تلك الحلقة الجديدة من الأزمات تضاف إلى مسلسل الإهمال والأزمات التى يعيشها المواطن المصري البسيط ، دفعت عدد من الآباء والأمهات للتظاهر ، والمطالبة بتوفير ما يسد جوع أطفالهم لبقاء استمرارهم على قيد الحياة ، ورغم تصريحات وزارة الصحة باتخاذها خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث تلك الأزمة وتوفير الألبان من خلال إنشاء مصنع ألبان حكومي لسد العجز وتوفير احتياجات السوق ، إلا أن الأزمة تصاعدت ، لتكشف حقيقة تلك التصريحات الواهية.

-ملامح الأزمة 

وبدأت ملامح الأزمة فى الظهور عقب إرتفاع سعر الدولار، وإعلان وزارة الصحة رفع أسعار ما يزيد عن 50 مستحضراً دوائياً، مما دفع الكثير من منافذ التوزيع إلى الإمتناع عن صرف تلك الألبان المدعومة بالكامل ويبلغ سعرها ثلاثة جنيهات، وتباع للمواطنين الألبان النصف مدعمة والتى يبلغ سعرها 17 جنيهاً للعلبة الواحدة، ويتم شراؤها بـ60 جنيهاً.

-تظاهرات وقطع الطرق

إرتفاع أسعار الألبان وعدم توفرها دفع عدد من الأهالى إلى التظاهر مساء الأمس أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية التابعة للشركات القابضة للأدوية بشارع الخلفاوى، للمطالبة بالحصول على اللبن المدعم للأطفال من سن يوم إلى سنة، وقام الأهالي، بقطع الطريق أمام حركة السيارات منذ الثامنة صباحًا.


-الأطفال يموتون جوعاً على الأرصفة

وقال أحد الأهالى، " اللبن دا بناخدوا هنا ب 17 جنيه وبيتباع فى الصيدليات ب 65 جنيه، وإحنا معناش نجيبه لعيالنا حرام والأطفال عماله تعيط وبتموت مننا حد يحس بينا، فين وزير الصحة"، مرددين هتافات " عايزين لبن"، "مش هنمشى"، "فين وزير الصحة ، عيالنابتموت ومرميين علي الرصيف".

وأصطحب الأهالى أطفالهم وسط صراخهم المستمر لعدم الحصول على طعامهم "اللبن المدعم" الذى تحجزه الشركة بالمخازن ، وقطع الأهالي الطريق أمام السيارات.

-النواب يحملون وزير الصحة المسئولية

فى الوقت ذاته حمل عدد من أعضاء مجلس النواب الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، مسؤولية نقص لبن الأطفال، وسوء التوزيع والذى أدى إلى تنظيم العديد من الأهالى لمظاهرات، على كورنيش النيل أمام معهد ناصر؛ للمطالبة بصرف لبن الأطفال وأكدوا أن الوزارة تتحمل مسؤولية سوء التوزيع، حيث لم تقدم أى حملات إعلامية من أجل تعريف المواطنين ببدء الصرف من خلال الكروت الذكية، بالإضافة إلى أن هناك أزمة أيضًا تتمثل فى نقص الألبان المدعمة.

-الصحة هي المتسبب

وقال الدكتور أيمن أبو العلا، مرشح مجلس النواب عن دائرة الشيخ زايد - 6 أكتوبر، أن وزارة الصحة هى المتسبب الرئيسى فى أزمة الألبان، لافتًا إلى أنه إذا أرادت الوزارة تغيير منظومة ألبان الأطفال كان لابد لها أن تتأكد من إمكانية تنفيذها على أرض الواقع.
وأشاد أبو العلا بتدخل الجيش لحل الأزمة ومساندة وزارة الصحة فى هذا الصدد، مؤكدًا أن الجيش مؤسسة وطنية تبادر دائمًا فى حل الأزمات التى تطرأ على الساحة وهذا ليس بجديد عليها.

-تعذيب المواطنين

كما أدان خالد هلالى، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الصحة، وزارة الصحة وحملها مسئولية نقص الألبان والمحاليل والكثير من الأدوية، مشيراً إلى أنه كان يجب على الوزير السعى لتوفير مخزون منها لأنها لا تقل أهمية عن السلع التموينية مثل القمح والأرز والزيت ، متسائلاً عن أسباب إصرار الوزارة على تعذيب المواطنين ، وعدم اخبارهم قبل بدء الصرف وعمل حملات إعلامية .

-تقاعس الصحة والرقابة

وطالب النائب حاتم عبد الحميد، عضو مجلس النواب عن محافظة القليوبية، وعضو لجنة الشؤون الصحية بتشديد الرقابة على شركات الأدوية لمعرفة مصير اللبن المدعم، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تقاعست عن دورها فى الرقابة عن الشركات، ما أدى إلى عدم التزامها بتوفير كميات اللبن المدعمة التى يحتاجها السوق المصرى.

-حكومة بلا رؤية

وقال فائز أبو خضرة، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد فى محافظة الشرقية، إن الحكومة الحالية برئاسة شريف إسماعيل، جوعت أطفالنا بسبب غياب الرؤية لديها فى إدارة الملفات الخاصة بالأدوية، قائلاً :"لازم يكون فى وقفة من البرلمان معاها ، شوية هواة بيلعبوا بأخطر الملفات".


-بيع اللبن لمحال الحلويات

وقال الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، إنه تم اكتشاف بيع مركز آغا خان التابع للشركة المصرية لتجارة الأدوية، اللبن المدعم لمحال الحلويات، وتم على الفور إخلاء هذا المركز، ما أدى لتجمهر عدد من الأهالي حول المركز للحصول على اللبن بالقوة.

-الصحة لا تفقه شيئا

وأضاف "عبيد" في مداخلة هاتفية لبرنامج «كلام تانى» تقديم الإعلامية رشا نبيل المذاع على فضائية «دريم»، أن سعر عبوة لبن الأطفال المدعمة يتم بيعها بـ 17 جنيها وغير المدعم بـ 65 جنيها.

وأوضح نقيب الصيادلة، أن قرار وزارة الصحة بتوزيع ألبان الأطفال المدعم بمراكز الصحة غير مدروس، ولن يحقق جداوه، مشيرا إلى أن وزارة الصحة حرمت 65 ألف صيدلية من توزيع الألبان المدعم للأطفال

-الجيش يتدخل ويحل الأزمة

وفى تدخل سريع من القوات المسلحة التى تثبت كل يوم أنها صمام الأمن والأمان لمصر ودرعها الواقى ضد الأزمات الداخلية وصد الاعتداءات الخارجية، قال الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، في مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء، إن القوات المسلحة اشترت ٣٠ مليون علبة لبن لبيعها في الصيدليات بسعر ٣٠ جنيها بدلا من ٦٠ جنيها.

تلك الأزمات التى تعصف بالمواطن المصري، والتى كان أخرها تلك الأزمة والتى سبقتها أزمة فساد القمح وإستمرار إهمال المسئولين عن إتخاذ خطوات جادة وفعالة للقضاء على تلك الأزمات، يجعل الحكومة الحالية فى موقف ضعيف أمام مواطنين يحلمون بتوفير أقل سبل العيش وضمان بقائهم على قيد الحياة، فهل ستتحرك الحكومة ، أم ستنتظر كارثة أخرى ، وثورة للجياع لا تبقى ولا تذر.