وفي سياق هذا السؤال الذي يحمل معاني رائعة ، نحاول البحث عن إجابته مع «أحمد حلمي»، الذي أنقذه ساندوتش كبده لا يتخطى سعره الـ5 جنيهات من الموت، وأبعد الله عنه وعن عائلته ألم لن يتحمله بشر.

أحمد حلمي مواطن مصري كان في طريقه إلى محطة مصر يوم وقوع حادث الحريق على رصيف 6، ولكن تراجع عن دخول المحطة بعناية إلهية قبل وقوع الحريق بدقائق معدودة.

لخص أحمد حلمي معجزة إنقاذه من الموت في حريق محطة مصر وعناية الله به ورحمته الواسعة في جملة بسيطة وهي "جبر الخواطر وسندوتش كبده"..

وهكذا بدأ أحمد حلمي قصة المعجزة التي أنقذته، فقبل دخوله محطة مصر للتوجه إلى مبتغاه فجر نداء الطبيعة ذاته داخل جسد أحمد، حيث شعر بالجوع الذي دفعه بشكل تلقائي للتوجه إلى أقرب عربة كبده لسد "صوصه عصافير بطنه".

وحتى لا يتأخر أحمد على موعد قطاره، قرر أكل ساندوتشات الكبده والسجق داخل المحطة، ولكن تدخل القدر وظهرت أمامه سيدة مُهنمدة تظهر على ملامح وجهها الفقر وبجانبها طفلها الذي لم يتجاوز الـ5 أعوام الذي لم يحتمل نداء الطبيعة أيضًا وغالبته الدموع من الجوع أمام عربة الكبده.

واستمر أحمد في طريقه بعد شراء سندوتشات الكبده والسجق، ولكن عندما وصل إلى بابا المحطة غالبه ضميره متأثرًا بدموع طفل الـ5 أعوام، وقرر العودة من جديد إلى عربة الكبده وشراء ساندوتش لسد جوع الطفل، وهو ما قابلته الأم بالدعاء المكثف لأحمد، والذي لم يتوقع أن يكون هذا الدعاء منقذه من الموت.

وبعدما أرضى ضميره، خطرت فكرة غريبة على عقله وبدأ التساؤل "ليه أكل جوه المحطة ما اروح أقعد على قهوة واخلص أكل واشرب حاجة ساقعة وارجع تاني على المحطة"، وبالفعل انساق أحمد وراء رغبته التي جاءت في وقت غريب وبعد بعده عن المحطة بمسافة لا تزيد عن الـ10 أمتار، اهتزت الأجواء وارتفع صوت الصراخ ووقع حادث حريق محطة مصر وانكتب عمر جديد لأحمد حلمي بسبب جبر الخواطر وساندوتش كبده ....