طباعة

"سهير" بتبيع التموين علشان تصرف على عيالها الـ"9"

الإثنين 07/11/2016 01:02 م

فاطمة أبو الوفا

سهير

بيت صغير أشبه بالكهف يبدو مخيفًا للوهلة الأولي، يحتوي على غرف متفرقة حيث تسكن كل أسرة في غرفة، على الجانب الأيسر في الطابق الأرضي توجد غرفة الحاجة "سهير"، تجلس بمفردها على أريكة خشبية، تحاصرها جدران متآكلة احتوت من الحشرات أشكالًا وألوانًا، تعبث بطعامها تارة وتتسلل إلي ملابسها تارة أخرى، فتجلس مستسلمة في هدوء.

فقدت "سهير السيد" قدميها إثر إصابتها بمرض السكر، فانقلبت حياتها رأسًا على عقب ولم تعد قادرة على العمل، لم تجد مفر أمامها سوي بيع التموين ليكون مصدر رزق دائم لها ولأبنائها التسعة، تقول: "أبوهم طلقني من 20 سنة، اشتغلت في البيوت عشان أصرف عليهم وأكبرهم، البنتين اللي جوزتهم رجعولي كل واحدة بـ3 عيال، واحدة جوزها محبوس والتانية اتطلقت وبقيت أنا اللي مسئولة عنهم وبساعدهم، والصبيان محدش منهم أتجوز وكلهم أرزاقية".

تعيش الحاجة "سهير" في عزبة النحاس التابعة لشبرا الخيمة بالقليوبية وتدفع 150 جنيه إيجارًا للغرفة وتؤكد أنها لجأت إلي طرق كثيرة للحصول على مصدر رزق لكنها فشلت، ومن هنا جاءت لها فكرة بيع التموين: "حاولت أقدم في كذا جمعية خيرية بس معرفتش، ولا حتى لقيت حد يجري ليا على ورق الكشك اللي عايزة أعمله، وأهل الخير بيبعتوا فلوس حسب ظروفهم، ملقتش حل قدامي غير التموين، ببيعه كله ولما باعوز حبة سكر أو شاي بشحتهم من الجيران وبمشي حالي وببيع الشاي والزيت والسكر زي أسعار المحلات بالظبط، والفلوس اللي بتطلع بدفع منها إيجار الأوضة، لكن الأكل والشرب ربنا بيبعتهم عن طريق ولاد الحلال".