حالة إجتماعية غير مرغوبة لكنها قد تجد استحسانًا من قبل البعض، في ظل عدم قدرة المجتمعات العربية على تطبيق الحرية بمفهومها الصحيح، فضلًا عن التربية غير السوية للأطفال، انتشرت ظاهرة الشذوذ الجنسي بصورة واضحة بين الأطفال والبالغين، لإشباع الكبت الجنسي لديهم بطرق محرمة وغير مشروعة.

تحولت ظاهرة الشذوذ الجنسي اليوم لجريمة بشعة لم يستطع المجتمع الحد من أنتشارها، نتيجة صمت وخجل الفتيات والنساء عن إبلاغ وزارة الداخلية والقوات الأمنية بما حدث معها من أجل القبض على المتحرش ومعاقبته ليكون عبرة أمام الجميع، نظرًا لانتهاكه للكرامة الإنسانية وإهانة البشرية.

لكن الحل الوحيد للقضاء على تلك الظاهرة البشعة أصبح في يد الفتيات والنساء، فعليهم أن يتسموا بالجرأة والصراحة من أجل المساهمة في الحد من الشذوذ الجنسي وحالات التحرش التي يتعرضن لها في كل الأماكن.

وينتج الشذوذ الجنسي عن عدم التوجيه الصحيح من الأسر للمفاهيم للأطفال منذ سن الطفولة والطرق غير الصحيحة التي تمارسها الأمهات عند تبديل ملابس أطفالهن لاسيما التي تغطي أعضائهم الحساسة حيث اعتدن على مداعبتهم في هذه الأماكن كنوع من اللهو وهو ما يعتاد عليه الأطفال حتى البلوغ.

وأرجع الخبراء النفسيين، أنتشار الشذوذ الجنسي وتضخمه خلال الآونة الأخيرة نتيجة مشاهدة الشباب مقاطع الفيديوهات الإباحية عبر شبكات الإنترنت، فضلًا عن المشاهد الدرامية التي تحمل في طياتها ممارسة الجنس مما تعمل على إثارة العواطف والمشاعر لدى الشباب، بالإضافة إلى تربية الصبيان بين الفتيات، وعدم مخالطته للرجال المعروفة بالصلابة والقوة، مما يؤثر على سلوكه الذكوري ويرفضه، وهو ما يجعله يميل إلى الأساليب الأنثوية.

كما أن البعض يقلد الدول الغربية في أساليبهم المتنافية مع الأعراف والعادات العربية والشرقية، دون إدراك المفاهيم الأساسية، والواجب توافرها منذ الطفولة، فضلًا عن الأضرار النفسية والاجتماعية الناتجة عن ذلك.

منشأ الشذوذ الجنسي

غالبًا ما تظهر حالات «الشذوذ الجنسي» وتنشأ داخل المجتمعات المغلقة، كـ« السجون والقرى».

أنواع الشذوذ الجنسي

يتضمن «الشذوذ الجنسي» نوعان، أحدهم ذاتي أي «ممارسة الشخص للجنس بمفرده دون مشاركة أحد»، والأخر يرتكبها البعض بمشاركة بعض الأشخاص لإشباع رغبته الجنسية المكبوتة لديه.

الشذوذ الجنسي مرض أم إنحراف

أكد بعض الأطباء النفسيين، أن «الشذوذ الجنسي» مرض وليس انحرافًا سلوكيًا، لكنه يندرج تحت الانحرافات الجنسية التي يبلغ عددها 14 انحرافًا، ويمكن علاجه في حالات معينة إذا توافرت الإرادة التامة والاستعداد النفسي والعقلي لدى المريض نفسه، ويكون العلاج نفسيًا، كما أن العوامل الوراثية ليس لها دورًا في الشذوذ الجنسي كما يعتقد البعض.

أسباب الشذوذ الجنسي

ويأتي الشذوذ الجنسي لدى الرجال نتيجة زيادة نسبة هرمون «التستوستيرون»، وهو المسئول عن إنتاج الهرمونات الجنسية لدى الذكور، مما جعله يلجأ للتحرش بالأطفال أو الفتيات والسيدات بالأماكن المزدحمة، أو ممارسة العلاقة الحميمية مع نفس الجنس.

كما أن نشوء الأطفال بين الفتيات بعيدًا عن الرجال المعروفة بالقوة والصلابة والخشونة، يجعله أكثر ميولًا واتجاهًا للأساليب الأنثوية، بالإضافة إلى بعض الألعاب التي تؤثر فى ميول الذكور الجنسية، حيث أن هناك ألعاب ذكورية وأخرى أنثوية لذلك علينا انتقاء الألعاب التي تتناسب مع كل من الجنسين.

وأثبت الأطباء النفسيين، أن تعرض الأطفال الذكور أو الإناث للاغتصاب من قبل أشخاص من نفس الجنس، يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تحولهم للشذوذ الجنسي، خاصة إذا تكرر الأمر، حيث تبدأ سلوكيات الطفل الجنسية تميل إلى الشذوذ.

ويعد الوسواس القهري، والشيزوفرنيا الجنسية، أحد عوامل الشذوذ الجنسي، حيث أنهما يمثلان حالة من الفصام بالشخصية الجنسية الناتجة عن الضغوطات الأسرية أو الاجتماعية.

علاج الشذوذ الجنسي

هناك بعض الخطوات الجادة التي تقي من الشذوذ الجنسي، وهي التوبة الصادقة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فضلًا عن الإقلاع عن تلك العادة السيئة، كما يجب على الفرد أن يشغل وقته وتفكيره بذكر الله، بالإضافة إلى أن مصاحبة الصالحين والتقرب منهم ومن مجالسهم خير علاج للوقاية من الشذوذ، وكذلك غض البصر والابتعاد عن أصدقاء السوء.