المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الأرواح تلتقي والتاريخ يُسجل.. صورة لبناني يحتضن رضيعه بعد رهن سيارته تصدم الرأي العام

الأربعاء 14/ديسمبر/2022 - 07:04 م
الصورة التي هزت الرأي
الصورة التي هزت الرأي العام في لبنان
أمل سعداوي
طباعة
صورة هزت أبدان الجميع، لتؤكد أن الأب هو السند والمانع الحصيل لمواجهة أعباء الحياة، هو الحب بدون مقابل هو من يعطي بدون انتظار أجرًا، هو  القائد للسفينة العائمة في أعماق البحار، هو من يرى أوجاع أطفاله ولا يغمض له جفن إلا بعد هدوء أوجاععهم، لتشهد شوارع لبنان على قصة أب هزت الرأي العام اللبناني.

في منطقة عكار شمال لبنان، التقطت صورة لحسين البعريني، البالغ من العمر 43 عامًا، والأب لأربع أطفال وهو يحمل فلذة كبده الرضيع المتوفي ملفوفًا بقطعة قماش زرقاء، عائدًا من مستشفى خلف الحبتور سيرًا على الأقدام بعد أن رهن سيارته للأخيرة لعدم توافر الأمور لديه لسداد باقي مستحقات المستشفى.

أمًا مكلومة

يحكى الأب حسين البعريني، أن ابنه المتوفى لم يتعدى عمره الـ 26  يومًا ولد وتم إيداعه في الحضانة في محاولة لإنقاذ حياته إلا أن للقدر رأيًا آخر، لتذهب روحه إلى خالقها تاركة خلفها أمًا مكلومة وأبًا سيظل شيء منه ناقصًا طوال حياته.

أكد "البعريني" القاطن في بلد فنيدق في عكار شمال لبنان، والذي يعمل بوابًا في إحدى المدارس في عكار، أن المسشتفى تواصلت معه وأخبرته بالقدوم لأخذ جثة ابنه، وعندما وصل هناك أبلغته أن مصاريف العلاج تكلفت 2400 دولار أمريكي.

لم يكن الرجل الأربعيني قادرًا على دفع رسوم المشتسفى، فأخبرها بذلك إلا أنها رفضت تسلميه جثمان ابنه إلا بعد دفع الأموال، ليتفق معاه على رهن سيارته لها لحين تسديد باقي الأموال بعدما دفع 400 دولار هذا بجانب تبرع إحدى الجمعيات الخيرة بقيمة 350 دولار ليظل الباقي هو المطلوب دفعه: " بعدما أبلغني المستشفى أن طفلي توفي طلبت المحاسِبة منّي مبلغًا قدره 2400 دولار بدل طبابة، فأبلغتها بأنني لا أملك المبلغ وسأقوم بتأمينه لاحقًا، عندها طلبت منّي رهن سيارتي ريثما آتي بالمال، وطلبت من طبيب في المستشفى صادفناه في الباحة الخارجية بتخمين (تقدير ثمنها) السيارة أيضًا".

لو كلفني بيع كليتي

أكد الأب أنه كان مستعد لفعل أي شيء للحصول على جثة طفله، حتى ولو باع كليته: " زّتني الدني بس استملت جثة طفلي. أردت فقط أن أستعيدها حتى لو كلّفني ذلك بيع كليتي".


تعليق المستشفى.

وقد نشر خلف أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور الممولة للمستشفى، في تغريدة قال فيها: "ندعو من الله أن يسكن روح هذا الطفل الرضيع الملاك فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان".

وأضاف: "مع أننا ندعم مستشفى خلف الحبتور في حرار لخدمة أهلنا في عكار، إلا أننا نرفض أي تصرّف يُبَدّي المصلحة على المواقف الإنسانية ونطلب التوضيح من إدارة المستشفى المستقلة والمسؤولة أمام الله والناس".

وأوضحت إدارة مستشفى خلف الحبتور في عكار في تصريحات صحافية "أنها وبمجرّد علمها الأمر اتصلت بالوالد مرتين وطلبت منه الحضور لاستلام سيارته، واستنكرت ما حصل، مؤكدة أنه ليس من عاداتها، ولطالما كانت تقف إلى جانب أهالي المنطقة، ولو أن الموظفة قد أبلغت الإدارة بالأمر لما كانت وافقت عليه مطلقاً، وقد أحالتها بالفعل إلى المجلس التأديبي ليتّخذ في شأنها القرار المناسب".

وتشهد لبنان منذ العام 2019 أزمة اقتصادية ومالية هي الأسوأ في العقود الأخيرة، وفقًا لما جاء في تقرير البنك الدولي، حيث انعكس الأمر على الليرة لتشهد انهيارًا كبيرًا.

فالظروف الصعبة التي عاشتها لبنان قلبت الموازنين، ليدفن ثمنها مواطنين ليس لهم ناقة بها ولا جمل.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads