طباعة

"فضل" صبي على "عربة فول".. "يحتاج عملية في القلب"

الأربعاء 16/11/2016 10:46 م

فاطمة أبو الوفا

"فضل"


يستيقظ السادسة صباحًا،من نومه يرتدي ملابسه الرثة التي خصصها للعمل، يتجه نحو عربة الفول ليبدأ يومًا شاقًا ينتهي في الـ10 مساءً، بينما يستيقظ أصدقائه ويرتدون زيهم الدراسي للذهاب إلي المدرسة، مقارنة مؤلمة لم تفارق ذهنه يومًا، "فضل" رغم صغر سنه إلا أنه يدرك جيدًا أن الرجال خلقوا لتخطي الصعاب، يقف في نشاط أمام "عربة الفول" يرتدي المريلة الخاصة به ويبدأ في إعداد الأواني التي يضع بها الفول للزبائن ليقدمها لهم على منضدة خشبية، بمجرد سماعه أذان الظهر يهرول ليصل إلي الشارع المجاور لعربة الفول ليلتقي بوالده الذي يعمل "فكهاني" ليطمئن على صحته
ويقول الصبي ابن الـ 13 سنة:" بابا عنده 56 سنة وركب دعامتين في القلب، وعمل عملية في عينه، وبعد ما خفت جاتله ميه بيضة في عينه التانية ومش بيشوف كويس، وباقي أخواتي متجوزين وملوش حد غيري"، 20 جنيه قيمة الأجر الذي يتقاضاه الطفل، يدخره لحاجته إلي أجراء عملية:" أنا عندي ثقبين في القلب وبابا مش بيكسب في شغله لأن أخواته مشتركين معاه وبيقسموا الفلوس على بعض، أنا قولت أحوش وأساعد نفسي".


يقطن فضل بمنطقة "الكيتكات" في الجيزة ويؤكد أنه ترك المدرسة في الصف الرابع الابتدائي لسوء ظروف والده المادية ويتابع قائلًا:" أشتغلت على عربية الفول من شهرين علشان أساعد نفسي واشيل الهم عن أبويا شوية، بابا كان متابع مع دكتور وانا في المدرسة تبع التأمين الصحي، وبابا كان عنده أمل أني أعمل العملية تبع المدرسة لكن بعد ما خرجت منها مبقاش يقدر يكشفلي، آخر مرة الدكتور قاله الثقبين هيلموا مع الاكل، روحت عملت أشعة من شهر لقيت الثقبين زي ما هما".

يضيف والدموع تملأ عينيه:" بابا جّوز أخواتي بالقسط وعليه ديون كتيرة، وغير إيجار الشقة وفلوس الميه والنور متكومة علينا بقالها سنين، وعقد الشقة قرب يخلص وخايف نترمي في الشارع، انا حلم حياتي أني أعمل العملية وأخف وابقى زى اصحابي، الصبح بنبيع الفول، وبليل بغسل المواعين وبحضر الفول لتاني يوم، ورغم تعبي بس بفرح بالعشرين جنيه اللي باخدها في آخر اليوم".