طباعة

"صالح عطية".. الطفل المصري الذي اخترق حظيرة تل أبيب

السبت 14/01/2017 04:48 م

خالد الغول - داليا محمد

صالح عطية

أبطال مصريون شاركوا في تحرير أرض سيناء.. تمكنوا من خداع أخطر جهازين للمخابرات في العالم"إسرائيل وأمريكا"، وعرضوا أنفسهم للمخاطر أثناء التدريب داخل تل أبيب بأسماء مستعارة، ومنهم من تعرض للتعذيب، هكذا؛ لم تقتصر أدوار البطولة على من شاركو في حرب أكتوبر المجيدة فقط.

ولم يكن في مخيلة إسرائيل، في عز انتصارها عام 1967، أن طفلًا مصريًا سيضربها في مقتل، ويخترق مواقعها الحصينة، بعد تلقيه التدريبات على أيدي المخابرات المصرية، في واحدة من أهم العمليات التي شهدتها حرب الاستنزاف.. إنه الطفل صالح عطية، الذي اخترق معسكرات الإسرائيليين في سيناء

كان "صالح" راعي أغنام ودواجن سيناوي، يقيم مع والديه في كوخ صغير بالقرب من بئر قليل المياه داخل أراضي سيناء، وبدأت قصته الأسطورية عندما كانت رغبة المخابرات المصرية في تجنيد والده عميلًا لها، للحصول على معلومات من المعسكرات الإسرائيلية بعد نكسة 1967، إلا أن فكرة جهنمية خطرت ببال الضابط المكلف بتجنيده، فلما لا يُجند الطفل بدلًا من والده، خاصة بعدما استشعر من نشاط الطفل وهمته أثناء زيارته لبيت الشيخ عطية، والد صالح.

من هنا، بدأ تجنيد الطفل صالح، وأخذ يتلقى دروسًا على يد رجال المخابرات المصرية لجمع المعلومات، وظل صالح يقوم بجمع البيض وبيعه في معسكرات الإسرائيليين في سيناء، وأثناء عملية البيع يقوم بجمع المعلومات عن أعداد الجنود، وأماكن نومهم، والمعدات الموجودة بالمعسكرات.

وظل الطفل يجمع المعلومات ويبلغها للمخابرات، إلى أن تم تدريبه على وضع أجهزة تجسس دقيقة داخل حجرات القيادة؛ تمكنت المخابرات من خلالها إلى الاستماع لجميع ما يدور داخل وحدات قيادة الجيش الإسرائيلي، وبعد الانتصار في حرب 1973، انتقل عطية مع أسرته إلى القاهرة، وأصبح ضابطًا في جهاز المخابرات العامة المصرية.