المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

«الأديب عباس محمود العقاد» مسيرة صاحب العبقريات الخالدة

الخميس 14/مارس/2019 - 04:31 م
إسلام النجار
طباعة
نشأة محمود عباس العقاد
نشأة محمود عباس العقاد
وصل إلى أعلى قمم الفنون والأدب، وكان أحد صناع الأدب العربي الحديث، لم يتوقف عن كتاباته الأدبية، بالرغم من المعارك التي كان يواجهها بكل شراسة، وكذلك الظروف المؤلمة التي مر بها؛ « عباس محمود العقاد »، صاحب العبقريات، حيث غاب عن عالمنا فى 12 مارس عام 1964، كان يكتب ويترجم المقالات ويرسلها إلى الصحُف، ويُعد العقَّاد أحد أهم كُتاب القرن العشرين في مصر، وساهم في بناء الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في كثير من المجالات.

نشأة محمود عباس العقاد
ولد «العقاد»، في يوم الجمعة الموافق 28 من يونيو 1889، ونشأ وسط أسرة كريمة، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أسوان الأميرية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية وهو في الرابعة عشرة من عمره.

وأثناء دراسته كان يتردد مع أبيه على مجلس الشيخ أحمد الجداوي، وهو من علماء الأزهر الذين لزموا جمال الدين الأفغاني، وكان مجلسه مجلس أدب وعلم، فأحب الفتى الصغير القراءة والاطلاع، فكان مما قرأه في هذه الفترة «المُسْتَطْرَف في كل فن مستظرف" للأبشيهي، و« قصص ألف ليلة وليلة »، وديوان البهاء زهير وغيرها، وصادف هذا هوى في نفسه، ما زاد إقباله على مطالعة الكتب العربية والإفرنجية.

لم يكمل العقاد تعليمه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، بل عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا سنة ثم نُقِلَ إلى الزقازيق وعمل في القسم المالي بمديرية الشرقية، وفي هذه السنة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها.
اشتغال العقاد بالصحافة
اشتغال العقاد بالصحافة
معارك العقاد الأدبية
خاض العقاد معارك أدبية جعلته نَهِمًا للقراءة والكتابة، أبرزها: معاركه مع الرافعي وموضوعها فكرة إعجاز القرآن، واللغة بين الإنسان والحيوان، ومع طه حسين حول فلسفة أبي العلاء المعري، ومع الشاعر جميل صدقي الزهاوي في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية، ومع محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس في قضية وحدة القصيدة العضوية ووحدتها الموضوعية ومعارك أخرى جمعها عامر العقَّاد في كتابه.

اشتغال العقاد بالصحافة
ضاق الحال بـ «العقاد» خاصة بعدما كان يعيش وسط قيود الوظيفة، لم يكن له أمل في الحياة غير صناعة القلم، وهذه الصناعة ميدانها الصحافة، فاتجه إليها، وكان أول اتصاله بها في عام 1907م حين عمل مع العلامة محمد فريد وجدي في جريدة الدستور اليومية التي كان يصدرها، وتحمل معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير.

وبعد توقف الجريدة عاد العقاد عام 1912م، إلى الوظيفة بديوان الأوقاف، ولم يمكث بها سوى فترات قليلة، فتركها، واشترك في تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف، وسرعان ما اصطدم بسياسة الجريدة، التي كانت تؤيد الخديوي عباس حلمي، فتركها وعمل بالتدريس فترة مع الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازني، ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي عام 1917م، وكانت تَصْدُر بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام سنة 1919م، واشتغل بالحركة الوطنية التي اشتغلت بعد ثورة 1919م، وصار من كُتَّابها الكبار مدافعًا عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، وأصبح الكاتب الأول لحزب الوفد، المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى.

فلاسفة الحكم في العصر
فلاسفة الحكم في العصر الحديث للعقاد
أشهر مؤلفات العقاد
عُرف العقاد منذ صغره بحبه الشديد للقراءة، وإهداره للكثير من الساعات في البحث عن المعلومة، وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب، وشملت قراءاته الأدب العربي والآداب العالمية فلم ينقطع يومًا عن الاتصال بهما، لا يحوله مانع عن قراءة عيونهما ومتابعة الجديد الذي يصدر منهما.

كتب العقاد عشرات الكتب في الكثير من الموضوعات المختلفة، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون، وأشتات مجتمعة في اللغة والأدب، وساعات بين الكتب، وعقائد المفكرين في القرن العشرين، وجحا الضاحك المضحك، وبين الكتب والناس، والفصول، واليد القوية في مصر.

لم يكتفي العقاد بالكتابة في الأدب والتاريخ فكانت له المؤلفات السياسية، أبرزها: «الحكم المطلق في القرن العشرين»، و«هتلر في الميزان»، و «أفيون الشعوب»، و«فلاسفة الحكم في العصر الحديث»، و«الشيوعية والإسلام»، و«النازية والأديان»، و«لا شيوعية ولا استعمار»، وكان يحارب الشيوعية والنظم الاستبدادية، من خلال هذه المؤلفات.

اللحظات الأخيرة في
اللحظات الأخيرة في حياة العقاد
اللحظات الأخيرة في حياة العقاد
اسيقظ العقاد بمنزله بمصر الجديدة، في 13 مارس 1964م، وجلس على الكرسي المجاور لسريره مناديًا، عبد العزيز ابن شقيقه الذي حضر مسرعا ليطلب منه العقاد أن يوقظ أخيه عامر، حيث خرج الشاب عبد العزيز إلى صالة الشقة لينادي والده عامر، سمع صوت ارتطام بالأرض، عاد مسرعًا إلى غرفة العقاد ليجدوه سقطَ من على كرسيه ليرتطم بسجادة أرض غرفته، توفى العقَّاد إثر جلطة لم يحتملها قلبه وهو في سن الـ 75 عامًا، بعد رحلة طويلة في الأدب والشِّعر والكُتب والنقد والحياة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads