في أجواء صوفية تطيب لها النفس، يحرص البعض على تنظيم احتفالية لمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلح ابن الإمام الحسن بن علي بن أب طالب، وولدت رضوان الله عليها، بمكة المكرمة عام 145 هـ، إلا أنها نشأت وترعرت بالمدينة المنورة، ودرست الفقه والأحاديث في المسجد النبوي الشريف، حتى لقبت بـ نفسية العلم.

ويُحكى أنها أدت الحج 30 عاما وأغلبها كان سيرا على الأقدام، ومن أشهر ما قالته أثناء تعلقها بـ ستار الكعبة إلهي وسيدي ومولاي، متعني وفرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سببًا يحجبك عني، وسردت زينب ابنة أخيها طرائف وكواليس من حياة السيدة النفسية قائلة خدمت عمتي نفسية أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار إلا في الأعياد، فقلت لها أما ترفقين بنفسك فقالت كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون.

وجاءت إلى مصر حينما كانت تبلغ من العمر 48 عاما، برفقة زوجها وأبيها وبنتها وابنها، وكان مجيئها موافقا لتاريخ 26 رمضان عام 193 هـ، بنية زيارة آل البيت المتواجدين في مصر، وذلك بعد رحلتها لزيارة قبر الخليل وبيت المقدس، وفور معرفة الناس في مصر بقدومها حرصوا على استقبالها أحسن استقبال من مدينة العريش، ثم اصطحبوها إلى القاهرة.

وفي شهر رجب من عام 208 هـ أصيبت السيدة نفيسة بمرض، واشتد عليها حتى توفيت في مصر بنفس العام، وحزن أهل مصر لموتها، وكان يوم دفنها حدث جلل وتم بناء جامع السيدة نفسية، الذي يتردد عليه الكثيرين من مريديها.