المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ننشر ...كلمة يركنبيك شوقاي مدير مركز الدراسات العربية في جامعة الفارابي الوطنية الكازاخية أثناء المؤتمر الدولي العلمي بعنوان "دور الحاج عبد الستار دربيسالي في خدمة الإسلام بكازاخستان"

الإثنين 29/يناير/2024 - 09:30 م
المواطن
فاطمة بدوي
طباعة
القى الدكتور يركنبيك شوقاي مدير مركز الدراسات العربية في جامعة الفارابي الوطنية الكازاخية كلمة أثناء المؤتمر الدولي العلمي الذى عقد بمعرض القاهرة الدول للكتاب بعنوان "دور الحاج عبد الستار دربيسالي في خدمة الإسلام بكازاخستان" وجاء فى كلمته : عالم ودبلوماسي ومفتي عام عندما يسمع كل واحد في كازاخستان عن سماحة الشيخ الحاج عبد الستار دربيس علي رحمه الله تعالى فتخطر في باله صورة عالم مرب قبل شخصية دينية. لأنه من المعروف أن إسهاناته وأعماله في العلم والبحث عظيمة جدا. ويشهد لذلك مساعدوه ويقولون إنه لم يكن يترك قلمه أبدا ليكتب خلال فترة خدمته الدينية. وإننا نعلم كذلك أنه ألف عشرات الكتب والمؤلفات في سنوات عمله الطويلة كمفتي عام للجمهورية. ومن حين لآخر كانت تنشر له مقالات واسعة النطاق والمضمون على أولى جريدة في البلد - "كازاخستان المستقلة". ولهذا السبب تم الاعتراف به كعالم ومعلم مرشد قبل كل شيء. وقد قام سماحة الشيخ المرحوم بإشهار أسماء أكثر من 200 مفكر عالم كازاخي ساهموا مساهمات كبيرة في الحضارة العربية والفارسية والتركية بالعصور الوسطى نتيجة عمله الدؤوب مع المخطوطات النادرة المتوفرة في متاحف وأرشيف بلدنا والعالم. و30 عالما منهم فارابيون خرجوا من مدينة أوتيرار الكازاخية. وهؤلاء هم العلماء والفقهاء والأئمة العظماء الذين تلقوا التعليم والتربية والعلم والأدب في المدن التاريخية مثل أريسكنت، وبالاساجون، وزند، وإيقان، وياسي، والكرنك، وكديري، وأوتيرار، وتاراز، وتركستان، وسيرام، وسيغاناق، وهم تركوا بصماتهم الخاصة المميزة على حضارة بلاد الخلافة والدول الإسلامية. ناهيك عن المكتبات ومجموعات المخطوطات في تركيا فإن العالم الذي جمع آثارًا عظيمة من دول المغرب العربي مثل المملكة العربية المغربية وإسبانيا، نتيجة بحثه الدؤوب قام في السنوات الأخيرة بتعريف شخصيات تاريخية مثل حسام الدين - سيغاناقي وهبة الله التارازي وقوام الدين الإتقاني للشعب الكازاخي وكذلك سعى في طباعة ونشر مؤلفاتهم. إن الشيخ عبد الستار هو شخصية ذات مكانة واعتراف في المجتمع العلمي العالمي ليس فقط في بلده بل خارج كازاخستان أيضًا. ومنحت لجنة الترشيح الدولية باسم سقراط في مدينة كان بفرنسا للحاج عبد الستار الجائزة الفخرية "الاسم في العلم" في مجال العلوم والتعليم وإضافة إلى هذا اللقب الفخري أنه حصل على دبلوم خاص "للمساهمة في العلوم العالمية" مما زاد من سمعته الشريفة شرفا ومرتبة بين أعضاء البيئة العلمية العالمية. إنني أعتقد أن الأستاذ الأكاديمي عبد الستار دربيس علي هو شخص حقق هدفه الأسمى وأنجز إنجازات كبيرة في التدريس والتربية والتعليم بما أنه أسس كلية الدراسات الشرقية في جامعة الفارابي الوطنية الكازاخية وهو