طباعة

وزير السياحة السوداني: حريصون على تطوير علاقاتنا مع مصر

الأربعاء 16/11/2016 10:42 ص

أ.ش.أ

وزير السياحة والآثار والحياة البرية السوداني، محمد أبوزيد

أكد وزير السياحة والآثار والحياة البرية السوداني، محمد أبوزيد، أن السودان حريص على تطوير وترقية العلاقات السياحية مع مصر، مشيرا إلى توقيع اتفاقية وبرنامج تنفيذي للتعاون السياحي بين البلدين، بهدف النهوض بهذا القطاع الهام، تعزيزا للاقتصاد الوطني، وتحقيقا لمصلحة الشعبين الشقيقين.

وقال أبوزيد، في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، إنه شارك في مؤتمر سياحة المدن الذي عقد مؤخرا بمدينة الأقصر، ووجد ترحيبا كبيرا من وزير السياحة المصري وكل المسئولين والعاملين في قطاع السياحة.

و أشار أبوزيد، إلى أن قطاع السياحة في السودان يشهد حراكا كبيرا خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى وضع خطة متكاملة واستراتيجية وطنية لتطوير وترقية السياحة والمواقع الأثرية في البلاد، تتضمن تنفيذ عدة مشروعات هامة وحيوية لهذا القطاع، من المتوقع أن تنقل السياحة في السودان من نشاط غير منتظم، إلى سياحة منتظمة تمثل رقما مهما في الدخل والاقتصاد القومي.

وقال إن الفضل الأكبر في الحراك السياحي الذي يشهده السودان يرجع إلى أمين عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي، الذي رفع تعليق عضوية السودان في المنظمة، بعد جدولة الديون المستحقة عليه لعدم سداد قيمة الاشتراكات السنوية بالمنظمة، موضحا أن ذلك جاء عقب توقيع اتفاق مع الأمانة العامة للمنظمة، تم بموجبه جدولة الديون المستحقة على السودان، وسيتم سدادها مع الاشتراك السنوي لمدة 25 عاما، بنحو ٥٠ ألف يورو سنويا.

وأوضح أن، منظمة السياحة العالمية هي إحدى وكالات الأمم المتحدة الخاصة بالسياحة، وتضم في عضويتها 150 دولة، ويتبعها ٦ لجان على مستوى العالم، ومن بينها اللجنة الأفريقية التي تضم السودان كعضو مراقب، بجانب عضويته في لجنة الشرق الأوسط.

وقال إنه،بعد توقيع الاتفاقية والتزام السودان بسداد الاشتراكات والمتأخرات في مواعيدها، تأكدت منظمة السياحة العالمية من جدية الخرطوم واهتمامها بتطوير النشاط السياحي، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين، تضمنت عدة برامج عملية من بينها زيارة الأمين العام للسودان، والمساعدة في الترويج السياحي لها، بجانب تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة والتي يعتبر أهم بنودها هو المسح الأرضي والجوي للمواقع والمعالم والمقومات السياحية السودانية.

وأضاف أنه تنفيذا لتلك البنود، قام أمين عام منظمة السياحة العالمية خلال الأسبوع الحالي بزيارة هي الأولى من نوعها للسودان، وأكد خلالها أن السودان يمتلك إمكانيات سياحية كبيرة، سواء مادية أثرية وطبيعية، أو معنوية ثقافية وتراثية، وأنه سوف يبذل قصارى جهده لمساعدة الخرطوم لتحقيق نهضة سياحية والترويج لها في هذا المجال.

وزاد أن، الأمين العام التقى بالرئيس عمر البشير الذي منحه وسام النيلين من الطبقة الأولى، تقديرا لجهوده في مساعدة السودان حتى يكون بلدا سياحيا، كما بحث معه سبل تطوير العلاقات بين الخرطوم ومنظمة السياحة العالمية، تحقيقا لهذا الهدف.

