فرض الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عقوبات وإجراءات على الدول الغربية خاصة دول الاتحاد الأوروبي جعلت تلك الدول تعاني من أزمات طاحنة، لاسيما أزمة الوقود والغاز الروسي الذي كانت تعتمد عليه الدول الأوروبية بشكل كبير.

وتأتي القرارات التي اتخذتها روسيا بعد موقف الدول الأوروبية من التدخل الروسي في أوكرانيا، حيث رأت السلطات الروسية الانحياز لكييڤ وهو ما أغضب الرئيس "بوتين".

وعلى الفور اتخدت روسيا قرار بتقليل تصدير الغاز والوقود للدول الأوروبية بنسبة كبيرة وهو ما شلّ حركة الاتحاد الأوروبي.

فرنسا تعاني من أزمة طاقة.

ومن أول الدول التي تأثرت بموقف روسيا كانت دولة فرنسا، حيث ستضطر إلى إطفاء النصب التذكاري الأشهر في العالم "برج إيڤل" لمدة ساعة يوميًا، وهو الأمر الذي سيسبب خسائر كبيرة لباريس حيث يعتبر "برج إيڤل" أكثر مصادر الجذب السياحي في فرنسا ورمزًا للدولة.

وذكرت صحيفة" ديلي ميل " البريطانية أن البرج الذي يجذب 7 مليون سائح يوميًا سيضيء الساعة الواحدة صباحًا بواقع 20 ألف مصباح وامض.

ومن المتوقع أن يعلن مجلس باريس إظلام "برج إيڤل" في الساعة 11.45 بواقع توفير ساعة يوميًا من الطاقة، وإلزام المواطنين الفرنسيين بضرورة ترشيد إستهلاك الطاقة والوقود.

وتستورد فرنسا من روسيا نحو 17% من إمداداتها وهي أقل اعتمادًا على الغاز الروسي مقارنة بغيرها من الدول المجاورة.

وارتفع أسعار الغاز الأوروبي بواقع 28% ليصل إلى 274 يورو لكل ميجا واط، وذلك بعد أن أعلنت روسيا بواسطة شركة الغاز "غازبروم" أنها لن تصدر الغاز والوقود لأوروبا حتى إشعار أخر.

وأشار الخبير البترولي "مدحت يوسف" أن اوروبا تتخذ قرارات ترشيد استهلاك الوقود والطاقة لمحاولة التخفيف من تبعات المشكلة التي احدثتها روسيا، ولكن تلك القرارات ليست حلًا قاطعًا لأزمة الغاز الروسي.

وأضاف "يوسف" أن أوروبا تعتمد على الغاز الطبيعي في كثير من المجالات الصناعية وليس فقط للتدفئة والكهرباء وهو ما جعل اقتصاد معظم دول اوروبا يواصل الإنكماش، وأوضح أن اوروبا تعاني ايضًا من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال المتحكم في اقتصاديات دول الإتحاد الأوروبي.

ومن جانبه أعلنت "أورسولا فون دير لاين" رئيس المفوضية الأوروبية عن مسودة مشروع جديد يلزم دول الإتحاد الأوروبي بترشيد استهلاك الكهرباء خلال ساعات الذروة.

وجاء في نص تلك المسودة أنه يستلزم أختيار 3 او 4 ساعات في اليوم لتقليل استهلاك الكهرباء ويترك لحكومات الدول اختيار الساعات المناسبة وتقديرها.

وأضافت: "إن اوروبا تشهد أوقات عصيبة، وأن هذه الأزمة هي اختبار حقيقي لتظهر وحدة القارة الأوروبية بأكملها ومحاول الخروج من تلك الأزمة بأقل الأزمات، وأكدت على ضرورة توفير الطاقة للجميع وإتاحتها للأستهلاك وأن اوروبا لديها بدائل للغاز الروسي من النرويج والجزائر والولايات المتحدة الأمريكية".

وتعتبر مشكلة دول أوروبا بأكملها في كفة ومشكلة ألمانيا في كافة أخرى، حيث تعد المانيا الدولة الأوروبية الأكثر اعتمادًا على الغاز الروسي بواقع 55% من استهلاكها، في حين يستورد الاتحاد الأوروبي 40% من حاجات الغاز من روسيا.