المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

كاتبة بريطانية: تدخل روسيا في سوريا أصعب منه في أوكرانيا

الأربعاء 10/أغسطس/2016 - 01:42 ص
طباعة
رأت الكاتبة البريطانية سارة لين، أن سير معركة حلب السورية لم يكن بالسهولة التي تمناها الأسد وحلفاؤه. ‏

وأضافت لين، في مقال نشرته صحيفة "التلغراف"، أن المقترح الروسي والسوري بتوفير ‏‏"ممر إنساني" شرقي حلب، يسمح للمواطنين السلميين بمغادرة المدينة ‏المحاصرة ويشجع المقاتلين المسلحين على الاستسلام – هذا المقترح قد ‏أفسده هجوم من جانب المعارضة.
‏ ورصدت الكاتبة مزاعم قوات المعارضة أنها حاصرت منطقة "الراموسه" جنوب ‏غربي حلب، على نحو يفتح لهم الطريق صوب مناطق محاصرة من جانب قوات ‏الحكومة... هذه العودة القوية للمعارضة ترجع في جزء منها إلى الجهد ‏التعاوني غير المألوف بين جبهاتها المتباعدة، فضلا عن شائعات حول تلقيها ‏‏(المعارضة) مساعدات خارجية من قوى إقليمية، حسبما رأت الكاتبة.

وتضم جماعة المعارضة كلا من الجيش السوري الحر المدعوم ‏من الولايات المتحدة، وإلى جواره، على مضض، ثمة جبهة فتح الشام، ‏الاسم الجديد لـجبهة النصرة، الجماعة الجهادية التي كانت مرتبطة في السابق ‏بتنظيم القاعدة...وعلى الرغم من أن القتال على حلب لم ينته بعد، وأن ‏الحكومة السورية ردت بقوة، إلا أن هذه المعركة تمثل رمزا لبعض التحديات ‏الأساسية للصراع بالنسبة لـروسيا.‏

وأوضحت "لين" أن روسيا استندت على أسباب عملية للغاية في تدخلها في سبتمبر ‏‏2015، ولقد بدت حكومة الأسد على حافة الانهيار، ومن شأن سقوط هذا الحليف ‏الإقليمي أن يأخذ معه نفوذ روسيا في الشرق الأوسط ووجودها العسكري المهم ‏المتمثل في قاعدة طرطوس البحرية. ‏

كما رأى الرئيس بوتين كذلك، بعد أن حظي بموجة من الدعم العام ‏غداة ضم شبه جزيرة القرم – رأى فرصة سانحة عبر التدخل لكي يصبح لاعبا ‏أجنبيا أكثر أهمية في سوريا في مواجهة الولايات المتحدة، وكانت روسيا قادرة على التحكم في مسار الأحداث بشكل أكثر قوة، وفي المقابل الحدّ من نفوذ ‏الائتلاف ذي القيادة الأمريكية.

وعلى النقيض لأوكرانيا، حيث كانت روسيا قادرة على الوصول ‏بالأحداث إلى القمة المستهدفة والمتمثلة في زعزعة استقرار أوكرانيا الشرقية ‏وخلق صراع مستديم تنشغل كييف في حله - على النقيض من ذلك في سوريا، ‏وجدت روسيا نفسها في حالة أكثر تقييدا.

وقالت الكاتبة إن روسيا برغبتها في محاكاة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقدرة ‏على "ضبط الأنظمة" – أصبحت (روسيا) متورطة في نفس نوع التدخل الذي ‏انتقدت هي عليه الغرب عبر الزج بنفسها فيه على هذا النحو.
‏ ‏
وشرعنت روسيا تدخلها في سوريا بأنه تم بناء على دعوة من الحكومة في دمشق، لكنها الآن تعاني نفس مشكلة الغرب من كونها زجت بنفسها في صراع لا ‏نهاية له، ومن بعض الوجوه لا حل له، علاوة على ذلك، في ظل تدخل عدد من ‏القوى المحلية والدولية، ثمة "أطراف مؤثرة" أكثر من الولايات المتحدة بالنسبة ‏لروسيا، الكثير من تلك الأطراف يمتلك قدرة مساوية إن لم تكن أكثر على تغيير ‏مسار الأحداث على الأرض.‏

ولفتت صاحبة المقال إلى أن الطبيعة الجيوسياسية للتدخل في سوريا، مقارنة ‏بالتدخل في أوكرانيا "القريبة جغرافيا" – هذه الطبيعة تجعل من الصعب التكتيم ‏على الفشل أو الخسائر؛ في أوكرانيا قد تتمكن روسيا في بعض الأحيان من إنكار ‏دعمها للمعارضة، كما أن أسئلة حول جنود روس عادوا جثثا- هذه الأسئلة يمكن ‏إخراسها... لكن في سوريا، العنصر الأهم هو الدعم الجوي، الذي هو مكشوف ‏للغاية، كما أن الصحافة الدولية والإقليمية ستنشر تقارير حول الأنشطة الروسية ‏على نحو كفيل بإضعاف أي رواية روسية معارضة للوقائع.‏

عندما تعرضت مروحية روسية للإسقاط، وسقط خمسة قتلى كانوا ‏على متنها، قالت بعض مصادر صحفية روسية (غير حكومية) أن هذا الحادث ‏هو الأسوأ من نوعه في خسارة الأرواح منذ شرعت روسيا في حملتها الجوية، و‏في يوليو، أسقط تنظم داعش طائرة سورية يقودها ضابطان روسيان، من شأن ذلك ‏أن يوحد الجمهور المحلي (في روسيا) ضد الإرهاب، لكن إذا ما استمرت الخسائر ‏في الأرواح فقد يختلف الأمر - حسبما رأت لين التي لاحظت أن الدعم المحلي للتدخل الروسي في سوريا جاء أقل ‏منه مقارنة بنظيره في أوكرانيا. ‏

واختتمت لين، قائلة إن روسيا لا يزال لديها خيارات في سوريا: فهي مبدئيا ‏تستطيع الخروج من الصراع في أي وقت.. ولتأمين مصالحها، من المحتمل أن ‏تسعى روسيا على المدى الطويل إلى أن تظهر مرونة أكثر من حلفائها على طاولة ‏التفاوض على تسوية.. وفي سبيل الوصول لذلك يتعين على روسيا الاستمرار في ‏الانخراط في هذا الصراع متعدد الطبقات، وهو ما يضيف عددا آخر من المصالح ‏إلى الخليط ويحد من تحكمها في النتيجة.‏

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads