تحل اليوم ذكرى وفاة أحد رواد السينما المصرية، الذي تميز بأسلوبه المنفرد، وعبقرته في التمثيل بل وفي الإخراج أيضًا، اشتهر بأدواره الكوميدية، ورغم ذلك لم يحصر نفسة في أعمال فنية معينة، ولكنه نوع بتجسيد شخصيات مختلفة، وأبدع في إخراجه وكان من أوائل المخرجين الذين عملوا بالتليفزيون المصري، ترك بصمة هامة في تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح، وأرث عنه علاقته بالفن ابنه "أحمد" في الإخراج، و"معتز" في الإعلام، وزوجته المبدعة الراحلة كريمة مختار، هو "ملك الفيديو" نور الدمرداش.
ولد "الدمرداش" عام 1925 في مدينة طنطا، وتخرج من كلية التجارة ثم حصل على بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1956.
تزوج من الفنانة كريمة مختار، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم المهندس "شريف" والمخرج "أحمد" والإعلامي معتز الدمرداش، وابنه تُدعي "هبة"
رغم أن بداية نور الدمرداش كانت في المسرح حيث عمل في مسرح زكي طليمات، ثم أخرج أول أعماله السينمائية بعنوان "ثمن الحرية" عام 1964، إلا أنه يُعد أحد رواد التليفزيون لأهمية المسلسلات التليفزيونية التي قام بإخراجها، ومن أبرزها مسلسل "لا تطفئ الشمس، والرحيل، والضحية".
شغل "نور" عده مناصب هامة بالتلفزيون، ابتداءً من مراقب عام التمثيليات ومراقب عام البرامج الفنية، ثم رئيسًا للقناة الأولى حتى أصبح نائب رئيس التليفزيون، وهو آخر المناصب التي تولاها قبل وفاته.
أسس "الدمرداش" مدرسة في فن الإخراج التليفزيوني، كان لها أثر مهم للأجيال التالية من المخرجين التلفزيونيين، حيث خرج من تحت يده العشرات من المخرجين الذين أثروا الدراما التليفزيونية بأعمالهم الخالدة.
ولم تقتصر الموهبة الفنية لـ"الدمرداش" علي الإخراج فقط، بل اتجه أيضًا إلي التمثيل وشارك في عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية منها: "المولد، وصغيرة على الحب، وشارع الحب، والشهم والطماع، وبعد العذاب".
من أبرز أعماله الإخراجية: "موسيقى وجاسوسية، والشهم والطماع، وبعد العذاب والانتـقام، وهارب من الأيام، ولا تطفئ الشمس، وأنا وأنت وبابا في المشمش"، بينما كان مسلسل "السقوط في بئر سبع" هو آخر أعماله، إلا أنه لم يتمكن من استكمال حلقاته قبل أن يتوفى في 7 فبراير 1994.
