المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

تعرف علي حُكم الدين في الاحتفال بـ عيد الأم 2019

الأربعاء 20/مارس/2019 - 12:32 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
يفصلنا يومًا واحدًا عن الاحتفال بـ عيد الأُم 2019، وكما يحتفل الغالبية العظمى من المواطنين في مصر بهذا اليوم، ويعرض أيضًا آخرون.

حُكم الدين في الاحتفال بـ عيد الأم 2019
تتباين الآراء حول حكم الدين الإسلامي الحنيف في الاحتفال بـ عيد الأم 2019.. ما بين حلال، وحرام، وجائز، ولا يجوز.. لذا تحدث إلينا الشيخ محمد مصطفي مدير المساجد الحكومية ببورسعيد حول هذا الأمر.

وقال الشيخ محمد مصطفي مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، إن تخصيص يوم في السنة يحتفل فيه بالأم وأورد عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا اليوم وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملاءهم يحتفلون بتكريم أمهاتهم.

واقترح مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أن يكون الاحتفال للأسرة كلها واعتذر عن عدم مجيء الإسلام بهذا العيد؛ لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم وبرها في كل وقت، فلم يبق هناك حاجة لتخصيص يوم من العام لتكريم الأم. 

وأضاف مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى، وغيرهم من المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه وفي لفظ لمسلم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، والمعنى: فهو مردود على من أحدثه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة» خرجه مسلم في صحيحه. 

ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون فوجب تركه وتحذير الناس منه والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله. 

وأشار الشيخ محمد مصطفى، إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتكريم الأم وبرها كل وقت، فالواجب على المسلمين أن يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور التي حذرهم الله منها.

وأوضح؛ أنه ليس ذلك خاصا بالأم بل قد شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما وصلة جميع القرابة، وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد العناية والبر لأن عنايتها بالولد أكبر وما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر، فقال الله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[1] وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[2] وقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[3].

وتابع أنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»؟ قالوا بلى يا رسول الله قال «الإشراك بالله وعقوق الوالدين»، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي قال «أمك» قال ثم من؟ قال «أمك» قال ثم من؟ قال «أمك» قال ثم من؟ قال «أبوك ثم الأقرب فالأقرب» وقال عليه الصلاة والسلام «لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم». 

وأردف أنه صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه»، والآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم، وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها كفاية ودلالة على ما سواه وهي تدل من تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان إليهما، وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار، نسأل الله العافية من ذلك وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر الأقارب. 

وعلى جانب آخر؛ قال مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أن دار الإفتاء المصرية أكدت أن الاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعًا، ولا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله. 

وأكدت الفتوى، أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم، فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس، فإن البدعة المردودة هى ما أُحدث على خلاف الشرع، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود. 

وأوضحت الفتوى إن معنى الأمومة عند المسلمين، معنى رفيع له دلالته الواضحة فى تراثهم اللغوى، فالأم فى اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذى يلى طعامهم وخدمتهم، - وهذا المعنى الأخير مَرْوِى عن الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو من أهل اللغة -، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمى ذلك الشئ "أُمًّا".
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads