طباعة

آباء "قتلة" وأطفال "ضحايا" والدافع التربية.. وخبير نفسي: دورات التأهيل هي الحل

الأربعاء 21/12/2016 02:01 م

أماني الشاذلي

ريم مجدي

تزايدت في الفترة الأخيرة وقائع عنف الآباء والأمهات ضد أطفالهم، والتي وصلت لدرجة قتل فلذات كبدهم، بعدما تجردوا من مشاعر الأمومة والأبوة التي حباهم الله إياها، وتقع معظم هذه الجرائم تحت شعار "التربية"، التي أصبحت سبيلا لتعذيب وقتل الأطفال الصغار دون رحمة أو هوادة، ويُرجع خبراء الطب النفسي هذه الحوادث إلى كثرة المشاحنات التي يعيشها الأهل، أو ضيق ذات اليد، مما يساهم في زيادة نسبة العنف الأسري، لذا يرصد "المواطن" أبرز حالات تعذيب وقتل الأطفال التي وقعت في الفترة الأخيرة ولعل أشهرها مقتل ريم مجدي، بطلة مصر وأفريقيا في المصارعة النسائية.


ريم مجدي تلقي بنفسها بسبب تعنيف والدها لها

لقيت بطلة مصر وأفريقيا في المصارعة النسائية ريم مجدي مصرعها بعد تعرضها لحادث سير، إلا أن تحريات النيابة العامة كشفت معلومات جديدة من شأنها تغيير مجرى التحقيق بالكامل.

فبعد أيام تكشفت معلومات مؤلمة جديدة في قضية مصرع الطفلة "ريم مجدي" التي كشفت التحقيقات أنها لم تتعرض لحادث سير وإنما ألقت بنفسها من سيارة والدها بعد أن عنفها واعتدى عليها بالضرب ظنًا منه أنه يوجهوها.

أب يكبل ابنه بالحديد

في شهر يوليو الماضي قام أب بالدقهلية بتكبيل ابنه بالحديد في السلم بالسلاسل والأقفال، مبررًا موقفه هذا بترك ابنه المنزل، وعلى الفور تلقي اللواء عاصم حمزة، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء مجدي القمري، مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ إلى الرائد أبو العزم فتحي رئيس مباحث بلقاس، من نبوية السيد إبراهيم مصطفى،44 سنة، ربة منزل، حول قيام شقيقهما محمد، 48 سنة، الذي يعمل سائق بتكبيل ابنه ذا الـ7 سنوات منذ أكثر من شهر بالسلاسل، وبالانتقال إلى مكان الواقعة تبين أن الطفل يعاني من حالة إعياء شديد، وتورم حول الرقبة واليدين والقدمين، وتم نقله لمستشفى بلقاس المركزي.

أب يخنق ابنته

قام أحد الآباء بالجيزة، بخنق ابنته التي تبلغ من العمر، 18 عامًا، أثناء نومها، بمساعدة شقيقته، حتى تلفظت أنفاسها، بسبب سلوكها السيئ، وعلاقاتها الكثيرة بشباب المنطقة التي تقطنها، واكتشاف عدم عذريتها، وسط تدخل سريع من نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية بإشراف المستشار أحمد ناجي، التي قضت بحبس الأب وشقيقته 4 أيام على ذمة التحقيقات، لارتكابهم الواقعة.

أب يضرب ابنته حتى الموت


كما شهدت الغردقة، واقعة قتل فتاة تبلغ من العمر 20 عامًا خلال الآونة الأخيرة، بضربها بالعصا حتى الموت، لتحدثها في الهاتف المحمول، لأوقات طويلة، وقام الأب بتسليم نفسه إلى قسم ثان الغردقة، معترفًا بارتكابه الواقعة، وإحالته النيابة التي تابعت التحقيقات الخاصة بالحادثة.

أم تضرب ابنتها بماسورة حديد


وضربت ربة منزل طفلتها بماسورة حديد على رأسها في قرية طنيخ مركز نبروة بالدقهلية، مما تسبب في إصابة طفلتها باشتباه بارتجاج في المخ.

وكان اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من العميد أشرف الخلاوي، مأمور مركز شرطة نبروه، بوصول الطفلة ملك ح. ع.، 4 سنوات، مقيمة بقرية طنيخ مركز نبروه إلى مستشفى نبروه المركزي، مصابة باشتباه نزيف بالمخ، وقطع رأسي بالجبهة.

أب يقتل ابنه بالسكين

بالإضافة إلى إحدى الحوادث الأخرى، التي شهدتها منطقة الخانكة من هذا القبيل التي آخرها، قيام أحد الآباء بقتل ابنه بالسكين، لسرقته بشكل متكرر، وسريعًا أمر نيابة الخانكة برئاسة المستشار جمال حته، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

من جانبها قالت خبير التنمية البشرية والمُعالج النفسي، زينب مهدي، إن عنف الآباء والأمهات ضد أطفالهم ناتج عن عدة أسباب خطيرة منها عدم تأهيل الشاب والفتاة لمعرفة أهمية الزواج وتكوين أسرة ومدي خطورة تربية الأطفال والحفاظ عليهم وعلى صحتهم النفسية حتى يصبحون شباب فيما بعد تفيد المجتمع وليس شباب تكون عبء على المجتمع بأساليبهم وسلوكياتهم الشاذة.

وأشارت مهدي في تصريح لـ"المواطن"، إلى ضرورة إعطاء دورات توعية وإرشادية للفتيات والشاب قبل الزواج، وتدريبهم على كيف يصبحون أباء وأمهات ملمين بعلم النفس وخصائص كل مرحلة نمو يمر بها الإنسان، وتفادي كوارث قتل أبنائهم باسم التربية.

ولفتت "مهدي"، أن السبب الرئيسي في قدوم الآباء بالتحديد على قتل أولادهم إما الضغط المادي وعدم توافر المعيشة الكريمة التي تعمل علي هدوء وطمأنه النفس، أو مرض الوالدين بأي من الإمراض النفسية، وبما إننا مجتمع يرفض الذهاب المعالج النفسي ويفضلون المرض على أن يعترفوا به، فمن هنا لا يستطيع المريض أن يتحمل أي مشكلة من مشكلات الحياة وبالتالي تصبح الضحية هم الأطفال.

ونوهت خبير التنمية البشرية والمُعالج النفسي، أن وجود عدم توافق بين الآباء والأمهات يضاعف من المشكلات الأسرية والعنف الأسري الذي يقع ضحيته الأطفال.

وأكدت خبير التنمية البشرية والمُعالج النفسي، أن انعدام النضج العقلي والفكري في بعض المناطق وخاصة المناطق الريفية التي يكثر فيها حوادث قتل الأطفال تكون الأم عمرها ١٥عام والأب ٢٠ وهذا السن غير منطقي أبدا للحفاظ على حياة أطفال لأنهم لا يزالوا صغار في العمر ويحتاجون إلى من يواجههم حتى يحافظوا على أرواح أطفال سوف يتم إنجابها في المنزل.