طباعة

الموسيقار علي إسماعيل.. "بيتهوفن مصر"

الخميس 29/12/2016 01:25 م

نورجيهان صلاح

الموسيقار علي إسماعيل

كون فرقة لعزف موسيقى الجاز، وبدأ نجمه يلمع، ولما كان موهوبًا في التلحين فقد هداه تفكيرة لتلحين أغاني قصيرة لا تستغرق 4 دقائق وبدأ باستخدام ثلاثة أصوات فقط معًا وتقدم بفكرته إلى الاذاعة المصرية فاشترط عليه رئيس الاذاعة وقتها "عبد الحميد الحريرى" أن يسجل على نفقته الخاصة ربع ساعة من الأغانى القصيرة فان اجازتها لجنة الاستماع صرف أجرها وقبلت فكرته وإلا رفض الموضوع ككل فوافق على ذلك ونجحت الفكرة وقبلتها اللجنة وبذلك فتحت له نافذة كبرى لتعرفه الجماهير.

هو الموسيقار"علي إسماعيل" ولد بمحافظة القاهرة فى 28 ديسمبر1922 لأب موسيقي، وهو أكبر اخوته وهو شقيق الفنان "جمال اسماعيل"، تلقى تعليمه بمدرسة "بمبة قادن" حيث حصل على الشهادة الابتدائية، ثم انتقلت أسرته إلي السويس حيث عاش هناك لفترة طويلة والتحق هناك بمدرسة الصناعات البحرية ثم هرب من السويس وتطوع فى موسيقات الجيش لاشباع حبه للموسيقى وكان عمرة 14 عامًا ولكن والده أخرجه من موسيقات الجيش والحقه بمدرسة الصناعات الزخرفية فكان يهرب منها ويذهب لتعلم الموسيقى بفرق الجيش الموسيقية وعندما تم افتتاح المعهد العالي للموسيقى المسرحية سارع بالالتحاق به وصار يعزف فى الملاهى الليلية ليعول نفسه وقد درس آلة الكلارنيت وكان ماهرًا فى العزف عليها وتخرج من المعهد عام 1951.


تزوج "علي" من الشاعرة "نبيله قنديل"، انجب منها 3 ابناء "حسين ومصطفى وشجون" كما أشتهر بكتابة التوزيع الاوركسترالى لأعمال غيره من الملحنين المصريين وجدد فى شكل الأغنية المصرية ومضمونها الموسيقى فأصبح إيقاعها سريع وتناول موضوعات جديدة، وأجاد استعمال آلات النفخ سواء "نحاسية أو خشبية" ووظفها باسلوب مناسب عند توزيع اغانيه مما جعله يرجى رواجا لدى الشباب، ومن أبرز من غنوا له "عبد الحليم حافظ زميل الدراسة وشادية وفايدة كامل وورده وشريفة فاضل، ثم اتجه لكتابة موسيقى الأفلام فكتب الموسيقى لحوالى 250 فيلم روائى كان أولها فيلم "عاشور قلب الاسد" ثم تلى ذلك أفلام عديده منها "الايدى الناعمة، الارض، المماليك، خلف البنات، هجرة الرسول، الاخوة الاعداء، لاشىء يهم، هى والرجال، قصر الشوق، حسن ونعيمة، مراتى مدير عام، معبودة الجماهير، الحقيقة العارية، وانتهى الحب، شفيقة القبطية، البنات والصيف، حرامى الورقة، الاختيار، أبي فوق الشجرة، اجازة نصف السنة، رمال من ذهب، غرام فى الكرنك، ادهم الشرقاوى، بين القصرين، صغيرة على الحب، العصفور، ألف ليلة".

كتب العديد من موسيقى المسرحيات مثل "النار والزيتون، الأرض، قصة فى الحى الغربى لفرقة الفناننين المتحدين، افتح ياسمسم"، كما كان له دور كبير فى نجاح فرقة رضا للفنون الشعبية التى انشئت عام 1959، تم تكريمه بالعديد من الاوسمة مثل وسام العلوم والفنون عام 1961، والجائزة الأولى عن موسيقى فيلم أجازة نصف السنة 1964 ووسام من الملك حسين، وشهادة تقدير من المهرجان العالمي التاسع بصوفيا 1968، وجائزة المهرجان القومى للافلام الروائية 1971، وجائزة الموسيقى الشعبية من تركيا 1970، وجائزة مهرجان جمعية الفيلم عن موسيقى فيلم العصفور 1973 وكذلك فيلم حكايتى مع الزمان، وجائزة جمعية النقاد وكتاب السينما عن مجمل اعماله 1975 وجائزة الدولة التشجيعية فى نفس العام ولعل اكبر جائزة نالها عندما قام الراحل الرئيس انور السادات بافتتاح متحف فى منزله فى حفل حضره كبار رجال الدولة.

توفى أثناء إجراء بروفات مسرحية "كباريه" بمسرح الشيخ الريحاني بالقاهرة في 16 يونيو عام 1974.