أثار استخدام الرئيس الأمريكي بارك أوباما، حق الفيتو على قانون «العدالة ضد الإرهاب» الذي أقره الكونجرس، غضب أعضاء مجلسي «الشيوخ والنواب» الأمريكي، مما أدى إلى توتر العلاقات السياسية في صفوف السلطات الأمريكية، لترتفع حدة الخلاف بعد رفضهم لفيتو الرئيس.

ووضع هذا القانون البيت الأبيض في مأزق، بعد رفض القانون من قبل الكونجرس، لاسيما بعد تهديد السعودية لأمريكا برفع شكاوى للمحكمة، بالإضافة إلى التهديد الذي اعتبره الخبراء هو الأكبر على أمريكا، وهو التهديد بسحب الصلات المادية السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية، مما وضع أوباما في مأزق، لاسيما وأن استثمار السعودية بأمريكا حافظ على ارتفاع الدولار.

الكونجرس يقر قانون «العدالة ضد الإرهاب»
في البداية أقر الكونجرس الأمريكي تشريعًا، يسمح لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر الإرهابي، بمقاضاة الحكومة السعودية على الأضرار التي لحقتهم، ووافق الكونجرس بالإجماع في مايو على هذا القانون والذي يعرف اختصارا باسم "جاستا".
وقوبلت الموافقة على قانون «العدالة ضد الإرهاب» بصيحات الترحيب والتصفيق في قاعة الكونجرس.

السعودية تهدد بسحب 750 مليار دولار في حالة تطبيق القرار
وفوجئ الكونجرس بتهديد السلطات السعودية لأمريكا بـ«بيع سندات خزانة وأصول مالية أخرى قيمتها 750 مليار دولار»، على أن يتم سحب هذا المبلغ الضخم في حالة تطبيق قانون يُحمل المملكة مسئولية هجوم 11 سبتمبر الإرهابي.

وأبلغ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مشرعين أمريكيين في مارس الماضي، أن "السعودية ستجد نفسها مضطرة لبيع سندات خزانة وأصول أخرى بالولايات المتحدة قيمتها 750 مليار دولار خشية أن تتعرض للتجميد بأوامر قضائية أمريكية."

«أوبا» يستخدم حق الفيتو ضد القانون
واستخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حق النقض يوم 23 سبتمبر، ضد قانون العدالة ضد الإرهاب، الذي أطلق عليه اسم "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"، ليصبح هذا الفيتو الـ«12» والأخير للرئيس الأمريكي في ولايته الرئاسية، لكنه يعتبر الأخطر سياسيًا بسبب المواجهة التي أعلنتها السعودية والتهديدات بسحب استثماراتها التي ستؤدي إلى انهيار الدولار.

الكونجرس يرفض «فيتو» أوباما على القانون ويصوت لإسقاطه
وقوبل فيتو أوباما بالرفض من الكونجرس الأمريكي بمجلسيه «الشيوخ والنواب»، حيث صوتوا على رفض فيتو الرئيس على مشروع قانون "جيستا"، في مجلس النواب الأمريكي صوت على إبطال فيتو الرئيس أوباما تجاه القانون بأغلبية 348 صوتًا مقابل 77.

كما صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة اليوم بتجاوز حق النقض «فيتو أوباما» بخصوص مشروع قانون يسمح برفع دعاوى قضائية ضد ما وصفوه بدول راعية للإرهاب، والإتاحة لأسر الضحايا بالحصول على تعويضات، وهو ما أعده البعض بأنه بمثابة هزيمة تاريخية للبيت الأبيض.

أوباما إقرار «جاستا» خطير
واستنكر الرئيس الأميركي باراك أوباما، تصويت الكونغرس بإسقاط الفيتو الذي استخدمه ضد قانون «العدالة ضد الإرهاب»، واصفًا إياه بالخاطئ وشديد الخطورة.

وأضاف «أوباما» في إشارة للدعاوى القضائية المحتملة، قائلًا: "إذا ألغينا فكرة الحصانة السيادية هذه فإن رجالنا ونساءنا من العسكريين حول العالم، قد يرون أنفسهم عرضة لخسائر متبادلة، وأن ما حدث سابقة خطيرة."، لافتًا إلى أن هذا القرار يعد الأكثر إحراجًا للولايات المتحدة منذ سنوات".

وفي حال تفعيل "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"، فمن شأنه أن يرفع الحصانة السيادية، التي تمنع إقامة دعاوى قضائية ضد حكومات الدول التي يثبت أن مواطنيها شاركوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.

وأصبح هذا الفيتو الـ12 والأخير على الأرجح الذي يفرضه أوباما في ولايته الرئاسية المستمرة منذ 8 سنوات، لكنه يعتبر الأخطر سياسيا بسبب المواجهة النادرة من حيث حدتها بين الإدارة الأمريكية والكونغرس، حيث كان كل من مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين قد صوتا في وقت سابق بالإجماع لصالح إقرار المشروع.

إلى توتر العلاقات قرار النقض المستخدم من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في 23 سبتمبر الجاري، ضد المشروع، الذي أطلق عليه اسم "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"، ويتيح لأفراد أسر ضحايا العمليات الإرهابية المنفذة من قبل تنظيمات إرهابية دولية مقاضاة حكومات البلدان التي قدمت دعما لها ومطالبتها بتعويضات.

وفي حال تفعيل "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"، فمن شأنه أن يرفع الحصانة السيادية، التي تمنع إقامة دعاوى قضائية ضد حكومات الدول التي يثبت أن مواطنيها شاركوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.