وتابع أبوزيد، أن الدكتور طالب الرفاعي، في إطار تشجيعه للسياحة في السودان، زار المتحف القومي وأثنى على ما يحتويه من آثار عريقة، وألقى محاضرة لطلاب كليات الآثار بجامعات سودانية، كما افتتح ورشة عمل حول الاتصالات في زمن الأزمات في مجال السياحة، والتي شارك في أعمالها ممثلون عن ١١ دولة أفريقية، بجانب الوزارات والهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني السودانية، مشيرا إلى أن الأمين العام اختتم زيارته للبلاد بحضور انطلاق مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق في حفل كبير بمدينة بورسودان عاصمة الولاية، والذي تستمر فعالياته حتى يوم ٩ من شهر يناير ٢٠١٧.

وحول تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للسياحة، أوضح أبوزيد أنه تم الانتهاء من الجولات الميدانية لعملية المسح الأرضي للمواقع السياحية، عن طريق فرق متخصصة طافت كل أرجاء السودان تقريبا، مشيرا إلى أن هذا المسح سيكون مادة هامة لعرضها على المستثمرين في مجال السياحة، حيث سيحدد المعالم والجوانب السياحية بطريقة علمية لأول مرة، فضلا عن تقديم تقرير به لمنظمة السياحة العالمية، لمساعدة السودان في تنفيذ خطتها، بخبراء متخصصين.

وقال إن هناك أيضا مشروع تنمية المجتمعات المحلية، وهو عبارة عن تطوير الصناعات التقليدية في قطاع السياحة، مبرزا حصول السودان على مبلغ ١٠٠ ألف دولار من منظمة السياحة العالمية، لتدريب سودانيين في هذا المجال.

وأضاف أن هناك ١٥ مشروعا في القطاع السياحي بالسودان، بجانب مشروعات أخرى مميزة وذات ثقل،سميناها ممالك وحضارات على النيل، منها ملتقى النيلين،والصناعات التقليدية لمنظمة السياحة المستدامة لمكافحة الفقر، الذي يتكون من ورشة ومصنع ومعرض سيطوف كل الولايات، ومن شأنه خلق فرص عمل وإنتاج منتجات تقليدية تباع للسياح، هذا بالإضافة إلى المحميات الطبيعية.

وأشار إلى اعتماد خطة لتطوير البنية الأساسية لخدمة السياحة، خاصة فيما يتعلق بالطرق، حيث تم اعتماد ٧ طرق سياحية في موازنة وزارة الطرق، لافتا إلى الاهتمام بإقامة المعارض والمهرجانات وورش العمل والتدريب، لتنشيط السياحة الداخلية، مؤكدا أن تنفيذ برنامج إصلاح الدولة الذي يتبناه الرئيس عمر البشير، سوف يسهم بدرجة كبيرة في القضاء على البيروقراطية، والنهوض بكافة القطاعات ومن بينها السياحة.

ونوه أبوزيد بالجهود التي تقوم بها وزارة لجذب السياح إلى السودان، ومنها الانفتاح على القارة الأفريقية وتنظيم الكثير من الفعاليات المتعلقة بهذا الشأن، ومن بينها ورشة العمل التي عقدت بالخرطوم مؤخرا وشهدها أمين عام منظمة السياحة العالمية، حيث شارك فيها ١١ دولة من أفريقيا.

وأضاف وزير السياحة السوداني، أنه تم توقيع اتفاقية بين الخرطوم وبكين، لتفويج السياح الصينيين إلى السودان، وتم اعتماد ٣٨ وكالة سودانية و٣٢٣١ وكالة صينية، لاستقبال وتفويج السائحين، مؤكدا أن ذلك يعتبر دفعة قوية للسياحة والاقتصاد في السودان، خاصة إذا ما علمنا أن الصين صدرت للعالم في العام الماضي ١٢٠ مليون سائح، أنفقوا في رحلاتهم ٦٦٧ مليار دولار.