المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

رؤية النبي محمد لنهر النيل من معجزات الإسراء والمعراج

الثلاثاء 26/مارس/2019 - 11:46 ص
جهندا عبد الحليم
طباعة
تحتفل الأمة الإسلامية في يوم 27 من شهر رجب المُحرم من كل عام بـ ذكرى الإسراء والمعراج، وهي الرحلة التى قطعها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس، ثم إلى السماوات العلا.

ذكرى الإسراء والمعراج
وحول ذكرى الإسراء والمعراج، يحدثنا الشيخ محمد مصطفى مدير المساجد الحكومية ببورسعيد في حوار خاص لـ«بوابة المواطن» الاخبارية. 

قال مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، إنه بعد أن جاوز النبي السموات، وصل إلى سدرة المنتهى، وهنا وقف الأمين جبريل عليه السلام وقال: «تقدم يا محمد.. فإني لو تقدمت لأحترقت، ولو تقدمت أنت لأخترقت»، فلماذا قال جبريل ذلك؟، وكيف وصفت كتب التراث الإسلامي هذه السدرة؟.

وأوضح الشيخ محمد مصطفى أن «سدرة المنتهى»، نقل القاضى عياض فى الشِّفَا بتعريف حقوق المصطفى: عن أبِى هريرةَ قوله: هذه السدرةُ المنتَهى ينتهِى إليْهَا كلُّ أحدٍ من أمتِّكَ خَلاَ على سبيلِكَ، ويقولُ الإمامُ أحمدُ فى مسندِه: إليهَا ينتهِى ما يُعْرَجُ به من الأرضِ فيُقْبَضُ منها، وإليها ينتهِى ما يُهْبَطُ به من فوقِهَا فيُقْبَضُ منها، أى: أنها صراطٌ مستقيمٌ بين الحقِّ والخَلْقِ. 

وأضاف أنه جاء فى رواياتٍ متعددةٍ: أن السدرة شجرةٌ يخرجُ من أصلِهَا أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيرْ طعمُه، وأنهارٌ من خمرٍ لذةٍ للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مصفَّى، يسيرُ الراكبُ فى ظِلِّهَا سبعينَ عامًا لا يقطعُها، وإذَا نَبِقُهَا (ثَمَرُهَا) مِثْلَ قِلاَلِ هَجَرَ(جُزر)، وإذا ورَقُها كآذانِ الفِيَلَةِ، أى: فى الشكلِ لا فى السعةِ، وقال النبي: تكادُ الورقةُ تغطِّى هذه الأمةَ، كما ورد في سبل الهدى والرشاد للصالحي، إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 
رؤية النبي محمد لنهر
الإسراء والمعراج
يقول برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية: لو أن الورقة الواحدة ظهرا لغطت هذه الدنيا، ويضيف: الملائكة يأتون إليها متبركين زائرين، كما يزور الناس الكعبة. النيل والفرات وذكر البخاري والصالحي والطبرانى أن الورقة من سدرة المنتهى تظل الخلق، على كل ورقة ملك، فغشيتها ألوان لا يدرى ما هى، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت، وإذا فى أصلها أربعة أنهار، نهران باطنان وهما نهران فى الجنة، ونهران ظاهران وهما النيل والفرات.

وأردف الشيخ محمد مصطفى، فماذا رأى الرسول في رحلة المعراج لقد تعدّدت الرّوايات حول الإسراء والمعراج في السّيرة والأحاديث النّبوية الصّحيحة، ولا يوجد حديث واحد يجمع ما ورد من أحداث خلال هذه الرّحلة المباركة، وإنّما هناك مجموعة من الأحاديث، والتي يشير كلّ منها إلى جانب أو جزء من تلك الرّحلة المباركة، وقد أورد السيوطي: (أنّ الإسراء ورد مطوَّلًا ومختصرًا من حديث أنس وأُبَيِّ بن كعب وبُرَيْدَة، وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وسَمُرة بن جُنْدُب، وسهل بن سعد وشدَّاد بن أوس وصُهَيب، وابن عباس وابن عمر وابن عمرو، وابن مسعود وعبد الله بن أسعد بن زرارة وعبد الرحمن بن قُرْط، وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ومالك بن صعصعة، وأبي أُمَامَة وأبي أيُّوب وأبي حبَّة، وأبي الحمراء وأبي ذَرٍّ وأبي سعيد الخدري، وأبي سفيان بن حرب وأبي ليلى الأنصاري وأبي هريرة، وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر، وأم هانئ وأم سلمة.

