أستاذ جامعي: العاصمة الإدارية الجديدة أعادت لمصر قوتها الناعمة
الأربعاء 27/مارس/2019 - 03:49 م
مريم حسن
طباعة
شهدت فعاليات معرض الكتاب بالإسكندرية 2019 ندوة بعنوان «القوى الناعمة ودورها في خدمة قضايا الوطن»، في قاعة المحاضرات بالمكتبة.
معرض الكتاب بالإسكندرية 2019
حضر ندوة «القوى الناعمة ودورها في خدمة قضايا الوطن»، الدكتور مجدي عجمية أستاذ ورئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والمايسترو محمود أبوزيد، والفنان مجدي مختار أستاذ فن المونولوج، والإعلامية محاسن متولي كبيرة مذيعي إذاعة الإسكندرية، وسهير عبد الغفور موجه عام المسرح بوكالة وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، وأدار الندوة الفنان محمد رطيل نائب رئيس اتحاد كتاب مصر بالإسكندرية، ومستشار مكتبة الإسكندرية السابق، بالإضافة لحضور فتيات من مدرسة مصطفى كامل الثانوية العسكرية بنات، ولفيف من الجمهور.
قال محمد رطيل، نائب رئيس اتحاد كتاب مصر بالإسكندرية، ومستشار مكتبة الإسكندرية السابق، إن القوة الناعمة لا تقل أهمية عن القوة العسكرية، وتتمثل في الأدب، والشعر والثقافة، وأهميتها ودورها في خدمة قضايا الوطن.
وقال الدكتور مجدي عجمية، رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، إنه من المهم معرفة دور الأدب بأنواعه المختلفة، والثقافة بشكل عام، وكيفية توظيفها في خدمة قضايا الوطن من خلال القوة الناعمة والتي تلعب دورًا كبيرًا.
وأضاف رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن القوة الناعمة كما يقولون عنها في الانجليزية "soft power"، فنحن نعرف قوة الأسلحة، والمدافع التي تستخدم في الدفاع عن الوطن أو في غزو دول أخرى، فهذه القوة الناعمة لا تقل أهمية عن النتائج التي تحققها القوة العسكرية بل تسير خطوة بخطوة، وهدف بهدف لتحقيق الغرض المراد سواء اقتصادي، أو تنموي، أو اجتماعي، أو علمي.
وأوضح رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن هناك وسائل للقوة الناعمة منها قوة الإيمان الصحيح بالله الواحد القهار الذي لا شريك له، والملائكة، والرسل، والكتب السماوية، وهو أول خطوة في طريق القوة الناعمة، وعنصر أساسي، وأيضًا العلم وشمائله، وإتقان العمل، فهذا كله ينعكس على الاقتصاد وزيادة الإنتاج، فالاقتصاد القوي هو أحد القوي الناعمة.
وأشار "عجمية" إلى أن الدول المتقدمة تهتم اهتمامًا كبيرًا بهذه القوة من تعليم، وصحة والأخلاق حتى إذا كان لا يحملون نفس الدين مثل الصين واليابان، موضحا أن مصر مرت بمراحل كثيرة في القوة الناعمة بدءً من الملك فاروق، ثم الفترة الناصرية، ثم فترة الزعيم السادات حيث بدأت هذه القوة تضعف نتيجة الانفتاح على الثقافة الغربية، وإدخال مسلسلات، وأشياء مختلفة وغريبة عن الطباع الشرقية مما أدى إلى التشتت الثقافي للمجتمع المصري.
ولفت إلى أنه لا مانع أن نتعلم الثقافة الغربية ولكن دون ترك الثقافة واللغة العربية ولهجتنا، فالمواطنين أصبحوا يتباهوا بدخول أبنائهم مدارس أجنبية، وتعلم اللغات وهم لا يتقنون ويتعلمون اللغة العربية بشكل صحيح، فأصبحت "الفرانكو ارب" وهي الكتابة بالإنجليزية ولكن تنطق بالعربية، متداولة بشكل كبير مما أدى إلى ضعف القوة الناعمة.
وانتقد "عجمية" فترة حكم مبارك التى عملت على ضعف القوة الناعمة، وأصبحت ذات جانب سلبي، وزاد على ذلك استخدم مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي حدث هدم للقوة الناعمة بسبب تلك المواقع، وإدخالها للشعب المصري حيث نجد الغرب والأعداء دخلوا بيننا؛ لكي يفتتوا هذا الفكر الديني الصحيح،لأن الدين إحدى القوة الناعمة التي تؤثر على الشعوب، فأصبح أبناء الشعب الواحد يتقاتلون.
وقال "عجمية" أن مسجد الفتاح العليم والكنيسة الذين تم بنائهم في العاصمة الإدارية الجديدة أعطت إشارة للعالم كله أن مصر تحترم كل الأديان، ولا يمكن التفرقة بين أبناء الشعب، وأيضًا اهتمت بالإعلام وبالصحة، والصناعة، والقضاء على المناطق العشوائية، وهدم بؤر التطرف والإرهاب، فكل هذه الافتتاحات مصدر قوة ناعمة لمصر، فهي تتحرك بذلك، فكلنا جنود مصريين منا من يحمل السلاح، وأخرين يحملون مشاعر الفكر والتنوير والتثقيف.
ومن جانبه قال الفنان محمود أبوزيد أنه ولد في فترة صعبة وعاش فترة ١٩٦٧ و١٩٧٣م، وتربى على حب مصر من خلال الأسرة والمدرسة والراديو الذي كان يبث أغاني وطنية، مضيفا أن وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، جعلت يوم ٢٣ مارس من كل عام هو عيد للموسيقى، وهذا يعتبر قوة ناعمة فالشعب المصري يعشق الموسيقى.
فيما قال الفنان مجدي مختار المختص في فن المونولوج أن الحرب القوية لا تقاس بالسلاح، ولكن بأن أدخل وأغزو قلب إنسان، وأعطى له سهم في احساسه ومشاعره اما أن يضحك، أو يبكي، موضحا أن فن المونولوج من أرقى أنواع الفنون، وأصعبها، وأقربها إلى القلب لأنه يحمل سمات النفسية البشرية، وهي كلمة لاتينية يونانية مونو بمعنى أحادي ولوجوس بمعنى خطاب أو رسالة أو موضوع، أما باللغة العربية تعني أن شخص واحد هو الذي يتحدث عن مضمون سواء في الدراما من سينما، ومسرح، ومسلسلات، وينتقد سلبية من سلبيات المجتمع، أو مشكلة بتأثر فيه، أو ظاهرة ما.
وقالت الإعلامية محاسن متولى، إن الإعلام له دور فعال، فهو يخاطب العقل والوجدان والتأثير المباشر، فالإعلام المصري يتسم بالصدق والحيادية، والموضوعية، ويحترم الأنسان المصري، مؤكدة أن أم كلثوم أكبر مثال للقوة الناعمة والمرأة المصرية، فالعرب جميعهم اجتمعوا على صوت أم كلثوم، وأيضًا وصل صوتها للعالم، لذا الفن له دور في المجتمع، لافتة إلى أن بعد نكسة ٦٧ بدأت كوكب الشرق أم كلثوم تجوب البلاد، وتقدم حفلات لصالح مصر، وكانت تجمع تبرعات للجيش، وشجعت السيدات على التبرع بالمصوغات الذهبية.
