابًا "الحياة صعبة فلازم نوفر على أد ما نقدر".

ما زال حادث الأمس يسيطر على عقل "عبدالله"، بدأ الخوف يدبّ في قلبه، فعلاقته الوطيدة بالقطارات صارت على المحك "ممكن أستبعد ركوب القطارات بعد كدا"، لكن عقله يرفض فكرة أن يكون المسؤول عن هذا الحادث هو سائق القطار وحده، فيقول إن المنظومة كلها بحاجة إلى تطوير تشمل المزلقانات وأجهزة الإشارة وتغيير العربات والجرارات المتهالكة، تستند وجهة نظره على السنوات الكثيرة التي قضاها مسافرًا على عربات القطارات "لازم نركب وإحنا مطمنين إننا هنروح تاني".

هذا ما يؤكده "سعيد طعيمة" في تصريحات لـ"بوابة المواطن"، فيقول إن الهيئة تشهد منذ سنوات قصورًا في العديد من النواحي، حيث إنها ما زالت تعمل بالطريقة اليدوية والتي تسير بها منذ أن دخلت السكة الحديد إلى مصر دون أن يتخللها أي تحديث طوال تلك الفترة ما يُعد كارثة بالنسبة له، ويوضح أن العديد من الدول الأووربية بدأت تتجه نحو الأسلوب الآلي في تسيير القطارات فجعل سرعتها تفوق الـ360كمساعة، بالإضافة إلى الديون التي أرهقتها على مدى عقود "المنظومة محتاجة منظومة جديدة".

كان جرار قطار بهيئة السكك الحديدية قد اندفع بسرعة جنونية ليصطدم بجدار خرساني على الرصيف رقم 6 بمحطة مصر، ما أدى إلى وقوع حريق وتسبب في 20 حالة وفاة، و43 مصابًا، حسب ما أعلنت وزارة الصحة، فيما قال المتحدث باسم الحكومة إن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قد قبل استقالة الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، التي تقدم بها الأخير بعد ساعات من وقوع الحادث.

ربع ساعة تفصل القطار عن محطته الأخيرة، ما زالت الأعداد تتدافع داخل العربات، يتماوجون في حلقات صغيرة، يتحدثون بحزن وحماس عما حدث أمس،  يذكر كل منهم تعليقه على مقاطع الفيديو التي طالعوها على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية "الحريق كان شديد لدرجة إن الناس اللي برا حست بيه"، فيما تنسال دموع إحدى السيدات حينما تتذكر المرأة التي تواجدت على الرصيف المتاخم للقطار المحترق "الله يصبر قلب ولادها".

منذ ثلاثة أسابيع بدأ "أحمد جاد" تدريبه في إحدى شركات الاتصالات بمنطقة العباسية، لذا حرص طوال تلك المدة أن يركب القطار المتجه إلى رمسيس "لسه ما أقبضتش وعاوز أوفر" يقولها أحمد ضاحكًا، حيث تتكلف مواصلاته ما يقرب من 30 جنيهًا والتي تتقلص إلى النصف في حالة ركوبه للقطار، لكنه اضُطر اليوم أن يستقله مُرغمًا نتيجة عدم توافر مواصلات في الموقف ولابد أن يتواجد في مقر الشركة قبل التاسعة صباحًا، وكان قد قرر بينه وبين نفسه على عدم معاودة ركوب القطار مرة أخرى.

رغم حادثة اليوم يرى "طعيمة"، أن المواطنين لن يكفوا عن ركوب القطار، لأنها لا زالت هي الوسيلة الأرخص بالنسبة لهم، نتيجة ارتفاع أسعار المواصلات الأخرى بعد زيادة أسعار البنزين، يصمت قليلًا ثم يسترجع كلامه إلى وزير النقل بعد حادثة البحيرة في عام 2018 "قولت له يا إما تقول لي كلمة أطمن بها الناس يا إما تقفلها"، موضحًا أن الهيئة لا يُفترض بها أن تتحدث عن حاجتها إلى موازنة بل أن يجب أن تعطي حلًا للمواطن إما أن يستقل القطار أو لا، لأن الراكبين هم من يتحملون وحدهم أنصاف الحلول التي تقدمها الهيئات.

القطار يصل إلى محطته الأخيرة، يستقر على الرصيف، فيما يبدأ الركاب تباعًا في النزول، يقولون متهكمين "كويس إن إحنا وصلنا بالسلامة".
بعد حادث محطة مصر..

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads