المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مؤتمر الأمم المتحدة العالمي للمناخ... تحركات جادة ووعود حقيقية

الأحد 06/نوفمبر/2022 - 05:04 م
المواطن
آلاء مجدي
طباعة
 مؤتمر الأمم المتحدة
عُقد اليوم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ بشرم الشيخ في نسخته ال 27، وفيه تسلمت مصر زمام الرئاسة للمؤتمر لهذا العام، يهدف المؤتمر إلى السيطرة على الأحترار العالمي الذي يعاني منه الكوكب حاليًا الذي قد يودي بالكثير من النظام الحياتي العالمي للهلاك، وسيغير من أسس كبيرة قد لا ندرك أهمية وجودها إلا بعد فوات الأوان، وسنعاني حتي نهتدي إلى سبيل لمعرفة كيفية التعامل مع تلك المشكلات المستحدثة مثل مشكلة الجفاف التي بدأت أن تعاني منها أوروبا حاليًا، والفيضانات التي بدورها أن تؤثر على الأمن الغذائي، وغيرها من المشكلات التي يجب أن نتحرك لوضع حلول لها ومواجه مسبباتها قبل الوقوع في الأزمة.
وعليه يهدف مؤتمر المناخ العالمي إلى تقليل درجات الحرارة إلى 1 ونصف درجة مئوية، كما يسعى إلى وضع حلول والنظر فيها لمواجهه تغيرات الطقس التي قد تشكل خطرًا علينا الآن، لكنها ستشكل خطرًا مضاعفًا على الأجيال القادمة.
صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم أن مصر تتطلع لخروج المؤتمر من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ، كما أن الدورة الحالية للمناخ جاءت في وقت حساس للغاية، حيث يتعرض العالم حاليًا لأزمات أقتصادية عالمية وأخطار وجودية وتحديات لم يسبق لنا خوضها من قبل، إلا انه لا وقت للوقوف دون حراك مكتوفى الأيدى أمام تلك المشكلات التي تهدد الحياة علي الكوكب.

 جهود مصرية
ومن جانبه أعرب وزير الخارجية "سامح شكري" عقب تسلمه لرئاسة مؤتمر المناخ العالمي في دورته ال 27، أن مصر لن تدخر جهدًا لإنجاح قمة المناخ، كما دعى جميع الدول أن تنتهج نفس النهج، وأكمل "شكري" أن التقييم الصادر مؤخرا حول مجمل وضع المساهمات المحددة وطنيًا كشف أن مستوى الطموح الحالي لا يرقى إلى الوصول إلى هدف باريس، كما أن هذه المرحلة تقتضي مشاركة أكثر فاعلية لجميع الأطراف المعنية غير الدول، التى أصبح دورها الآن لا يقل أهمية عن دور قادة الدول، وفي مقدمتها القطاع الخاص والبنوك والمجتمع المدني ومؤسسات التمويل الدولية والسكان الأصليين ومجتمعات الشباب وغيرهم، وتأكيدًا لذلك فقد حرصت مصر على التشاور مع تلك الجهات ومشاركتهم في فعاليات مؤتمر المناخ cop27.

القفز فوق التحديات 
على الرغم من أن تلك العوائق طالت مصر وأثرت بالعديد من جوانبها سلبًا، إلا أنها لم تستسلم لتلك التحديات و قفزت لتحقيق الهدف الأسمى لمؤتمر المناخ، وهو السيطرة علي التغيرات الطقسية التي يواجهها الكوكب وتقليل الأنبعاثات الكربونية، وأنطلاقًا من هذا الهدف بدأت مصر في الحذو نحو تحقيق الحلم الأخضر، وعلى أعتبار أن مصر هي نقطة البداية وهي القدوة والمنهج المتبع التي تنتهجه جميع الدول الأفريقية من بعدها، فقد بدأت مصر في اتخاذ اجراءات حقيقية للسيطرة على مشكلة المناخ العالمي، وذُكر أن قارة أفريقيا هي من أكثر القارات التي طالها أذى من مشكلة التغيير المناخي، على الرغم من أنها ليس المسبب الرئيسي لها.

الحلم الأخضر
وإيمانًا من مصر لحلم "العالم الأخضر" وطبقًا لخطتها للتحول الأخضر بحلول عام 2030، فقد بدأت بالحذو بشكل صحيح وبذل كامل جهدها لتحقيق ذلك الحلم، حيث أظهرت الدولة المصرية أهتمامًا بصناعة السيارات لكهربائية، كما عقدت الشراكات مع دولة الصين لإنتاج السيارات الكهربائية، حيث تعمل مصر على تحويل أتوبيسات النقل العام إلى اتوبيسات تعمل بالكهرباء بدلًا من الوقود، وقد بدأت بالفعل بالعمل على هذه الخطة، فبدأت بمدينة السلام "شرم الشيخ" حيث جهزت أكثر من 130 أتوبيس نقل يعمل بالكهرباء، وأكثر من150 سيارة تاكسي تعمل أيضًا بالكهرباء، ويتم أستخدامهم حاليًا لخدمة الوفود والزائرين لمؤتمر القمة للتغيير المناخي.
كما تعمل مصر على التحول إلى النقل النظيف، من خلال توسعة شبكات مترو الأنفاق والقطارات لاستيعاب أكبر عدد من المواطنين، وذلك للحد من أستخدام المركبات التى تعمل بالوقود ومنه لتقليل الأنبعاثات الكربونية التي تؤثر بشكل أساسي علي التغيير المناخي.

خطوات جادة
بادرت مصر في اتخاذ خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموي مستدام يهدف إلى الوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكوميًا إلى 50% بحلول عام 2025، و100% بحلول 2030، فعلى سبيل المثال تمثل مصادر الطاقة المتجددة اليوم نحو 20% من مزيج الطاقة في مصر، وتعمل الدولة على الوصول إلى 42% بحلول عام 2035، ذلك فضلًا عن انشاء المدن الذكية والمستدامة، كمما تنفذ مصر مشروعات لترشيد استخدام المياه حفاظًا على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وتبطين الترع والأدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، الذي منه قامت الدولة بمشروع الرمال السوداء الذي تمتع بـبُعد بيئي هام، وهو حماية المناطق الساحلية من الأشعاعات الضارة التي تنتج من المعادن الموجودة في الرمال السوداء، فقامت الدولة المصرية بتخليص السواحل من تلك الرمال والأستفادة منها أقصى أستفادة أقتصاديًا.

أطراف متفقة
لم تكن مصر هي الوحيدة التي تعمل جاهدة للوصول إلى العالم الأخضر، حيث أن الدول تمكنت من تحقيق أمر تاريخي يرفع الآمال وذلك ما ذكره "ألوك شارما" رئيس مؤتمر المناخ cop26، حيث قال أنه تمكنا من تحقيق كل الأهداف التي تم التحدث عنها بشأن أتفاقية باريس، وذلك بالأتفاق على محاولة أغلاق محطات الفحم الحجري، بالأضافة إلى زيادة التمويل لأستخدام الطاقة النظيفة بحلول عام 2025.
حيث أتفقت كل الأطراف على العمل على تخفيف أنبعاثات الكربون، وذلك للموائمة مع الخطة التي وضعت في أتفاقية باريس للمناخ، ومن الدول التي عملت على تجديد قوانينها منذ مؤتمر "جلاسيكو" هم الهند ونيوزلاندا والنرويج وجابون وغيرها من الدول.
كما قامت بعض الشركات بتخفيف أنبعاثاتها بنسبة 30% منذ ترأس بريطانيا للـ cop، وأيضًا تم ضخ الملايين في الطاقة النظيفة والخضراء، فالدول والشركات تعمل على تقدم ملموس بالعمل مع المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة للوصول إلى صفر انبعاثات.

هل ستغتنم الدول هذه الفرصة الكبيرة وتلتزم بتحقيق الأهداف المنوطة بها في هذا المؤتمر، أم ستحكم على الأجيال المقبلة بأن تعاني؟، هذا العقد هو الذي سيجيب على هذه الأسئلة...

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads