طباعة

طبيبة تخلع زوجها لرفض علاج نجله من السرطان

الجمعة 11/11/2016 04:45 م

حبيبة علي

السرطان

اعتقد الطبيبان أن قصة حبهم ستتحدى الجميع، وتستمر طويلًا، دون أن تؤثر فيها ظروف ومجريات الحياة، لكنها لم تكون قوية بما يكفي لتتخطى المشاكل التي عاشا فيها الاثنين خلال فترة مرض نجلهم الصغير، لينتهي كل شيء داخل مستشفى القصر العيني، بعد صراع طفلهم مع مرض "السرطان".

السطور القليلة الماضية ستروي تفاصيل 6 سنوات عاشها طبيب وزوجته قبل أن تتوجة الأخيرة لرفع دعوة خلع أمام محكمة الأسرة بالجيزة.

داخل محكمة الأسرة وقفت الزوجة "نجلاء" تروي تفاصيل ما حدث معها قائلة: "كان حلمي أن أصبح طبيبة وبالفعل من تحقيق ما تمنيت، ودخلت كلية الطب، كان كل هدفي الانتهاء من دراستي سريعًا والمضي في مستقبلي، لكن دائما ما يحدث شئ ويغير مجري حياتنا".

وتابعت: "التقيت بزميلي حسام، في بداية الأمر، كان بالنسبة لي شخص لا يطاق الحديث معه، وبعد فترة أصبحنا أصدقاء، ومع مرور الوقت نشاء بيننا قصة حب، واتفقنا سويا على الزواج، وتأسيس حياة جديدة، والكفاح سويًا دون الاستعانة بأحد، واستمر الوضع بيننا لمدة 5 سنوات، حتى تمكنا من شراء منزل، وبعدها تم عقد قراننا".

وأضافت: "مرت الأيام سريعة والحياة بيننا هادئة، وبعد فترة اكتمل فرحتنا، ورزقنا الله بطفلين توأم "محمد، مازن" ملأ البيت سعادة وفرحة، وكانوا بالنسبة لنا بمثابة حياة، وكفاحنا كثيرًا حتى نتمكن من تربيتهم وتوفير النفقات الخاصة لهم، وبعد مرور عدة سنوات حصلنا على منحة لدراسة الطب بأمريكا، وقررنا السفر، لكن العائق المادي وقف في طريقنا، حاولنا توفير المبلغ اللازم للسفر، فلم نجد سبيل سوى أن نحصل على قرض، وبالفعل تمكنت من الحصول عليه، سلمته لزوجي وطلبت منه أن يسافر بمفردة، وسأنتظره في مصر لمراعاة الأطفال، حتى لا يكون نفقات السفر كثيرة، ومرت الأيام والليالي والأسابيع والشهور، حتى عاد الزوج بعد 3 سنوات حاملًا معه الشهادة".

وأوضحت: "كانت الأسرة في غاية السعادة بعدما تجمع شملهم مرة أخرى، وبدأت مع وزوجي نفكر في عمل مشروع مناسب لنا، وفتحنا عيادة تحوي كافة التخصصات، وكونا في غاية السعادة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بدأ الخوف يتسلل إلى منزلنا، وكثرة المشاكل، خاصة بعد إصابة طفلنا الصغير محمد بمرض السرطان، وذهبنا لأكبر المستشفيات، وأجرينا التحاليل اللازمة، على أمل أن نخلصه من هذا المرض وأزدات المشاكل وتدهور الأمور بيننا، ولكن حكمة ربنا كانت فوق كل شيء".

واستطردت: "بعد صراع مع المرض لفترة، وبعد فشل كل طرق العلاج، توفى الطفل داخل أحد غرف مستشفى القصر العيني، لم يتحمل أي منا الصدمة، وخيم الحزن على الجميع، ولم أعد أتحمل شئ، وكرهت زوجي وحياتي كلها، فقررت الانفصال عنه؛ لأنه كان سبب في وفاة طفلي، فلم يقوم ببيع العيادة لتسهيل سفره للخارج، طلبت منه الطلاق فرفض، تركت له المنزل وذهبت لدى أسرتي، وهناك توجهت لمحكمة الأسرة وقمت برفع دعوة خلع.