وتابع أنه وعدَّ الإمام القسطلاني في المواهب اللدنِّيَّة ستَّة وعشرين صحابيًّا وصحابيَّة رَوَوْا حديث الإسراء والمعراج، لذا فهو حديث متواتر مع نصِّ القرآن عليه في سورتي الإسراء والنّجم). 

وأشار إلى أنه قد رأى النّبي ـصلّ الله عليه وسلّم ـ خلال رحلته المباركة نهر الكوثر، وهو النّهر الذي اختصّه الله لنبيّه، وذلك تكريمًا له، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه أنّ النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: (بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري. 

وقد رأى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - الجنّة وما فيها من النّعيم، وفي المقابل رأى أيضًا بعض أحوال النّاس الذين يعذّبون في نار جهنّم، ومنهم من يقعون في الغيبة، والذين يخوضون في أعراض المسلمين، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم) رواه أبو داود. 

وقد رأى كذلك - صلّى الله عليه وسلّم - أقوامًا وقد تقطَّعت ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار (1)، فقال له جبريل عليه السّلام: (هؤلاء خطباء أمّتك من أهل الدّنيا، كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟) رواه أحمد وصحّحه الألباني. الإسراء والمعراج إنّ الإسراء يعني إذهاب الله لنبيّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من المسجد الحرام بمكّة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل، ثمّ رجوعه في نفس اللية إلى فراشه، وأمّا المعراج فهو إصعاده ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من بيت المقدس إلى السّموات السّبع، وما فوق السّبع، حيث فرضت حينها الصّلوات الخمس، ثمّ عودته إلى بيت المقدس في جزء من الليل.

وعن معنى الإسراء والمعراج قال الشيخ محمد مصطفى؛ إنّ الإسراء يعني إذهاب الله لنبيّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من المسجد الحرام بمكّة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل، ثمّ رجوعه في نفس اللية إلى فراشه، وأمّا المعراج فهو إصعاده ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من بيت المقدس إلى السّموات السّبع، وما فوق السّبع، حيث فرضت حينها الصّلوات الخمس، ثمّ عودته إلى بيت المقدس في جزء من الليل. 
رؤية النبي محمد لنهر
وقد ثبت الإسراء بالقرآن الكريم، والأحاديث الصّحيحة المتكاثرة، فأمّا ما جاء في القرآن ففي قوله سبحانه وتعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الإسراء،1، وأمّا المعراج فهو ثابت بالأحاديث الصّحيحة التي رواها الثّقات العدول، وأمّا بعض العلماء فإنّهم يرون أنّ المعراج لم يثبت في القرآن الكريم على وجه الصّراحة، ولكنّه قد أشير إليه في سورة النّجم في قوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) سورة النجم، 13-18. 

وقال ابن كثير: وقد رأى النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ جبريل عليه السّلام، على هيئته التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها مرّتين، حيث كانت الأولى عقب فترة الوحي، عندما كان النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نازلًا من غار حراء، فرآه حينها على صورته، فاقترب منه، وأوحى إليه عن الله عزّ وجلّ ما أوحى، وإليه أشار الله بقوله: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى * ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) سورة النجم، 5-10، والثّانية في ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى، وهي ما أشير إليه في سورة النّجم بقوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى) سورة النجم، 13-148. 

وإنّ جمهور العلماء يرون أنّ الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأنّهما كانا في حالة اليقظة بجسده وروحه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا ما يدلّ عليه قول الله سبحانه وتعالى في بداية سورة الإسراء: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ)، أي بروحه وجسده. 

كما قال الطبري: ولا معنى لقول من قال: أُسْرِيَ بروحه دون جسده، لأنّ ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون دليلًا على نبوته، ولا حجةً له على رسالته، ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشّرك كانوا يدفعون به عن صدقه فيه، إذ لم يكن منكرًا عندهم ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة، فكيف ما هو مسيرة شهر أو أقل. 

وقال ابن حجر: إنّ الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسده وروحه، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء الحديث والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل. 

وأكد مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أن الحكمة من الإسراء والمعراج لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إيناسًا وتعويضًا للنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - وذلك بعد أن نالت قريش منه ما لم تكن تطمع به بعد عام الحزن، وعام الحزن هو العام الذي توفّيت فيه زوجة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - الوفيّة خديجة بنت خويلد، وكذلك عمّه أبو طالب الذي كان يدافع عنه.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads