المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مدير المساجد الحكومية في بورسعيد لـ «بوابة المواطن»: مكانة الشهيد عالية

السبت 09/مارس/2019 - 12:02 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
بمناسبة الاحتفال بـ يوم الشهيد الموافق 9 مارس من كل عام، تحدث الشيخ محمد مصطفي مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، لـ«بوابة المواطن» الاخبارية، حول معنى الشهيد، وما سمي الشهيد شهيدًا، ومكانة ومنزلة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى، ومن هو الشهيد في الاسلام؟، موجهًا كلمةً لامهات الشهداء وذويهم.

معنى الشهيد في اللغة

الشيخ محمد مصطفى
الشيخ محمد مصطفى
قال الشيخ محمد مصطفي مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، إن الشهيد في اللغة هو الحاضر، والشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، ومنه قول الله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا».

وأضاف مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أن كلمة شهيد مشتقة من الجذر الثلاثي شهد، ويقال أستشهد أي طلبت شهادته لتأكيد خبر قاطع أو معاينة، واستشهد في سبيل كذا أي بذل حياته تلبية لغاية كذا، والشهيد في الاصطلاح الشرعي هو من مات من المسلمين في سبيل الله دون غرض من الدنيا. 

وأوضح مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أن الشهيد في الإسلام هو جاء لفظ الشهيد في القرآن الكريم لمرة واحدة بهذا المعنى في قوله تعالى: «وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا»، وهو قول منسوب للمبطلين ساقه الله تعالى في القرآن للبلاغ، وكان وعد الله تعالى لمن يقتل في سبيله ( يستشهد) مغفرة ورحمة كاملة لا ثواب بعدها إلا الجنة قال تعالى "وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، أما ما ورد باللفظ «شهيد» من غير ذلك فلا علاقة له بهذا المعنى.

الشهيد في الإسلام
مدير المساجد الحكومية
وأشار الشيخ محمد مصطفى، إلى أنه بشكل أساسي يطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين، وقد ذكر محمد رسول الله: «من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله»، وكذلك من مات غريقا أو محروقا فهو شهيد.

سبب تسمية الشهيد شهيدًا
وأردف الشيخ محمد مصطفى أن للعلماء في ذلك أقوال شتى منها لأنه حي، فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة، ولأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بالجنة،و لأنه يشْهَد (يرى) عند خروج روحه ما أُعدّ له من الكرامة، وأنه يُشْهَد له بالأمان من النار، ولأن ملائكة الرحمة تشهده عند موته وتشهد له بحسن الخاتمة، ولأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره،و لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه، ولأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل.

كرامة الشهيد عند الله تعالى
وعن كرامة ومنزلة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى أكد مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أن له الأجر العظيم حيث قال تعالى: ﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 74، والفوز العظيم، وقد أظهر القرآن الكريم مكانتهم العظيمة وهي الفوز العظيم في الدنيا والآخرة فقال تعالى﴿ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]. 

حق الشهداء علينا
أوضح أنه من حق الشهداء علينا، وقد قدموا أرواحهم من أجلنا، أن نقر لهم بالجميل وحسن الصنيع، وأن يقدم الجميع مؤسسات وأفراد كل ما يستطيعون لأسرهم وبخاصة أولادهم وأراملهم ليس بصفة وقتية، ولكن بشكل دائم، ومن حقهم على زملائهم، ومن انضم بعدهم إلى الجهاز الشرطى أو القوات المسلحة مواصلة طريقهم وتحقيق هدفهم الذى استشهدوا من أجله والثأر لهم من المجرمين الذين رملوا نسائهم ويتموا أطفالهم.

وتابع قائلًا: «ولله الحمد والمنة، هو ما نسمعه عند زيارتنا المصابين فى المستشفيات عقب كل حادث من هذه الحوادث الإرهابية، فعلى الرغم من اختلاف أعمار ومحافظات ورتب الجرحى، وعلى الرغم من تباعد غرفهم وأَسِرَّتهم التى يرقدون عليها، فإننا كلما سألنا واحدا منهم: ماذا تريد؟ يرد فى ثقة ورباطة جأش وإرادة منقطعة النظير أتمنى أن أخف سريعا لأعود إلى عملي وانضم إلى زملائى للثأر للشهداء الذين سبقونا إلى الجنة، والانتقام من المجرمين الذين يريدون دمار بلادنا وإشعال الفتنة بين نسيج مجتمعنا، ليس هذا فحسب».

وأكد مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، فقد أخبرنا بعض الأطباء أن كثيرًا من أقارب الجرحى وزائريهم من المدنيين الذين لم يجندوا بعد أو الذين أنهوا خدمتهم العسكرية يبدون عزمهم واستعدادهم أن يكونوا فى صفوف رجال الشرطة والجيش البواسل فى المواقع التي يواجهون فيها هذه العصابات الإجرامية للثأر للشهداء وحماية وطننا وافتدائه بأرواحهم، متمثلين بقول الله تعالى: «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.

ووصف الشيخ محمد مصطفى الشعب المصري قائلًا «حقًّا إنه لشعب عظيم» هذا الذي أنجب هؤلاء الرجال الأبطال، وإنها لأسر عظيمة تلك التى قدمت عن طيب خاطر فلذات أكبادها فداء للوطن، وكم سمعنا أمهات ثكلى وزوجات ترملن فى ريعان شبابهن وآباء فقدوا أعز ما يملكون يلقنون دروسا عظيمة فى الصبر والتضحية وهم يقولون بعبارات بسيطة فى مبناها لكن معناها عظيم: «شهيدنا غالى علينا لكن بلادنا أغلى»، وتجدهم على استعداد تام لتقديم أنفسهم وبقية أبنائهم فداء للوطن! .
مدير المساجد الحكومية

وقال: «إن ما يؤلم نفوسنا ونفوس أهالى الشهداء بكل تأكيد أن نَيل أبناء مصر للشهادة يكون على أيدى ثلة مارقة تحمل نفس جنسية الشهداء وقد أكلوا من خيرها وعاشوا فوق ترابها واستظلوا بسمائها، وكان ينبغى أن يكونوا فى صفوف مَن يبنون وينتجون ويحملون السلاح لحماية حدود الوطن وأمنه الداخلي، لكن عقول هؤلاء المارقين خربت وقلوبهم فقدت الولاء لدينها ووطنها وقبلوا تخريب حاضر ومستقبل أبنائهم وأحفادهم».

وأكد الشيخ محمد مصطفى، أنه ما كانت نفوسنا ولا نفوس ذوى شهدائنا الأبرار لتشعر بهذا الألم وهذه الحرقة لو كانوا استشهدوا على أيدى أعدائنا من غير أتباع ديننا ولا المنتمين لوطننا، لكن يبدو أن أناسًا من بنى جلدتنا يدينون ديننا ويتكلمون بلساننا أشد خطرًا وأكثر ضررًا! ولعل ذلك يوجب على المصريين جميعًا أن يحشدوا جهودهم من أجل دعم مؤسسات الدولة فى حربها الشاملة ضد هذه العصابات الإرهابية التى لم يعد يخفى على أحد أن وراءها جهات خارجية لا تريد الخير والاستقرار لمصر وشعبها، سواء على المستوى الفكري أو الأمني. 

دور الأزهر الشريف
وأشار إلى أن الأزهر الشريف بدوره ماضٍ فى جهاده الفكري ضد هذه الجماعات المتطرفة التى تستهدف أبناءنا وبلادنا، بل إن ما يرتكبونه من جرائم باسم الدين لهو استهداف للإسلام وشريعته السمحة التى لا تقر هذه الجرائم المنكرة ولا تقبلها، بل إنها بشَّرت مرتكبيها بالويل والثبور يوم القيامة، وحسبهم في ذلك قول الله تعالى: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».

واختتم مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، رحم الله شهداءنا الأبرار، ورزقنا وأهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وصبَّ اللعنة والخسران على المفسدين فى الأرض المحاربين لله ورسوله، وحمى مصرنا الحبيبة وسائر بلاد المسلمين من شر كل ضال.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads