مدركة.. باصرة.. سبقت نظراتها محاولة الجميع حولها لتمني تأخر وعيها على استيعاب ما حدث، لا أصعب من أن ينطفئ ضوء القمر وهو في عز توهجه.
"نورسين" طفلة ابنة 4 سنوات، استمدت من اسمها نورًا حباها الله إياه، ارتدت مبكرًا ثوب المسئولية والتضحية، استقيظ عقلها على فقدان أب بطل قدم حياته فداءً لوطنه حالمًا بمستقبل لها ولإبناء وطنها خال من الإرهاب والفوضى.
عكست الصورة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، شعور الطفل البرئ الذي يري بأحد عينيه الخوف والرعب ولكن عينه الأخرى لا تستطيع أن تبتعد مفارقة ما ترى، بدموع -ود الجميع تجفيفها- مودعة أبيها الشهيد البطل العقيد رامي حسنين، قائد الكتيبة 103 صاعقة ، الذي استهدفته العناصر الإرهابية والمتطرفة بشمال سيناء بعبوة ناسفة زرعتها أثناء مرور سيارة مدرعة كان يستقلها وبرفقته 4 مجندين آخرين.
لكن مشهد آخر أراد أن يطيب في ظهوره بيد الأمن والحب على "نورسين" في احتضانها أحد قيادات القوات المسلحة، لتتحدث الصورة في جمادها قائلة:" نورك لن ينطفئ يابنتي، ودم أبيك لن يذهب هدرًا، فكل من حولك سيقدم روحه ثأرًا له ولشهداء الوطن".
