طباعة

"لميس" ابنه الـ6 شهور.. عجز في المشي وضعف في النظر.. والسبب "أبوها"

الإثنين 05/12/2016 12:42 م

فاطمة أبو الوفا

تجلس على أريكة مجاورة للشرفة، تستقبل كل غريب بابتسامة عريضة لا تفارق شفتيها، لعلها تجد فيه المنقذ الحنون، ضاق عالمها ليقتصر على جدها وجدتها اللذان تجسدا لها في صورة "بابا وماما".

فحينما أبصرت عيانها على الدنيا لم تر سواهم، رغبتها في ملامسة الأرض بقدميها الرقيقتان، حلمًا ظل يراودها كلما تر طفلاً يهرول، وتسير قدماه على الأرض بشكل منتظم، فتحاول مرارًا وتكرارًا أن تخطو بمساعدة جدتها ولا تظفر بشئ سوى سقوط يصحبه نوبة من البكاء الشديد.

الطفلة "لميس منصور" ذات الأعوام الثلاث، وُلدت في الشهر الـسادس بعد أن تعدى والدها بالضرب على والدتها، ما أظفر عن ولادة متعسرة، تعاني الطفلة من ضعف شديد في النظر، وعجز في القدمين نتيجة لعدم اكتمال نموها.

تقول جدتها: "أبوها كان بيضرب أمها كتير وكذا مرة كانت هتطلق منه، أخر مرة صالحها ورجعها البيت، بعد أسبوع بالظبط ناس اتصلوا بينا، وقالوا بنتكم ولعت في نفسها، قعدت 10 أيام في المستشفى وماتت وسابت لميس لحمة حمرا".

تؤكد المرأة الستينية أن زوج ابنتها فر هاربًا بعد الحادث وترك لميس وشقيقها أحمد إليها، ثم علمت فيما بعد أنه تزوج: "يوم ما أم لميس ماتت رمى ليا العيال ومشى من المنطقة خالص هو وأهله، ومن يومها مشوفناش وشه، ولميس وأخوها ميعرفوش حد في الدنيا غير أنا وجدهم، ميعرفوش غير إننا بابا وماما".

تعمل الحاجة عواطف عاملة نظافة بمدرسة ابتدائية وتتقاضى 300 جنيهًا شهريًا، بينما زوجها يرقد في الفراش بعد إصابته بالغضروف.

تواصل الحاجة عواطف: " الدكتور قال هي عاوزة جلسات كهربا وعلاج طبيعي عشان تقدر تمشي على رجليها زي الأطفال وكل ما العلاج هيتأخر ده هيصعب حالتها، وانا عندي الجلطة والقلب ومش بقدر اجري، وبروح الشغل بالعافية لأن ملناش مصدر رزق غيره".

وتضيف: " مليش غير ربنا مفيش أحن منه، بصلي الفجر، وبنزل من البيت أروح على المدرسة، الشغل صعب عليا وصحتي في النازل من الريحة والحمامات، وطول ما أنا في الشغل جدها قاعد بيها بياخد بالو منها هي وأخوها، غير علاجها كله غالي، هما مالهمش حد غير أنا وجدهم، واحنا أصحاب مرض، ومش هنعيش ليهم طول العمر، أنا كل يوم بصلي لربنا وبركع ليه وبقول يارب لو مت تأخدهم معايا بدل ما يتبهدلوا لوحدهم، أسيبهم لمين لا قريب ولا غريب حنين عليهم، ومين هيستحملهم".