كان على بداية عملها الفعلي العلمي والتعليمي ثم قام بتدريب وتربية العشرات من الطلاب والتلاميذ الذين يخدمون بلدهم وشعبهم ليس فقط في البلد بل بسفارات بلدنا في الدول الخارجية وهم يمثلون حكومة كازاخستان وشعبها سفراء ودبلوماسيين. إن الحاج عبد الستار أظهر نفسه كدبلوماسي أحب شعبه حقًا ومخلصًا لواجباته ومهماته ومتعاطفًا مع الطلاب الذين يدرسون في الخارج ودبلوماسيًا مهتمًا بخدمته الدبلوماسية. وأثناء عمله في سفارة بلدنا بالمملكة العربية السعودية لم يكن يقدم يد العون والمساعدة للكازاخستانيين فحسب بل كان يساعد أيضًا الإخوة الطلاب القرغيزيين الجيران. وآنذاك ما كانت تعمل بعثة دبلوماسية لقيرغيزيا في المملكة العربية السعودية. حدثنا أحد زملائنا القرغيزيين الذين درسوا معنا في لبنان أنه خلال تواجده في السعودية يواجه مشكلة إدارية وورقية ويأتي سفارتنا هناك ويطلب المساعدة وتلبية لطلبه يساعد عبد الستار الدبلوماسي المستشار بالسفارة أخانا القيرغيزي في حل مشكلته لأنه أخ لنا وابن دولة مجاورة. وحتى الآن ذاك الأخ يذكر الحاج عبد الستار بالخير لهذه الواقعة ويشكره كثيرا ويعرب عن امتنانه له. يبدو أن خبرة الحاج عبد الستار الدبلوماسية لعبت دورا هاما في عمله أينما كان طوال حياته. وإننا كنا نسمع أنه خلال توليه منصب المفتي العام كان يحسم الكثير من المسائل المتوترة "دون أن يكسر عربة ولا يقتل ثورا". ونعتقد أنه استطاع أن يدير شؤون الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان بالتوافق والتلاؤم. وهو فهم جيدًا دور الإسلام في جمهورية كازاخستان العلمانية الحقوقية. وقد أعرب مرة عن موقف الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان على النحو التالي: "70 في المائة من الساحة الدينية في مجتمعنا تتبع للمسلمين. ولذلك يحتل الإسلام مكانة رائدة في الحياة الاجتماعية والثقافية والاجتماعية والسياسية في كازاخستان. ومع ذلك ينبغي دائما أن يؤخذ التنوع الديني الطائفي بعين الاعتبار. وإن قضايا حرية الاعتقاد والتدين والتسامح واحترام ممثلي الديانات الأخرى ومسائل العلاقات بين الدولة وأهل الدين لن تفقد أهميتها دائمًا. لأن الحفاظ على التسامح بين الأديان هو أحد أهم شرائط ومطالب الاستقرار الاجتماعي والسياسي والتضامن بين القوميات والازدهار الاجتماعي والاقتصادي في البلد... وقد صرحت الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان أنها لا تقبل ابدا المواقف السلبية والتعصب والكراهية والتطرف بخلفية دينية تجاه الثقافات الوطنية والدينية وهي تبقى على نفس الموقف..." إنني أتمنى التوفيق والنجاح لأعمال هذا المؤتمر الدولي بعنوان "دور الحاج عبد الستار دربيس علي في خدمة الإسلام بكازاخستان" الذي يقام اليوم على ضفاف النيل والمخصص لذكرى حياته وعمله العظيم العلمي. وإنني متيقن أن إنجازاته وتراثه العلمي ستبقى تنفع البشرية دائما. رحم الله تعالى الحاج الشيخ عبد الستار برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته.

موضوعات متعلقة

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads