المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

زلزال شرق المتوسط.. الموت والحياة في آنٍ واحد

الجمعة 10/فبراير/2023 - 07:43 م
زلزال شرق المتوسط
زلزال شرق المتوسط
تسنيم هاني
طباعة
دمار شامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، صرخات تحت الركام، وأنين مكلومين تصحبه دعوات حارة تحمل بصيص أمل في العثور على ذويهم تحت الأنقاض، مشهدٌ يصف حال المتضررين من زلزال شرق المتوسط البالغ عددهم ٢٣ مليون نسمة. 

ولا زالت حصيلة قتلى زلزال شرق المتوسط تزداد لحظة بلحظة، والتي تجاوزت ٢٠ ألف قتيل حتى الآن، بجانب مئات الآلاف من الجرحى، والأصعب سوءًا هو حال المشردين بلا مأوى يحتمون به من عواصف البرد في ظل شتاءٍ قارسٍ زاد الأمر قسوة.


مساعدات دولية وإقليمية تُقدر بملايين الدولارات للمنكوبين من زلزال شرق المتوسط

وفي إطار الدور الإنساني في مثل هذا الحدث المروع، فقد تقدمت العديد من الدول العربية والغربية بمساعدات شتى كالدعم المادي لتعويض المتضررين، والعمل على إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية لتخفيف العبء عن المستشفيات الحكومية التي لا تتسع لهذا الكم الهائل من الأفراد، وكذلك الدعم من خلال إرسال فرق إنقاذ وطواقم طبية وإمدادات إغاثية ومنازل متنقلة؛ للحد من وطأة الزلزال على المتضررين.

مشاهد الزلزال تجمع بين الموت والحياة والرحمة 

وتتوالى أحداث زلزال شرق المتوسط وتنتشر العديد من مقاطع الفيديو والصور، والتي قد تحمل رائحة الموت كتلك التي تظهر حالة الذعر التي مرت بها عائلات ومحاولة حماية أولادهم ونطقهم الشهادة، وذلك قبل انهيار أسقف منازلهم فوق رؤوسهم، أو تلك التي يرسلها أشخاص عالقون تحت الأنقاد بحثًا عن أمل في الإنقاذ، وأيضًا آهات المكلومين الذين فقدوا أحبتهم وتشبثهم بأيديهم تحت الركام.

ومشاهد أخرى تحمل معنى الحياة في أحلك الظروف أثناء عمليات الإنقاذ التى لا زالت مستمرة حتى الآن، كإخراج عدد هائل من الأطفال وكبار السن بقوا على قيد الحياة؛ بالرغم من كونهم ظلوا عالقين تحت الركام ساعاتٍ بل أيام، كالطفلة حديثة الولادة التي وُجِدت متعلقة بالحبل السري لوالدتها تحت الأنقاض، والتي وضعتها والدتها إثر لحظات الرعب التي عاشتها قبل أن تفارق الحياة ومعها باقي أسرتها، وكذلك انتشار مشهد الطفل السوري الذي عُثر عليه بعد ٤٥ ساعة من حدوث الزلزال، ولتهدئة روعه قام أحد رجال الإنقاذ بصب المياه في غطاء زجاجة ليرتشف الصبي بعض قطرات الماء بابتسامة بريئة يشوبها الإرهاق الشديد.

كما أظهرت بعض المشاهد الرحمة في أبهى صورها، كالطفلة التي ظلت لساعات طويلة تحتضن شقيقها الأصغر بيديها تحت الركام خوفًا من أن يصيبه مكروه، وأيضًا محاولة فرق الإنقاذ لمساعدة بعض الحيوانات الأليفة التي بقيت على قيد الحياة تحت الأنقاض.

خسائر عمرانية وأثرية بجانب الخسائر البشرية

ومن جهة أخرى، خلَّف زلزال شرق المتوسط خسائر عُمرانية بالغة تُقدر بآلاف المنازل والمباني، ولم يتوقف الدمار عند المباني السكنية فقط، بل تأثرت بعض المناطق الزراعية والعديد من المعامل والمصانع ذات الطاقة الإنتاجية العالية وأصبحت خارج الخدمة، أما البنية التحتية فتأثرت بشدة، وتعرضت العديد من الطرق للتصدع ببعض المناطق المنكوبة، كما لم تَسلم  المباني التاريخية من الضرر الجسيم كقلعة حلب وقلعة المرقب بمدينة بايناس وقلعة شميميس ومحيط قلعة قدموس في محافظة طرطوس وسقوط بعض مآذن الجوامع التاريخية كمأذنة جامع الإمام إسماعيل بسوريا، أما بتركيا فقد تهدمت أجزاء من قلعة غازي عنتاب التاريخية.

الزلزال ينال من اقتصاد البلدان المتضررة

وعلى الجانب الاقتصادي، فقد أثر زلزال شرق المتوسط بشكلٍ سلبي على اقتصاد البلدان المتضررة، وذلك لتوقف بعض المطارات والموانئ عن الخدمة، وكذلك حدوث أضرار كبيرة بخطوط نقل الكهرباء والغاز الطبيعي وخطوط أنابيب النفط الخام، ما أدى لتأثر قيمة العملات وهبوط مؤشرات البورصة.

وتبعًا لتداول أخبار حدث عالمي ضخم كهذا، فإن مخاوف السائحين تزداد، ما سيجعل السياحة تتراجع بشكلٍ كبير وستتأثر الفنادق وشركات السياحة.

زلزال شرق المتوسط وتوابعه من هزات ارتدادية

يُذكر أنه في الصباح الباكر من يوم الاثنين الماضي، وقع زلزال شرق المتوسط والذي لم يسبق حدوثه منذ عشرات السنين، وقد بلغت قوته ٧.٨ درجة على مقياس ريختر، ببعض البلدان كتركيا وسوريا ما أسفر عن خسائر فادحة أشرنا إليها في التقرير، كما شعر به سكان قبرص ولبنان والعراق ومصر والأردن وبالأخير فلسطين، لكن دون وقوع أي أضرار.

ومنذ حدوث الزلزال العنيف، تتابع مئات الهزات الارتدادية أو كما يطلق عليها العلماء توابع الزلزال بين هزات قوية وخفيفة، وأوضح العلماء أن هذه الهزات ستستمر لأسابيع أو قد تصل إلى سنة كاملة.

وبذلك يُسطر زلزال شرق المتوسط نفسه، ضمن الزلازل الأكثر فتكًا في القرن الحادي والعشرين.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads