طباعة

التواصل الاجتماعي يسقط الزوجات والأزواج في بئر الخيانة الإلكترونية

الأربعاء 18/01/2017 06:58 ص

آية محمد

يبدو أن التطور لحق بكل شيء حتى الخيانة، فلم تعد العشيقة أو العاشق يظهر بهيئته المعتادة على فراش الزوجية، ولا يحتاج الخائن او الخائنة أن تسلم جسدها طواعية ورغبة منها لعاشق أمطرها بكلماته المعسولة، يكفى أن يوجد جهاز كمبيوتر أو موبايل متصل بالإنترنت لتكتمل أركان "الخيانة الالكترونية"، وليفعل كل منهما ما يريد بإحساسهما المتبادل، ولتكون تلك الخيانة بوابة جهنم للإصابة بالامراض النفسية الخطيرة، وانهيار العلاقات الزوجية، او الوقوع فريسة للفضيحة المدوية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وكم من الفضائح ظهرت مؤخرًا على شاشات مواقع التواصل وعلى صفحات الجرائد وسجلتها المحاضر الرسمية، طبقًا لبلاغات الزوجات او الازواج الذين اكتشفوا خيانة زوجاتهم لم. وللأسف رغم خطورة تلك الخيانة، إلا انها اصبحت سهلة وفى متناول من يمتلكون أجهزة تتصل بالإنترنت، وهو ما ساهم فى ارتفاع نسبة تلك الجريمة الجنائية والنفسية، ضد مرتكبيها اولاً، وضد الطرف الآخر سواء كان زوج او زوجة.

الدكتور علاء رجب، استشاري الطب النفسي والعلاقات الاسرية، يكشف لنا أسباب سقوط الزوجات والأزواج في براثن الخيانة الإلكترونية، وأضرارها على الصحة النفسية، وكيفية العلاج منها وعدم السقوط بنماذج حية حدثت على ارض الواقع.

نعم، هى جريمة جنائية ونفسية متكاملة الأركان، مسرح الجريمة من الممكن أن يكون فى اى مكان، داخل المنزل او العمل او فى السيارة، أو أى مكان يستطيع الخائن او الخائنة الجلوس فيه دون ضجيج او انشغال، اما اداة الجريمة فمن الممكن أن تكون جهاز كمبيوتر او هاتف محمول او لاب توب او “تاب” متصل بالإنترنت، اما المجنى عليه، فهو عادة ما يكون الشخص نفسه لأنه يرتكب الجريمة فى حق نفسه اولاً، وفى حق اهل بيته ثانية، وفى حق الزوج او الزوجة التى لا تعلم ان زوجها سقط فى بحر الرذيلة الإلكترونية.

وعن أشكال الجريمة، ليست بالتأكيد هي الاتصال الجنسي عبر الإنترنت، وانما من الممكن ان تكون بسرد أشياء أسرية للطرف الآخر، ارسال صور خاصة الى شخص عادة ما يكون غير سوي، او اتصال بالمشاعر والافكار الغير سوية، ايضًا جعل اسرار غرف النوم بين الازواج حكاية على صفحات مواقع التواصل حتى ولو بدون اسم او اسم وهمي. خرس وشيطان!.

هل انتشرت الخيانة الأسرية فعلاً داخل المجتمع المصري؟

ويرد الدكتور علاء رجب، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، للأسف الخيانة الالكترونية اصبحت منتشرة فى العالم كله وليس فى المجتمع العربى او المصرى فحسب، لكن بنسب متفاوتة بين كل دولة واخرى، وهى احد اسباب ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر، لأسباب اولها شعور الخائن او الخائنة براحة نفسية اكثر مع الشخص الذى يتحدث معه إلكترونيا، ايضًا وجود مشاعر بين الخائنين حتى ولو كانت مزيفة، وهذا يزداد فى ظل عدم اهتمام الزوج او الزوجة بالطرف الآخر، وانشغاله الدائم عنها.

