طباعة

"صباح" مصيبتها مصيبتين.."جالها 6 أمراض وابنها وقع من الدور الـ17"

الخميس 17/11/2016 02:47 ص

فاطمة أبو الوفا

الحاجة صباح

ابتسامة رضا لا تفارق وجهها، وضحكات تنبع من أعماق قلبها بمجرد أن يدلف أحد الجيران إلى الغرفة للاطمئنان على صحتها، آلام متباينة لا تفارقها وصرخات مكتومة تبحث عن مخرج لعلها تحد من هذه المعاناة، بمجرد أن تخلو الغرفة تتجدد آلامها مرة أخرى وتسترجع تفاصيل "اليوم الأسود"، كما وصفته، عندما وقع ابنها الوحيد من الدور الـ17، ليصبح كليهما في حاجة إلى المساعدة.

بدأت مأساة "صباح" بعد وفاة زوجها بعام، حيث أصيبت بالسرطان وداء فيل ومرارة ثم الدوالي والروماتيزم والسكر لتبدأ مشوارًا قاسيًا مع المرض استمر27عام، لم تحمل خلالهم همًا ولم تبالي ضيقًا ولم تشعر بالحاجة إلى أحد، فوجود ابنها إلى جوارها وتمتعه بصحة جيدة كان يُشعرها بالرضى والراحة النفسية، إلى أن جاء اليوم المنكوب الذي سقط فيه الابن من الطابق الـ17، بدأت في استرجاع تفاصيل هذه الفترة العصيبة والتي ما زالت تمر بها حتى الآن لتدخل في نوبة بكاء شديدة: " كان واقف على السقالة ووقع، جاله تفتت في القدم مبقتش موجودة اصلًا، واتكسر عنده فقرتين في ضهره، كنت بدعي ربنا انه يعيش ومكنتش مستوعبة اللي حصله، أنا مليش غيره هو ومراته وعياله، لو كان جراله حاجة كنت هموت وراه".

وتضيف والدموع تغمر وجنتيها:"الأول كان هو اللي شايلني وبيجري بيا عن الدكاترة، دلوقتي احنا عاوزين حد يشيلنا احنا الأتنين، هو ملهوش مصدر رزق دلوقتي وعايشين انا وهو ومراته وعياله على مساعدات أهل الخير ومعاش ابوه"، تحتاج المرأة السبعينية إلى جلسات كيماوي مرتين خلال الإسبوع بالإضافة إلى تكاليف العلاج والأشعة والتحاليل لكنها تذهب مرة خلال الشهر لسوء حالتها المادية:"بروح في تاكسي مخصوص لأن عندي داء الفيل مستحيل اركب مواصلات ومش بعرف امشي على رجلي لازم حد يسندني، وعشان اشيل الورم اللي في جنبي طلبوا 20 ألف جنيه وبعد ما عملت العملية قولت للدكتور مش معايا فلوس وحصلت مشكلة، وابني بقى عاجز عن العمل وعنده ولدين ومش لاقي ياكل".