قال محمود كمال، الباحث السياسي في المركز العربي الإفريقي مصر للدراسات، إن رفض الكونجرس الأمريكي بالأغلبية فيتو الرئيس باراك أوباما ضد مشروع قانون يتيح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر مقاضاة السعودية وذلك بعد ساعات من رفض مجلس الشيوخ الفيتو نفسه بالأغلبية أيضًا يعد ضربة قاصمة للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وللمملكة العربية السعودية أيضًا.

وأشار كمال، إلى أن هذا القرار يقف وراؤه بقوة اللوبي الإيراني داخل الإدارة الأمريكية لافتًا إلى أن إيران تعمدت منذ منتصف التسعينيات إلى تشكيل مجموعة ضغط (لوبي) في واشنطن من أجل حشد الدعم لمصالح نظامها الحاكم بناء على قراءة تستند إلى فهم تراتبية القرار داخل نظام أعظم دولة في العالم تتحكم بمقدرات الاقتصاد والسياسة الدوليين.


وأوضح كمال، بأن سحر نوروز زاده هي أحدى أهم أعضاء اللوبي الإيراني في أمريكا لذا تم تعيينها متحدثةً باسم الخارجية الأمريكية للغة الفارسية منذ ما يقارب شهر.

وشدد كمال، على أن أمريكا تستخدم المقاضاة كورقة ضغط للتحكم في قرار المملكة الاستراتيجي خاصة فيما يتعلق بالنفط في ظل تأكيدات مراكز الأبحاث الأمريكية التي أعلنت أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى أن تكون أكبر دولة منتجة للنفط.

وأضاف كمال إلى أن هناك ورقة ضغط رابحة تمتلكها المملكة العربية السعودية وهي أن تقوم بعملية بيع تاريخية لكل الأصول و أذون الخزانة المملوكة لها في الولايات المتحدة و التي تقدر قيمتها ب 750 مليار دولار وهو الأمر الذي أبلغت به المملكة العربية السعودية إدارة الرئيس الأمريكي أوباما و مجلس الشيوخ الكونجرس رسميا في حال أقر الكونجرس قانون 11 سبتمبر .

وأكد كمال، أيضًا أن في حالة اتخاذ السعودية هذا الإجراء سيحدث زلزالا اقتصاديا يهز العالم كله يهدد بخفض قيمة الدولار الأمريكي إلى مستوى لم يحدث في التاريخ فاقدًا قيمته بشكل رهيب لذا فاعتقد أن رفض الفيتو مناورة وورقة ضغط للتحكم في القرار الاستراتيجي للمملكة خاصة فيما يتعلق بالنفط كما أشرت سابقًا.