ويضيف الدكتور علاء رجب قائلاً، في الآونة الاخيرة زادت مشكلات الحياة الزوجية، ومع تطور وسائل التكنولوجيا وزيادة مساحة الخصوصية لدى كلا الزوجين اصبح هناك الشيطان الجديد داخل الحياة الزوجية، ينمو مع زيادة المشكلات الزوجية والخرس الزوجي وانشغال الازواج عن بعضهم البعض بسبب عدم تواصلهم الإيجابي داخل اطار الحياة الزوجية، مما يجعل البعض منهم يجد في الفيس بوك او الواتس اب او وتويتر، وغيرها من وسائل الانشقاق الاجتماعي كما افضل أن اطلق عليها، اوكما تسمونها التواصل الاجتماعي.

ويتابع الدكتور علاء رجب كلامه قائلاً، وهنا اتذكر معاناة احدى الزوجات وهي تقول لي في احدى الاستشارات، انها لجأت للتعرف على شاب نتيجة عدم وجود زوجها معها طول الوقت، وان وجد لا يتحدث معها سوى بلغة الاوامر فقط، او حديث بغرض مصلحة خاصة، ورغم رفضها في البداية للحديث مع شاب غريب واعتبار ذلك إهانة لها قبل كونه اهانة لزوجها لكن للاسف سقطت فى المحذور.

واضافت الزوجة قائلة: في يوم كنت محتاجة أتكلم بشدة، فكلمته، وبدأت في أحاديث غرامية، وبعد فترة اكتشف زوجي أنني اتحدث مع احد الشباب، وبدأ يراقبني وبدأت العلاقة تنهار، إلى أن جاء يوم وصرخت فيه، وواجهته، متسألش، أنا عملت كده ليه إسأل نفسك اولاً انت ليه بعيد عني، وفين دورك في حياتي، نعم انا بنتقم منك دون تفكير انت “مش بتشوف” الا نفسك وبس، اناني فى كل شيء.

ويكمل الدكتور علاء رجب قائلاً، وتلك قصة من قصص انهيار العلاقات الزوجية والاجتماعية نتيجة إدمان الإنترنت، وذلك نتيجة انتشار العلاقات الغير سوية على الإنترنت فى الآونة الأخيرة، ومدى تهديدها وتأثيرها على العلاقات الزوجية بشكل مباشر، وهذا ما أكدته الإحصائيات والتي كشفت وارجعت ارتفاع معدل حالات الطلاق بصورة كبيرة بسبب إدمان الإنترنت. الاستخدام الطبيعى!

وما هو الاستخدام الطبيعى لمواقع التواصل التى لا تدفع اصحابها الى الوقوع في بئر الخيانة الإلكترونية؟
ويرد الدكتور علاء رجب قائلاً، انه مما لاشك فيه في الآونة الأخيرة زادت حدة المشكلات العائلية الناجمة عن العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أن نفرق بين مدمني التواصل الاجتماعي والعلاقات الغير سوية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هناك أشخاصا يستخدمون تلك المواقع كنوع من التعبير عن الرأي أو التواصل مع الأصدقاء والأهل ومعرفة أخبار المجتمع، وهنا يمكن أن نقول أن ذلك الاستخدام طبيعي؛ ولكن إذا زاد بشكل مرضي وتم استخدامه بشكل غير طبيعي هنا يجب أن نتوقف قبل ان نسقط فى فخ الإدمان الإلكتروني.

علاقات غير سوية!

وهل الإدمان الإلكترونى يقود إلى الخيانة؟

بالتأكيد الإدمان الإلكترونى يقود الى هذه النهاية المأسوية، والسقوط فى بئر الخيانة الإلكترونية، والدليل أنه اذا تحدثنا عن الحالات التي وقعت فريسة لعلاقات غير سوية سواء كانت من رجال أو نساء، فتلك طامة كبرى يجب أن نحللها من خلال اعترافات لبعض الحالات، فلكل حالة ظروفها وملابساتها، ومقدماتها التي أدت بها للوصول لمثل هذه النهايات المأسوية.