المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في عيده| قصة اكتشاف الصليب المقدس.. بين القديسة هيلانة والإمبراطور هرقل

الثلاثاء 19/مارس/2019 - 02:52 م
أحمد محمود
طباعة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في كل عام مرتَيْن بعيد يُعرَف بـ عيد الصليب المقدس، ومنها المرة التي تحل اليوم، التاسع عشر من مارس من كل عام.

ويصادف الاحتفال الأول - اليوم - أيام الصوم الكبير الذي يسبق عيد القيامة، الذي يُعد أكبر وأعظم الأعياد المسيحية، بينما يحل الموعد الثاني له، في العاشر من سبتمبر.

وترأس الأنبا موسى أسقف الشباب في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، صباح اليوم الثلاثاء، القداس الإلهي الخاص بالاحتفال، من بيت المكرسات بأسقفية الشباب.

عيد اكتشاف الصليب المقدس
وتحدث الأنبا موسى في عظته خلال القداس، عن أهمية الصليب المقدس، وأهمية المناسبة، وكيف اكتشفته القديسة هيلانة، ثم بعد ذك الإمبراطور الروماني هرقل.

ويعود تاريخ احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالموعد الأول إلى العام 326 ميلادية، عندما قامت الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير، بزيارة القدس التي كانت تُعرَف في ذلك الحين بأورشليم، وفاءً لنذر نذرته إذا ما دخل ابنها الإمبراطور، إلى المسيحية.

وبحسب ما في كتب التاريخ الكنسي؛ فإنه، وبعد وصولها إلى القدس في صحبة عدد كبير من جنود الإمبراطورية الرومانية؛ وسألت عن مكان الصليب المقدس الذي من المفترض أن السيد المسيح (عليه السلام) قد صُلِبَ عليه من جانب اليهود، بحسب المعتقدات المسيحية.

ولكنها واجهت مشكلات في العثور عليه، فأخذت أحد أحبار اليهود، ومنعت عنه الطعام والشراب، حتى اعترف لها بمكان من المُحتمل أن يكون الصليب المقدس فيه، وأرشد عنه، في منطقة تُعرَف بكيمان الجلجثة.

وعندما قام الرومان بتنظيف هذا المكان، عُثِرَ فيه على ثلاثة صُلبان، وليس صليبًا واحدًا، وقامت الملكة هيلانة التي تم تطويبها بعد ذلك لكي يصبح اسمها القديسة هيلانة، بتجارب عدة لمعرفة أيها الصليب المقدس؛ حيث أحضر الرومان شخصًا ميتًا، ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقُم، وكذلك عندما فعلوا بصليب آخر، قبل أن يقوم حيًّا وفق كتب التاريخ المسيحي، عندما وضعوا عليه الصليب الثالث، فتحققوا بذلك أنه صليب السيد المسيح.

عيد اكتشاف الصليب المقدس
ثم قامت الملكة هيلانة بإرسال جزء منه إلى ابنها الإمبراطور قسطنطين الأول، مع المسامير التي قيل إنه قد تم دق جسد السيد المسيح (عليه السلام) إلى هذا الصليب بواسطتها، ثم تبدأ في تشييد الكنائس المعروفة الآن في مدينة القدس، ومنها كنيسة تحمل اسمها.

أما الاحتفال الثاني، هو يحل في سبتمبر من كل عام، وكان بدء الاحتفال به على يد الإمبراطور هرقل، في العام 628م، وذلك بعد هزيمة الرومان للفرص في مصر؛ حيث حدث عند مرور جيوش الفرس المهزومة على القدس، أن دخل أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة.

وتذكر المُدوَّنات أنه قد رأى ضوءًا ساطعًا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب، فمَد يده إليها، فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه.

ووفق المرويات المسيحية؛ فإن مسيحيي القدس، قالوا للأمير الفارسي، إن هذه هي قاعدة الصليب المقدس، ويرووا عليه قصة اكتشافه، ثم أخبروه بأنه لا يستطيع أن يمسها إلا مسيحي.

عيد اكتشاف الصليب المقدس
هنا قام الأمير الفارسي بالاحتيال؛ حيث طلب من اثنين من الشماسين، كانا قائمَيْن بحراسة هذه القاعدة، وأعطى لهما مالًا لحمل هذه القطعة، على أن يذهبا بها معه إلى بلاد فارس مع أسرى له من أهل القدس.

وعندما علم هرقل بذلك، ذهب محاربًا إلى بلاد فارس، وقتل منهم الكثيرين، وبحث عن القطعة المسروقة التي كانت موجودة في صندوق حفر الأمير الفارسي حفرة في بستانه حفرة وأمر الشماسَيْن بوضعه فيها وردمها قبل أن يقتلهما لمنعهما من إفشاء سره.

عيد اكتشاف الصليب المقدس
ولكن كان هناك شهود عليه، وهي إحدى سباياه من أبناء مسيحيي القدس، وكانت ابنة أحد الكهنة، فأبلغت الإمبراطور الروماني هرقل، فذهب ومعه أساقفة وكهنة وقوة رومانية مسلحة إلى المكان الذي دفن فيه الأمير الفارسي الصندوق الذي سرقه بمحتوياته من القدس، فعثروا عليه، وأخرجوا القطعة المقدسة لدى كل الطوائف المسيحية، وكان ذلك عام 628م.

وقام الرومان بلفِّها في أقمشة فاخرة، وأخذها الإمبراطور الروماني هرقل إلى مدينة القسطنطينية، وأودعاها هناك في احتفال كبير أرخته الصور والكتب الرومانية.

---------------------------
[وفق التقويمات المختلفة بين الكنائس المشرقية والغربية؛ فإن احتفال الكنيسة القبطية والكنيسة الإثيوبية، بعيد الصليب المقدس، يكون في السابع عشر من توت، وفي العاشر من برمهات، وفق التقويم القبطي، بينما تحتفل به الكنيسة الغربية في الثالث من مايو من كل عام]

طالع أيضًا:

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads