طباعة

"ساكسونيا..ساكسونيا" الجملة التي ظل عم "حسن" يتغني بها لمدة 20 عامًا، فترسلها نسمات الهواء ويرنُ صوتها في سماء الموسكي والغورية، وشبرا وكرداسة وغيرهم من الأماكن الشعبية التي يقصدها عم "حسن"، فيستبدل من الزبائن ما يملكه من أطباق بلاستيك وألومنيوم بملابس قديمة لم يصبحوا في حاجة لها.


يعيش عم "حسن" في "عزبة النصر" بالبساتين برفقه أولاده الـ11 وزوجته في غرفة صغيرة، 30 عامًا مرت على معاناة الأسرة ومازال الوالد يبذل قصارى جهده لإطعامهم، لا يتعدى الدخل اليومي لـ"عم حسن" 20 جنيهًا، وإيجار الغرفة 300 جنيه، غير أن صاحب المنزل يصارع لإخراجهم منه:" أنا معايا 4 ولايا أروح بيهم فين، قولتله عاوز تبيع البيت بيعه إنما أنا مش همشي".

بعد أن بلغ عم حسن الـ60 عامًا، لم يصبح في مقدروه الخروج للعمل كل يوم، فصار يعمل يومين فقط خلال الأسبوع، تعمل زوجته عاملة نظافة بإحدي المدارس وتساهم في احتياجات الاسرة "الحمل تقيل وفوق طاقتى"، تؤكد زوجة عم حسن أنهم يستهلكون 15 جنيه يوميًا في شراء الخبز، بعد أن أضاع بقال التموين بطاقتهم منذ أربع سنوات وتبين أنه محتال وقامت الشرطة بالقبض عليه:" من ساعة ما قبضوا عليه مش بناخد التموين بقالنا 3 شهور".

يتمنى عم حسن أن يزوج بناته لكن ضيق ذات اليد يمنعه:" اللى بيتقدم برفضه لانى مش عارف آكلهم يبقى هجوزهم إزاي؟"، يروى عم حسن الحادث الذي تعرضت له إحدى بناته إثر خروجها من العمل بنبرة أسى، حيث اعتدى عليها أحد سائقي التوك توك بسلاح أبيض ليجبرها على الركوب وأنقذها البعض عندما صرخت: "من يومها ومش بخرج البنات من البيت بعد ما كانوا بيساعدوا نفسهم والحمل زاد عليا".