طباعة

"صدام حسين".. الرئيس العربي الذي قابل الموت مبتسما

الجمعة 30/12/2016 01:55 م

رحاب إدريس

صدام حسين

وقف يشبه بالأسد، في ثبات دون خوف، يبتسم وهو يواجه الموت، ويقول للضابط الذي سيتولى إعدامه "اعطني المعطف الخاص بي، فاستغرب الضابط من طلبه وسأله لماذا، فرد عليه: سيتم تنفيذ الحكم بحقي في ساعات الفجر والجو سيكون باردًا، ولا أريد أن يراني شعبي مرتجفًا فيظنون أني خائف من الموت".. هذا هو الحوار الذي حاور به الرئيس الراحل صدام حسين، الضابط الذي سيعدمه قبل ساعات من إعدامه.

صدام حسين عبد المجيد التكريتي، هو القائد العسكري والسياسي، الذي كان يتصف بالشجاعة لما لديه من حس ثوري ووطني، وكان يحلم أن يكون للعرب قوة عسكرية وعالمية وأن يحرر فلسطين، عرِف عنه كتابة خطاباته بنفسه، كان إعدامه بمثابة لطمة على وجوه كل العرب والمسلمين، حيث أنه تم في الـ29 من ديسمبر، الذي كان يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك.

لم يهاب "صدام" موقف الإعدام، ووقف يقول كلمته الشهيرة لحكام العرب وهي: "أنا ستعدمني أمريكا اليوم، أما أنتم فستعدمكم شعوبكم"، وإحياءً لذكرى وفاته قمنا بجولة بسيطة في تاريخ القائد الثائر صدام حسين.

نشأة صدام

ولد صدام حسين في الـ28 من إبريل 1937، لعائلة سنية فقيرة تعمل في الزراعة بقرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت، في الشمال الغربي من بغداد، وقد توفي والده حسين عبد المجيد، قبل ولادته بعدة أشهر، فقامت على تربيته أمه وزوجها "إبراهيم حسن" الذي كان يمتهن حرفة الرعي، وأكمل صدام دراسته الابتدائية في مدرسة تكريت قبل أن ينتقل إلى مدرسة الكرخ الثانوية في بغداد، وأقام هناك في تلك الفترة مع خاله خير الله طلفاح، الذي تأثر بأفكاره القومية ومشاعره المناهضة للاستعمار البريطاني، وقد عينه "صدام" فيما بعد حاكمًا لبغداد.

أنهى صدام حسين تعليمه المتوسط والتحق بثانوية الكرخ وأنهى دراسته الثانوية فيها، ثم حاول الالتحاق بأكاديمية بغداد العسكرية لكن درجاته الضعيفة حالت دون ذلك.

حياة صدام العسكرية والسياسية

بسبب معيشته في أغلب مراحل حياته عند خاله خير الله طلفاح، تأثر كثيرًا بأفكاره، وكان خاله أحد ضباط الجيش العراقي، وأثناء سنوات دراسته، قرر الالتحاق بحزب البعث المعارض للحكم الملكي للعراق، وظل يترقى في الرتب العسكرية، حتى وصل في عام 1979 إلى رتبة مهيب ركن، وهي أعلى رتبة في الجيش العراقي، وفي حياته السياسية توجد العديد من المراحل الهامة، التي أثرت على التاريخ العراقي بشكل ملحوظ.

ومن هذه المراحل: رئاسة الجمهورية العراقية تمكن صدام حسين من لعب دور مهم في الحياة السياسية العراقية، وهذا ما جعله يتمكن من الوصول لمنصب نائب رئيس جمهورية العراق، أثناء حكم الرئيس العراقي، أحمد حسن البكر، ومع شدة المرض الذي أصاب الرئيس "البكر"، تمكن صدام حسين من تحويل العديد من الصلاحيات الرئاسية له، حتى عُزل "البكر" من الرئاسة، بعد أن أجبره صدام حسين على ذلك؛ بسبب سوء حالته المرضية.

رئاسة العراق

استلم صدام حسين، رئاسة العراق في 16 يوليو عام 1979م بشكل رسمي، وقام بتصفية بعض الأفراد من السلطة العراقية، ومن حزب البعث، والذين وصفهم بالخونة.

الحروب التي خاضها "صدام"

بعد توتر العلاقات بين العراق، وإيران نتيجة للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية، وقعت حرب بينهما في عام 1980، واستمرت لمدة ثماني سنوات، ونتج عنها العديد من الخسائر الإنسانية، والمادية، وعرفت باسم "حرب الخليج الأولى"، ولم تمر السنة الثانية على انتهاء الحرب مع إيران، حتى قام الجيش العراقي بغزو الكويت في عام 1990.

اندلعت "حرب الخليج الثانية"، والتي انتهت بشكل فوري بعد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، تمهيدًا لانسحاب الجيش العراقي من الكويت، وظل الوضع في العراق شبه مستقر حتى عام 2003، عندما قام جيش الولايات المتحدة الأمريكية، مدعومًا بالجيش البريطاني، وبتوجيه من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، بغزو العراق بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشمال، ليسقط النظام العراقي الحاكم، بقيادة الرئيس صدام حسين، والذي اعتقل في 13 سبتمبر في عام 2003.

إعدام صدام حسين

تمت محاكمة الرئيس صدام حسين، وتوجيه العديد من التهم له بارتكاب مجازر ضد الإنسانية، وقتل العديد من الأشخاص، والقيام بجرائم حرب، مع مجموعة من رجال الدولة في عهده، ومنهم أخوته غير الأشقاء، وحكمت المحكمة عليه بالإعدام شنقًا في 5 نوفمبر عام 2006، وفي 30 ديسمبر عام 2006، تم إعدام الرئيس صدام حسين، وسلمت القوات الأمريكية جثته إلى عشيرته في تكريت، ليدفن في بلدة العوجة.