طباعة

أنور وجدي.. عاشق السينما.. تغلب على الصعاب ليصبح فتى الشاشة الأول

الإثنين 02/01/2017 05:07 م

اية محمد

أنور وجدي.. النجم سارق الكاميرا، عاشق السينما، صاحب الخيال والكاريزما والموهبة، بدأت حياته الفنية بفقر وضيق خلقت منه إنسانًا يعشق الكفاح ويهزم الظروف ويتغلب على الصعاب ليصبح في سنوات الممثل والمخرج والمؤلف والمنتج أيضًا.

تزوج "الليلتين"، أحب ليلى فوزي، وقيل إنه استغل ليلي مراد، وبعد سنوات طويلة يمكننا أن نأكد أنه زاد من نجومية ليلى مراد ونجاحها، وبعد الانفصال ظل ناجحًا في الوقت الذي راهن الكثيرون على فشله، فاستعان بطفلة صغيرة لتحقق إيرادات أكبر وأقوى من إيرادات الأفلام التي تلعب بطولتها طليقته "ليلي مراد".

ولد أنور وجدي في القاهرة عام 1904، لأسرة كانت تعمل في تجارة الأقمشة في حلب "بسوريا"، وانتقلت أسرته إلى مصر في منتصف القرن التاسع عشر، التحق أنور بمدرسة "الفريد" الفرنسية، والتي تعلم فيها المخرج حسن اﻹمام، والفنان فريد الأطرش، والمطربة أسمهان، والفنان نجيب الريحاني، وأتقن خلال دراسته اللغة الفرنسية، لكنه ترك الدراسة بعد أن أخذ قسطًا معقولًا من التعليم واتجه إلى الفن.

حاول السفر إلى أمريكا للعمل هناك في السينما في هوليوود، لكن كل محاولاته وأسرته للهجرة إلى هناك باءت بالفشل، كانت بداية أنور وجدي في المسرح في شارع عماد الدين، وتحديدًا في مسرح رمسيس مع يوسف وهبي، وأخذ يتدرج تصاعديًا في الأدوار، وانتقل إلى فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم إلى الفرقة القومية التي كان يقوم بأدوار البطولة بها، واشتهر بدوره في مسرحية "البندقية".

دخل أنور وجدي، عالم السينما أول مرة على يد يوسف وهبي أيضًا، وذلك في أدوار ثانوية في أفلام مثل "أولاد الذوات"، و"الدفاع".

ترك أنور وجدي المسرح نهائيًا وتفرغ للسينما، حيث عمل مع كبار المخرجين آن ذاك كـ"أحمد سالم ونيازي مصطفى وحسين فوزي وفؤاد الجزايرلي"، وأهم أفلامه في تلك الحقبة كان "العزيمة"، والذي أصبح أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

في حقبة الأربعينيات، صار أنور وجدي من أهم الممثلين على الساحة، حيث شارك في الخمس سنوات الأولى من الأربعينيات في حوالي 20 فيلمًا من أهمها "شهداء الغرام"، "انتصار الشباب"، "ليلى بنت الريف"، "كدب في كدب"، وفي النصف الثاني من الأربعينيات أصبح أنور وجدي فتى الشاشة الأول، وقدم مجموعة من أنجح الأفلام منها "القلب له واحد، سر أبي، ليلى بنت الأغنياء، عنبر"، وبداية الخمسينيات كانت نهاية مشوار أنور وجدي السينمائي، ومن أبرز الأفلام "أمير الانتقام"، "النمر"، و"ريا وسكينة"، "الوحش".

لم يكتفِ أنور وجدي بالتمثيل فقط في رحلته السينمائية، إنما قام بالتأليف واﻹخراج واﻹنتاج أيضًا، ففي عام 1945، قرر أن يدخل عالم اﻹنتاج بفيلم "ليلى بنت الفقراء"، وكتب سيناريو الفيلم بنفسه، ورشح لبطولته ليلى مراد التي كانت نجمة مصر الأولى في تلك الفترة، ورشح المخرج كمال سليم ﻹخراج الفيلم، لكن كمال سليم توفي أثناء التحضير للفيلم، وقرر أنور وجدي، أن يكمل إنتاج الفيلم، وأن يقوم بإخراجه بنفسه، وعندما عُرض الفيلم حقق نجاحًا باهرًا، ليصبح بعدها أنور وجدي ظاهرة سينمائية عبقرية مبدعة بحق، وقدم بعدها مع ليلى مراد سلسلة من الأفلام الناجحة، قام هو ببطولتها وكتابتها وإخراجها وإنتاجها وصلت لستة، وبعيدًا عن ليلى مراد، قام أيضًا ببطولة وكتابة وإخراج وإنتاج عدة أفلام أخرى منها "طلاق سعاد هانم، قطر الندى، أربع بنات وضابط"، كما أنتج وألف أفلامًا أخرى لم يقم ببطولتها أو إخراجها.

تزوج أنور وجدي ثلاث مرات، الأولى كانت من الفنانة إلهام حسين، ولم يدم زواجهما سوى ستة أشهر بسبب تزايد الخلافات بينهما، وفي عام 1945، تزوج من الفنانة ليلى مراد، أثناء عملهما معًا في فيلم "ليلى بنت الفقراء"، واستمر زواجهما سبع سنوات حتى انفصلا اجتماعيًا وفنيًا.

بعدها مباشرة سافر أنور وجدي، إلى فرنسا للعلاج من المرض الوراثي الذي كان لديه "مرض الكلى متعددة الكيسات"، وطلب من ليلى فوزي، أن تسافر معه إلى هناك، حيث كان بينهما علاقة حب قديمة عادت لتتوطد بعد طلاقه من ليلى مراد، وتزوجا في القنصلية المصرية في باريس في سبتمبر 1954.

لم يكن هناك علاج لذلك المرض حينها، وتوفي أنور وجدي جراء مرضه بعد أربعة أشهر فقط من الزفاف في مدينة ستوكهولم في السويد.