طباعة

3 أفلام هاجمت ثورة 52 وانحازت لطبقة "البشوات"

الأربعاء 19/10/2016 07:53 م

آية محمد

أفلام هاجمت ثورة 52

في السبعينيات، أولت السينما اهتمامها إلى نقد الماضي، وأغفلت كل ما سبق ثورة 1952، فلديها من عناصر الشر ما يكفي، ولأنها سينما شريفة لا تستطيع خدمة سيدين في وقتٍ واحد، لكن تسلل إلى سينما نقد الثورة بذور تيار ينمو ببطء ويتحرك صناعه في حذر، يبدي نوعًا من الحنين إلى ذلك الماضي البعيد السعيد، وباشاواته النبلاء، ويعمل على رسم صورة مشرفة لأفراد تلك الطبقة التي طبقت عليها قوانين العدل الاجتماعي.

هناك 3 أفلام منحازة تكشف عن موقفها الطبقي في وضوح، وانحيازها الكامل إلى طبقة البشوات والإقطاعيين على حساب أبناء الشعب الذين تصفهم بالفساد الأخلاقي، والانحلال.

"ميرامار" 1969

تعاطف ممدوح الليثي، كاتب سيناريو "ميرامار" مع شخصية الباشا الإقطاعى، أسفًا على ما حاق به على يد رجال الحراسات في عصر الثورة الذين سطوا على الـ1000 فدان التي كان يمتلكها "طلبة مرزوق" الذي أدى دوره "يوسف وهبي".

فمن أجل عيون الباشا وعصره الميمون، يحول المؤلف شخصية "عامر وجدي" على الأحداث إلى شخصية "طلبة" ليجعله معبرًا عن رأيه ورؤيته بعدما يطهره وينظف ماضيه الملوث؛ بسبب اشتراكه في عملية تهريب، كانت السبب في فرض الحراسة على أمواله وممتلكاته.

لقد كان "طلبة" أول باشا إقطاعي يقدم في السينما بعصر الثورة، صورة تعكس احترامًا لطبقته، وقدرًا من الأسف والأسى لما أصابها، بل وتتمكن الشخصية أيضا من نقد الثورة والنيل منها، والفيلم من بطولة شادية، يوسف وهبي، عماد حمدي، يوسف شعبان، ومن إخراج كمال الشيخ.
 ميرامار 1969
"ميرامار" 1969
"آه يا ليل يا زمن" 1977

تتجسد فيه الرؤية لصناع السينما إلى العهد البائد ورموزه، فيتباكى على الزمن السعيد، وعلى المجد والشرف، فنتابع المصير البائس لابنة الباشا ذات الكبرياء "فاتن البلتاجوني" بعدما هربت من رجال الثورة، الذين ساومها أحدهم على شرفها مقابل استرداد ممتلكاتها، لكن هربت خارج مصر على ظهر جمل إلى جينيف، وتقبل عملا شريفا في أحد البارات مغنية في ملهى ليلي حتى لا تفرط في أعز ما تملك.

ثم انتقلت من جينيف إلى باريس فيتقلب عليها الرجال، وتقيم سنة كاملة مع أحدهم، وتتعرض لابتزاز متتال من الأخر؛ ولأنها ابنة الأكابر وسليلة المجد والشرف يظل الفيلم محتفظًا بصفحتها الأخلاقية النظيفة، كما كان حريصًا على تقديم صورة مثالية للباشا النبيل الذي اغتالته قرارات الثورة، فهو في نظر الفيلم يتمتع بمشاعر وطنية، فلم ترضى ابنة الباشا فتح أبواب قصرهم لحماية شباب مصر الثائر ضد الاحتلال يحتمون به من بطش الإنجليز.

والفيلم من بطولة وردة، رشدي أباظة، عادل أدهم، ومن إخراج علي رضا.
آه يا ليل يا زمن
"آه يا ليل يا زمن" 1977
"إنقاذ ما يمكن إنقاذه" 1985

شخصية "نبيل" ابن أحد كبار بشوات العهد الملكي، الذي رحل عن مصر منذ 18 عامًا، وها هو يعود إليها بقلب صاف لا يحمل حقدًا لأحد، حتى بعدما يكتشف أن قصره قد نهب كل محتوياته من رجال الحراسة، ويسعد حين يكتشف أن صور زعماء مصر "أحمد عرابي" و"مصطفى كامل" و"سعد زغلول" مازالوا في القصر، وهو لا يرى فيهم صورة الثوار، بل يراهم أولا بشوات.

ويوحي الفيلم دون حياء بأن الثورة قامت ضد هؤلاء البشوات الكبار، وضد توجهاتهم الوطنية، فيقدم الفيلم صورة بالغة السوء لأبناء الغلابة "عمر" بأصله الفقير "ابن غسالة" الذي يصوره ككابوس من الفساد الأخلاقي، يدير عالمًا كاملًا يقوم على الرشوة والدعارة والسرقة.

والفيلم من بطولة حسين فهمي، ميرفت أمين ومحمود ياسين.
إنقاذ ما يمكن إنقاذه
"إنقاذ ما يمكن إنقاذه" 1985
ن الأفلام الثلاثة تنظر إلى أبناء الشعب نظرة علوية، على عكس الحنين إلى عصر البشوات النبلاء، والنظرة المشبعة بالاحترام لهؤلاء الرجال العظام التي حاولت تلك الأفلام بقدر ما تملك من قدرة على التزييف أن تزيين صورتهم البغيضة وتنظف تاريخهم الملوث.
3 أفلام هاجمت ثورة