يتجه القائمون على مجال الزراعة لتسميد النباتات بـ السماد العضوي في مصر ، بدلا من التسميد الكيماوي الذي ينتج عنه الكثير من متبقيات الكيمياويات، والتى تتسبب فى رفض الصادرات المصرية من قبل الدول المستوردة.

الكمبوست .. السماد العضوي في مصر
فنجد حاليا انتشار التسميد بطرقه الحديثة المتبعة لإنتاج الكمبوست العضوي ومنها سماد الفيرمي كمبوست والذى يتم إنتاجه عن طريق ديدان الأرض، أو السماد العضوي المنتج عن طريق تحويل قش الأرز وبقايا المخلفات العضوية، وينتج عن السماد العضوية، محاصيل خالية من الملوثات الكيميائية، والمبيدات.

ونجد أن الأسمدة العضوية هي التي تأتي بشكل طبيعي دون اللجوء إلى الإضافات الصناعية وتشمل السماد، والطين، والسبائك الدودية، الجفت، والأعشاب البحرية، ومن أهم مميزاتها العمل على إعادة توازن الميكروبات بالتربة وتنشيط العميات الحيوية بها، العمل على زيادة إنتاجية المحاصيل والجودة العالية الخالية من الكيماويات، والأهم ترشيد استخدام الأسمدة المعدنية والحد من تلوث البيئة.

قوالب السماد العضوي
كما نجحت وحدة التقنية الاقتصادية الوطنية لإعادة تدوير المخلفات الزراعية بكلية الزراعة _جامعة المنصورة فى إنتاج قوالب سماد عضوي "كمبوست" عن طريق إعادة تدوير المخلفات الزراعية.

ومن جانبه  يقول المهندس سامح زغامير أستاذ بكلية الزراعة جامعة المنصورة وضمن القائمين على المشروع فى تصريحات خاصة لـ«بوابة المواطن»، إن المشروع تمثل فى إنتاج قوالب كمبوست من المخلفات الزراعية والصخور الحجرية وقش الأرز، وخلطها بجزء من الماء وكبسها بمكبس يدوي أو كهربائي أعد خصيصًا لذلك، لتشكل على هيئة قوالب.

ويتابع زغامير أن المشروع استغرق عامين لتنفيذه من إعداد الكمبوست وتجربته على الأراضي وأخذ القياسات الخاصة بالتجارب وتحليل المنتج والنبات، وأن القوالب تصلح لكافة أنواع التربة كما أنها تحافظ على العناصر الكاملة للنبات، وتوضع أسفل التربة الرملية أو الطينية بدون حرث وتقليب فى التربة، ويجعل التربة خصبة لمدة عامين، فضلًا عن أنه يقوم بتحويل التربة الصحراوية لتربة خصبة صالحة للزراعة.

ويوضح أستاذ كلية الزراعة أن السبب فى التوجه لإنتاج الكمبوست بسبب زيادة الاهتمام بالتوجه للزراعة المستدامة والعضوية من خلال الاستخدام الملائم للأراضي نتيجة لزيادة عدد السكان والنظر إلى أهمية استصلاح مساحات من الأراضي مع قلة الموارد المائية، ومع زيادة المخاوف فى السنوات الأخيرة، على إنتاج الغذاء الصحي والمحافظة على البيئة من التلوث وزيادة القدرة الإنتاجية للتربة.

أهمية الكمبوست في مصر
ومن جانبه يقول أحمد أبو الفتوح، أستاذ تكنولوجيا إنتاج المحاصيل بكلية التكنولوجيا جامعة الزقازيق، فى تصريحات خاصة لــ«بوابة المواطن»، أن السماد العضوي يستخدم لتسميد كافة أنواع المحاصيل، وأيضًا يصلح استخدامه لكل أنواع التربة، فضلًا عن أنه يعمل على زيادة إنتاجية المحاصيل، وإنتاج محاصيل أورجانيك خالية من الملوثات، مما يعنى القدرة على زيادة صادرات مصر من المحاصيل.

وعن إنتاج السماد العضوى عن طريق ديدان الكمبوست يقول أبو الفتوح، أن ديدان الكمبوست يحتاج شيئين هامين لتربيته فى بيئة خاصة وهما درجة الحرارة بحيث لا تزيد عن 25 درجة مئوية ومعادلة نسبة الحموضة 7 درجات وبذلك تصبح البيئة مهيئة لتربية ديدان الكمبوست.

ويتابع أستاذ تكنولوجيا إنتاج المحاصيل بكلية التكنولوجيا جامعة الزقازيق، أن ديدان الكمبوست يتغذى على المخلفات الزراعية والعضوية لكن هناك أنواع معينة من المخلفات العضوية لا يجب إطعام الديدان بها كمشتقات الحليب والزيوت، فضلا عن أن بقايا الطعام المطبوخ لا يفضل وضعه للديدان التى تربى فى المنزل كنموذج مصغر للمزارع أو بهدف الإكثار.

سماد الديدان
ولفت إلى أن أن الديدان تحتاج لفترة تتراوح من 25:15 ليصل لمرحلة النضج والخصوبة، ليتمكن بعدها من إنتاج الشرانق المحتوية على البيض بداخلها، دورة التكاثر، وخلال هذه الفترة يتغذى الدود على المخلفات الزراعية والعضوية لينتج سماد الفيرمي كمبوست هو مخصب زراعي حيوي طبيعي، ويتكون من الإفرازات والمخرجات الخاصة بالديدان.

ويتم تسميد النباتات والخضراوات والفواكه من خلال هذا السماد، لتخرج منتجا خاليا من الكيمياويات، ومن الممكن أن يتم من خلاله معالجة الحشرات التي تصيب نوعا معينا من النبات، كما يزيد الفيرمي نسبة خصوبة التربة بمعدل 60% خلال العام الأول من التسميد لتصل إلى 90% الموسم الثاني، و100% الموسم الثالث وبذلك تستعيد التربة كافة عناصرها المفقودة بسبب الكيماوي.

والجدير بالذكر أن التسميد الحيوي عنصر هام من عناصر تقليل الضرر الناتج عن استخدام الأسمدة الكيماوية ويسد جزءًا كبيرًا من الاحتياجات السمادية ويوفر القدر الكبير الذي ينفق في إنتاجها ويساعد على تقليل الطاقة المستخدمة في إنتاجها.