طباعة

"ستريت جورنال": استعادة الأسد لحلب مثال صارخ على انسحاب أمريكا من المنطقة

الخميس 15/12/2016 02:49 م

أ ش أ

بشار الأسد

قال مسئولون أمريكيون وأوروبيون وعرب، إن استعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمدينة حلب هو مثال صارخ على انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط في وقت تتدخل فيه روسيا وشركاؤها لقيادة الأحداث في النزاع السوري المستعر منذ حوالي ست سنوات.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أنه تم تهميش إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، بينما تجري روسيا وتركيا مفاوضات هذا الأسبوع؛ لتوفير مساعدات إغاثة إلى المدنيين المحاصرين في مدينة حلب الشمالية.

وأضافت أن الولايات المتحدة وحلفاءها والأمم المتحدة تتهم سوريا وحلفائها بقتل المدنيين في حلب دون تمييز، فيما تزعم سوريا وروسيا بأنهما لا يقتلان سوى الإرهابيين، وليس المدنيين، مشيرة إلى أن الجماعات المدنية وجماعات المعارضة التي تتلقي دعما أمريكيا في حلب تتوسل التدخل الخارجي، بيد أن بعض المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية يقولون إن واشنطن فقدت فرصتها لدرء الأزمة الإنسانية المشتعلة في البلاد.

ونقلت عن مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية معني بشئون الشرق الأوسط، قوله: "لم نعد نتفاوض.. الشيء الوحيد الذي نفعله هو تقديم مناشدات عاجلة إلى روسيا وسوريا لوقف القصف للسماح للمدنيين بالمغادرة.. دعمنا هؤلاء الأشخاص [المعارضة المعتدلة]، وفشلنا في حمايتهم".

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قادة روسيا وإيران - أكبر داعمين عسكريين للرئيس الأسد - قللوا من شأن الولايات المتحدة، حينما استعادت القوات والميليشيات السورية يوم أمس الأربعاء السيطرة على مدينة حلب، وهي إحدى مراكز المعارضة السورية المناهضة للأسد في البلاد.

ونسبت إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القول إن التعاون مع تركيا "من الممكن أن يكون أكثر فاعلية" من المحادثات مع واشنطن، والتي وصفها بأنها "لقاءات غير مثمرة".

من جهة أخرى، أعلن الجنرال الإيراني يحيي رحيم صفوي قائد قوات الحرس الثوري أن حلب تشكل انتصارا لطهران وحلفائها على واشنطن، وهو أمر يتعين على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ملاحظته، وفق ما نقلته (وول ستريت جورنال).

ورغم الاتهامات التي توجهها إدارة أوباما إلى سوريا وإيران وروسيا بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري، فقد أشار مسئولون أمريكيون بارزون إلى أنه لن يتم إدخال أي تغييرات في سياسة أمريكا تجاه سوريا.

وفي السياق ذاته، قال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "لا نزال نعتقد أن النهج الدبلوماسي وإيجاد حل سياسي هو الطريق الصحيح للمضي قدما".

واستبعدت (وول ستريت جورنال) أن يحدث تغيير جذري في الموقف الأمريكي في ظل إدارة ترامب، الذي تحدث علنا عن التحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على شمال وشرق البلاد.
واختتمت تقريرها بالقول أنه بينما كانت واشنطن تقلل تواجدها في الشرق الأوسط، أظهرت روسيا وإيران عزمهما على توسيع نفوذهما وأدوارهما، ويعترف العديد من الحلفاء العرب بدور روسيا القيادي الآن في منطقتهم.