المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

قصر البارون وبيت الرعب وعبدة الشياطين.. فما قصته؟

الثلاثاء 31/يناير/2023 - 03:33 م
قصر البارون
قصر البارون
أمل سعداوي
طباعة
كان من أوائل المباني في مصر التي استخدمت الخرسان المسلح لبناء الهيكل الإنشائي، مستوحى من الطراز المعماري الهندي، جاءت فكرته من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، هو أفخم القصور الموجودة في مصر، أنشيء له مترو يربط الحى المدينة بالقاهرة نظرًا إلى طول المسافة آنذاك، صنفته منظمة الأونيسكو العالمية بأنه واحدًا من أهم المواقع الأثرية في جنوب شرق آسيا، يأتي له الزوار من جميع أنحاء العالم لبراعة إنشاءه ونقوشه وأيضًا بسبب الأقاويل التي تُثار حول وجود أشباح وجن وأرواح به، إنه قصر البارورن.

في شارع العروبة بصلاح سلام بأرقى وأقدم مناطق القاهرة، تجده يخطف الأنظار من بعيد بسبب غرابته وجمال تصميمه، تماثيل لحيوان أسطوري في استقبالك على الجانبين، ثم تجد تمثايل هندية، نقوش هندية من الخارج، ومن الداخل نقوش أوروبية، ليدمج بين المعمارين المختلفين، فما قصة قصر البارون؟ وما حقيقة وجود أشباب وجن وأرواح به؟

ما قصة قصر البارون؟

في نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قصير من افتتاح قناة السويس، جاء البارون إدوارد إمبان إلى مصر، حيث كان مولعًا بالآثار بكل أنواعها ونظرًا إلى الحضارة العريقة التي تتمتع بها مصر أعجب بها بشكل كبيرًا ليكتب وصيته بأن بعد موته يدفن بها حتى لو توفى خارج مصر.

حصل إدوارد إمبان على لقب البارون بعدما منحه له ملك فرنسا تقديرًا لمجهوداته فى إنشاء مترو باريس.

بعد نزول البارون إلى مصر، رغب في إنشاء مسكن له، لتأتي فكرة إنشاء قصر البارون، في ذلك الوقت كان الخديوي إسماعيل باشا الذي حكم مصر بين عامي 1863 و 1879 مفتونًا بمدينة باريس الحديثة، فقرر تحويل القاهرة إلى باريس على النيل.

وبالفعل في العام 1900، تمكن الخديوي من تحويل القاهرة التاريخية إلى منطقة جديدة، على الطراز الغربي عبر بناء دار أوبرا وفنادق وبنوك ومتاجر متعددة الأقسام، وفقًا لأستاذ علم الآثار والفنون  الإسلامية بجامعة القاهرة جمال عبد الرحيم في إحدى مقابلاته الصحافية.

وبعد تحديث الخديوي للمدينة تجاوزت أسعار أراضيها الأراضي في بروكسل وباريس، ليقرر البارون شراء أراضي في الصحراء حيث كان سعر المتر آنذاك جنيهًا واحدًا، لبناء مدينة هليوبوليس وقصر البارون.

في العام 1906 بدأت  شركة واحات هليوبوليس التي أنشأها البارون في بناء مدينة مصر الجديدة الجديدة، في الصحراء على بعد 10 كيلومترات من وسط القاهرة، لتكون مدينة الرفاهية والترفيه، مع شوارع كبيرة مجهزة بكافة وسائل الراحة والبنية التحتية من صرف صحي وكهرباء ومرافق فندقية وغيرها.  

وليس ذلك فقط، بل تم إنشاء مساكن للإيجار معروضة في مجموعة من أنواع التصميمات المبتكرة التي تستهدف فئات اجتماعية محددة مع فيلات منفصلة ومتدرجة، ومباني سكنية، ومجمعات سكنية وأكواخ للعمال.

أما في العام 1907 تم الشروع في بناء قصر البارون ليكون من أوائل المباني في مصر التي استخدمت الخرسان المسلح لبناء الهيكل الإنشائي، لينتهي منه في العام 1911 بحضور السلطان حسين كامل.

رغم جمال القصر إلا أنه من الداخل صغير إذ لا يزيد على طابقين ويحتوى على 7 حجرات فقط، الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو.

 أما الطابق العلوى فيتكون من 4 حجرات للنوم، لكل حجرة حمام ملحق بها، وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم  فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.

بداية إهمال

توفي البارون خارج مصر، لينفذوا وصيته ويحضروا جثمانه لدفعنه في كنيسة البازيليك في مصر، وانتقلت ملكية القصر إلى ابنه "جان" ليتوفى بعد ذلك ويدفن بجوار والده.

بعد ذلك انتقلت ملكية القصر إلى أحفاد الباررون تعرض القصر للإهمال لسنوات طويلة، ليتم بيعه في العام 1954 بمحتوياته لـ3 أشخاص، عبر مزاد علني بمبلغ قدره 160 ألف جنيه مصري.

وفي العام 1933 تم تصينف القصر رسميًا كمعلم أثري، وفي العام 2005  اشترته وزارة الإسكان من مالكيه، مقابل منحهم قطعة أرض بديلة بالقاهرة الجديدة بقيمة تساوي الثمن المقدر للقصر وقتها وهو 125 مليون جنيه مصري.

ليتم بعدها عمليات ترميم كان آخرها قبل ثلاث سنوات بميلغ قدره 175 مليون جنيه.

أشباح وجن وأرواح

انتشرت الأقاويل والقصص والحكايات حول قصر البارون، والأشباح التي تسكنه بعد قتل شقيقته، إذا يقول البعض أن القصر في الليل تصدر منه أصوات لتراتيل أجنبية تصدر في أيام محددة في شهر مارس الذي توفيت فيه ابنه البارون " آن".

وهنا يقول الباحث الدكتور رفيق جورج في إحدى المقابلات الصحافية إن الأقاويل التي تُثار حول الأشباح غير حقيقة، مُشيرًا إلى أن البارون لم يكن له شقيقة، وأيضًا لم  يجد زوجته مقتولة في المصعد الذي يصل بين المطبخ وأعلى البرج، ولا رئيسة الخدم السيدة "دو مورييه" مقتولة في هذا المصعد، وأعقب ذلك وفاة 6 خادمات في حوادث غريبة ليس لها تفسير، وبطرق مرعبة. 

وفي العام 1997 اكتشفت السلطات في مصر أن مجموعة من الشباب يدخلون إلى القصر المهجور ويقيمون فيه حفلات صاخبة حيث قيل إنهم من "عبدة الشيطان" لينتهى الأمر بقضية جنائية شغلت الرأي العام آنذاك.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads