المواطن

عاجل
فرغانة الساحرة وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية بولندا وزير التجارة والصناعة يعلن نجاح المكتب التجاري المصري في أوتاوا في رفع الحظر المفروض على صادرات الفراولة المصرية الطازجة إلى كندا في ضوء توجيهات وزير التجارة والصناعة بتأهيل المصدرين المصريين وفقا للمعايير العالمية جمارك السلوم تضبط محاولة تهريب كمية من السجائر الأجنبية الصنع الغير خالصة الضرائب والرسوم استعدادات مكثفة لاستضافة البطولة الافريقيه لكمال الاجسام في مصر 2024 بحضور سفير الصين بالقاهرة : وفد جمعيه الصداقه المصريه الصينيه يلتقى بوفد صيني يراسه سكرتير لجنه الحزب الشيوعي الصيني عن منطقه شاويانج وزارة الداخلية تكرم المقدم مؤمن سعيد عويس سلام لتفانيه في عمله رئيس إتحاد شباب الجامعات المصرية والعربية يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقدم الجديد لجامعة القاهرة في تصنيف QS البريطا بالصور ...سفارة اليونان بالقاهرة تنظم احتفالية موسيقية مخصصة لموسيقي "ريبيتيكو بمناسبة العيد الوطنى
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

«الفتوة» من قيم وآداب إلى إفساد أخلاق الشباب

السبت 06/أبريل/2019 - 02:23 م
مي محمد المرسي
طباعة
تردد مفهوم«الفتوة» كثيرا في أفلام الأبيض والأُسود، وبرز أكثر وبشدة مع «الحرافيش» للعالمي نجيب محفوظ، كما أنه واحد من المفاهيم الأكثر حضورا في ثقافتنا الشعبية لاسيما في الحارة الشعبية.

والحق يُقال هنا أن مفهموم «الفتوة» مصطلح طالته ولحقت به تداعيات التردي الاجتماعي، والتراجع الأخلاقي، والثقافي في المجتمع المصري.. إذا فكيف ظهر هذا المصطلح، وما هو تاريخ نشأته؟ وما معناه؟ وإلى أين انتهى؟
الفتوة في الجاهلية

أكسبت الصحراء الإنسان العربي في العصر الجاهلي أخلاقا سامیة، طبعت عليه قوانينها الطبيعية الصارمة، وأصبحت «الفتوة» مجموعة من الفضائل النفسیة تحلى بها الإنسان الجاهلي، متمثلةً في الشجاعة؛ من أجل الحفاظ على حياتهم، إذ أن الحياة حينها كانت تملؤها التعصب القبلي.

كما نرى كذلك مزج عظيم بين صبرِ شدید الجلد وبين الكرم؛ الذي يُعتبر من أبرز الصفات، التي تحلى بها العربي الجاهلي، وھو شرط لا مناص منه لكي تبدو قوته وشجاعته مرئية للجميع، وينال عليها حمایة الضعیف، وھو قانون طبیعي للفتیان، معتبرين ذلك ترقى بالإنسان إلى أفق سام من آفاق الإنسانیة.

طرفة ابن العبد مثالا للفتوة العربي الجاهلي
یعتبر «طرفة بن العبد» الشاعر العربي مثالا حقيقيا لعرض حياة «الفتوة» بالمعنى المتعارف عليه حينها ،إذ أنه یرسم لنا صورة متكاملة للفتى العربي فيقول: 

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني
عنیت فلم أكسل ولم أتبلد
فان تبغني في حلقة القوم تلقني
وأن تلتمسني في الحوانیت تصطد

«الفتوة» من قيم وآداب
الفتوة في الثقافة الإسلامية
في صدر الإسلام ، كانت صفة «الفتوة» لصيقة بجيل من شباب المسلمين الذين رفعوا رايات الفتوحات ونشر الدين الجديد بعد التغلب على أعتى الحضارات القديمة كالفرس والروم، وكان على رأس هذا الجيل من شباب الإسلام الإمام علي بن أبي طالب، والذي قدم العديد من البطولات وشجاعة في المعركة ، محقاقا «لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي».

وقد أورد مؤرخ الموصل «سعيد الديوه جي»، في كتابة «الفتوة في الإسلام» وهو من الكتب المهمة التي تتناول جانباً من التراث العربي الإسلامي شكل الفتوة على اختلاف مراحلها بالحياة المذهبية الإسلامية، وعني كذلك بأشكال الفتوة؛ فتوة الفروسية، فتوة العيارين، الفتوة الصوفية، الفتوة المجونية

الفتوة والدفاع الصليبين والمغولي 
وفي أيام المماليك كان هناك شكل من أشكال الفتوة العسكرية حيث يُربَى الأطفال على أخلاق الشجاعة والفروسية، مثلما فعل السلطان «المنصور قلاون» وأسكن مماليكة في أبراج القلعة، فيما عرفو بعد ذلك باسم «المماليك البرجية» نسبة لأبراج هذه القلعة، وكذلك المماليك البحرية، وكان لهؤلاء الفضل في الدفاع عن المقدسات الإسلامية ومواجهة حملات الصليبيين والمغول.

ويشير الكاتب والمفكر أحمد أمين، وفي كتاب «الفتوة» إلى أن ثمة لونا آخر من الفتوة تناوله الرحالة «ابن بطوطة» الذي زار بلاد الأناضول «تركيا حاليا»، حيث تحدث عن فتيان بلاد التركمان باعتبارهم أهل صلاح وورع وتقوى، وأنهم أكثر الناس جودا وإسراعا في إكرام وإيواء الغرباء، و كانوا ينادون بعضهم البعض بكلمة «أخي»، والمؤرخون الأتراك كانوا يصفون بعض أهل الفتوة بقولهم

الفتوة في أواخر القرن التاسع عشر
انتشر مفهوم الفتوة بمعنى مختلف في الحارة الشعبية، والأحياء القديمة، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فالفتوة هو الذي يدافع عن المظلومين ويرد الحقوق لأصحابها، وينتصر للضعفاء في وجه الأقوياء والجباة جامعي الضرائب، وقد بدا المفهوم للفتوة قريبا لمفهوم «الصعلكة»، حيث السطو على أموال الأغنياء المحتكرين أصحاب السلطة في سبيل إعادة توزيعها على المعوزين والفقراء ، وهو مفهوم اتسق تماما مع الفتوة في التراث والمزاج الشعبي، لاسيما في الأساطير الشعبية، كـ«سيرة سيف بن ذي يزن، وعنترة ابن شداد، والظاهر بيبرس، ثم في فترة لاحقة كالزيني بركات، وعلي الزيبق ، وعاشور الناجي» وظل هذا المفهوم الإيجابي للفتوة ودوره في أحيائنا الشعبية القديمة يحمل هذا المعنى النبيل حتى وقت قريب.

الفتوة في الحرافيش لـ أديب نوبل نجيب محفوظ
«اللهم صن لي قوتي وزدني منها لأجعلها في خدمة عبادك الصالحين»، هذا هو الدعاء الذى أنهى به الراحل نجيب محفوظ روايته الأشهر «الحرافيش»، وكان يردده بطل روايته «عاشور الناجي»، الشخصية الرئيسية في الملحمة، التي تمثل مرحلة مزدهرة من مراحل تاريخ فتوة الحارة، بما جسدته من القوة والعدل والأخلاق، وشكَّلته عوامل مختلفة؛ تربية الشيخ «عفرة زيدان» له على الأخلاق والقرآن، وخلوته في الصحراء فترة طويلة، نمت فيها قوته الروحية والتأملية، فجمع بين قوة الجسد وقوة الروح والعقل والأخلاق، وهي الصورة المثلى للفتوة كما يراه نجيب محفوظ.



كان«عاشور الناجي» كان له هفوات وسقطات مثَّلت محورًا مهمًّا في قراءة الشخصية، مما جعلها شخصية واقعية، معبرة عن الواقع في الحارة، وتتعدت الرؤى في قراءتها وتأويلها حسب حال كل فتوة من القوة والضعف، والأخلاق والتهتك، والعمل والبطالة، وارتباط الأجيال بها أو انقطاعهم عنها، ويختفي عاشور فجأة من مسرح الأحداث، تاركًا خلفه التجربة شبه مكتملة، ومفسحًا المجال لقراءتها حسب الزمان والمكان.

فيلم الحسينية


الفتوة بين السياسة والعصابات 
يربط البعض بين ظهور «الفتوات» في مصر والاضطرابات السياسية، والتي انعكست على الأخلاق المجتمعية وكذلك انعكست عللى مركزية الدولة، وعليه فتشكلت عصابات تقوم بالسطو على الأسواق وسرقتها، فقد تكونت في المقابل جماعات تقوم بحماية الناس، والحفاظ على تجاراتهم وممتلكاتهم بمقابل أو بدون، وهؤلاء هم من تسموا بـ«الفتوات» ومن أشهر الفتوات في الأحياء الشعبية المصرية «إبراهيم كروم» فتوة حي بولاق، «زكي الصيرفي» فتوة الحسنية، والذي جسد شخصيته الفنان «فريد شوقي» في فيلم « فتوات الحسنية» إنتاج 1954.

«الفتوة» من قيم وآداب
ولكن الصدمة الحقيقية، التي ظهرت بقوة في السنوات الأخيرة، غيرت مجرى المفهوم المتعارف عليه «للفتوة» في معنى وملامح الشخصية ليصبح الفتوى بلطجي، متحللا من كل مفهوم أخلاقي، غير متزن عقليا نظرا لكثرة المواد المخدرة التي يتعاطها، كما أنه متمرد بطراز مثير على الدولة والقانون ومتمرد على المجتمع، متشردين منتشرين في الشوارع يبسطون نفوذهم على الطرقات والأرصفة لا أحد يعرف من هم، ولا مصدر القوة التي تضطر البعض لدفع الأتاوات. وقد نجد من يقوم بتوظيفهم من أجل تصفية خصومات سياسية أو لحسابات شخصية، كما أنهم منتشرين بكثرة في مواقف الأقاليم والمواقف الرئيسة في العاصمة، ولا أدري من أهذا الرداء ناتج عن الخرق الممزقة التي تجمعت من الحالة الفنية المبعثرة هذه الأيام أم ماذا؟!
توضيح رؤيا
وفي النهاية لعلنا قمنا ببعض التوضيح وإجلاء الخلط الذي لحق بمفهوم الفتوة وتنقية صورته الإيجابية الأخلاقية مما علق بها من شوائب البلطجة، لعل ذلك يكون الإلهام لأجيال من الشباب ذوي الفتوة، لكى ينفعوا مجتمعهم ووطنهم، لا أن يصبحوا عبئا عليه، يتمتعون فقط بقوتهم الجسدية ولكنها قوة بلا أخلاق تحميها من الانحراف

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads