طباعة

التلوث الغذائي يتسبب فى وفاة 10 آلاف بالصين في 2015

الأربعاء 05/10/2016 12:22 م

وكالات

تسمم

كشف مسئول صيني أن التلوث الغذائي تسبب في وفاة اكثر من عشرة آلاف شخص وأسفر عن خسائر مادية قدرت بنحو 5 مليارات يوان (750 مليون دولار امريكى) فى الصين خلال عام 2015، منوها بأهمية الدعوة التى وجهها الرئيس الصينى شى جين بينغ فى اوائل عام 2016 لتطبيق اجراءات “اكثر صرامة” لضمان سلامة الغذاء بالبلاد.

ووفقا لما ذكره المسئول الصيني لي تشون هوا، الذى يشغل منصب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ومعهد تنمية المدينة والبيئة، فى تصريح نشر اليوم الأربعاء، بصحيفة «الشعب اليومية» الصينية الواسعة الانتشار، فقد اصدر المعهد كتابا حول التنمية الحضرية خلال منتدى القمة للتنمية الحضرية بالصين يوم الجمعة الماضية تناول فيه العوامل العديدة التي تؤثر على سلامة الأغذية التى من ضمنها تلوث التربة، وتلوث الهواء، وتلوث المياه، واستخدام الأسمدة، وسوء استخدام المضادات الحيوية، هذا علاوة على عوامل رئيسية أخرى تشمل نقص الوعي الاجتماعي وإتباع فلسفة غير صحيحة فى التنمية وخلل بعض النظم رقابية.

وأعرب لى عن حزنه لما ألحقته الملوثات الحديثة من أضرار بالتربة التي يلزم الحفاظ عليها بكل طريقة ممكنة للحفاظ على حياة الإنسان، محذرا من ان حوالى 80 في المائة من المواد الكيميائية الزراعية التي تدخل إلى البيئة تمثل تهديدا مباشرا للإنتاج اليومي من الطعام. وكشف عن ان الصين لديها حاليا ما يتراوح بين 13 إلى 16 مليون مو (نحو مليون هكتار) من التربة الملوثة.

وتابع إن الصين تستخدم 35 في المائة من الأسمدة المطروحة بالسوق العالمي، أي ما يعادل ما تستخدمه الولايات المتحدة والهند مجتمعين، مشيرا إلى أن هذا يسلط الضوء على الوضع الخطير الذي تواجهه الصين بسبب الإفراط في استخدام الأسمدة.

وبينأن الهكتار الواحد من الأرض الزراعية في الصين يستخدم فيه حوالى 21.9 كجم من السماد، وهو ما يتجاوز بكثير المعدل العالمي البالغ 8 كجم. وأضاف في مقارنة سريعة أن ما تستخدمه بلاده للهكتار الواحد يزيد بنحو 2.6 مرة عما تستخدمه الولايات المتحدة وبنحو 2.5 مرة عن الاتحاد الأوروبي.

وتطرق المسئول الصيني إلى الوضع بالنسبة لتلوث المياه في الصين، والذي وصفه بأنه "مثير للقلق" خاصة وان تلوث المياه يؤثر بشكل مباشر على مياه الشرب، وأيضا على سلامة الطعام والشراب. مشيرا إلى ما كشف عنه تقرير صدر العام الماضي، حيث أظهرت البيانات الخاصة بحوالى 5118 محطة لرصد جودة نوعية المياه ان حوالى 61.3 في المائة من عينات المياه كانت تتراوح بين السيئة نسبيا والشديدة السوء.

وحذر لي تشون هوا مما يشكله الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في تربية الحيوانات والمزارع السمكية ومزارع الأحياء المائية من تهديد خطير على سلامة الأغذية. وأشار إلى ما ورد في تقارير لوزارة الصحة الصينية حول أن الإنتاج السنوي للمضادات الحيوية في الصين يقترب من 210 الف طن، من ضمنها 30 ألف طن يتم تصديرها إلى الخارج، بينما يستهلك الباقي محليا. وعقد مقارنة بين الاستهلاك بالنسبة للفرد الواحد من المواد الخام فقال انه يصل فى الصين إلى حوالي 138 جم، بينما يبلغ فى الولايات المتحدة 13 جم فقط. وأوضح ان ثلث هذه الكمية من المضادات الحيوية يدخل الى جسم الإنسان من خلال استهلاك اللحوم.

وحذر من أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يسبب الأمراض العقلية والعيوب الخلقية المختلفة، كاشفا ان السبب الأساسي فى الإعاقة التي يعانى منها ثلث الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة فى الصين ترجع الى إساءة استعمال المضادات الحيوية.

وأشار لي إلى مشكلة كبيرة اخرى وهى زيت الفضلات، قائلا ان الزيوت المستعملة التى يتم استخلاصها من المزاريب والمجاري يقوم البعض ببيعها إلى المطاعم قبل مرورها بعملية المعالجة وإعادة التصنيع وهو أمر يجعل تلك الزيوت مسببة للسرطان.

وحذر من ان ضعف الرقابة وارتفاع الأرباح، تشجع هؤلاء الاشخاص من معدومى الضمير الانسانى على التجارة فى هذه النوعية من الزيوت الغير صالحة حتى ان التقارير تشير إلى أن ما يتراوح بين مليونى الى ثلاثة ملايين طن منها تجد طريقها الى المطاعم كل عام.

كان الرئيس الصينى حث في أوائل العام الحالى على إقرار نظام رقابى أكثر قوة وتبنى التشريعات اللازمة لضمان سلامة الغذاء، كما تعهد رئيس مجلس الدولة الصينى (رئيس الحكومة) لي كه تشيانغ بعدم التهاون مع انتهاكات سلامة الغذاء، متعهدا بتوقيع عقوبات مناسبة وقاسية على المدانين بتلك الانتهاكات.