طباعة

ترسخت العلاقات التاريخية الوثيقة بين شعبي مصر وكينيا، من خلال"نهر النيل" شريان الحياة، وتميزت العلاقات منذ نشأتها بالود وحسن التعاون، وشملت تقديم الدعم والمساعدات للشعب الكيني، وتطورت العلاقات بين البلدين تطورا إيجابيًا ملحوظًا مع الوقت، على كافة الأصعدة سواء "السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية"، مما يستوجب تحقيق التطور الملموس في كافة مجالات التعاون المشتركة.

ويرصد"المواطن" خلال هذا التقرير، العلاقات المصرية الكينية عبر التاريخ، عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لـ"كينيا" صباح اليوم.

العلاقات السياسية
بدأت العلاقات منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني، عندما ساندت مصر في عهد عبد الناصر، حركة "الماو ماو"، من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الانجليزي لكينيا.

وفتحت القاهرة أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين وأمدتهم بكل المساعدات لتنشيط حركتهم من الداخل، كما استمرت خلال العقد الماضي في سياستها لدعم كينيا، وقدمت المساعدات اللازمة وقت الأزمات والكوارث الطبيعية، مثل الجفاف والفيضانات، وذلك بكل المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني.
وتم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم "صوت إفريقيا"، وكانت أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من "إفريقيا" لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلده.

وفي أواخر شهر نوفمبر 2016، ترأست وزيرة التعاون الدولي، سحر نصر، الوفد المصرى في مؤتمر للشراكة العالمية من أجل التعاون الإنمائي بالعاصمة الكينية "نيروبي"، الذي يعتبر منصة لرؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء المنظمات والقيادات الدولية الكبرى، لبحث سبل تعزيز التعاون الإنمائي الدولي، مما يتناسب مع أولويات الدول ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشارك فيه أكثر من 100 متحدث و1500 من قادة التنمية حول العالم، ويهدف المؤتمر للتمكين الاقتصادي بالنسبة للمرأة والشباب.

مساعدات مصر لـ"كينيا"
وفي بداية 2017، منحت مصر كينيا 5.5 مليون دولار أمريكي، لتنفيذ مشروع إدارة وتطوير الموارد المائية بكينيا، والذي يتمثل في حفر 20 بئرا جوفيا، وإنشاء 6 سدود لتجميع المياه "خزانات المياه" ومشروع تجريبي لتنفيذ وتشغيل نظم الري الحديثة في مجال الزراعة، بالإضافة إلى التركيز علي التدريب وبناء القدرات للانطلاق بالمشروع بعد 5 سنوات.

وقدمت وزارة الخارجية عن طريق صندوق التعاون الفني، معونة غذائية لكينيا لمواجهة آثار الجفاف في أغسطس 2011، بالإضافة إلي معونات أخري غذائية قدمتها مصر في وقت مضي تحديدًا في نوفمبر 2009، فضلا عن إمدادهم بالعديد من الخبرات في أغلب المجالات.

المساعدات الطبية لكينيا
وفي عام 2015، قام وزير الخارجية، سامح شكري بزيارة لمستشفي كينياتا الوطني، وكان في استقباله وزير الصحة الكيني، ومديرة المستشفي، وقام الوزير بتسليم هدية مصر للمستشفي من أجل التنمية، وتتضمن أربعة وحدات غسيل كلوي ووحدة مناظير كبد والتي سيكون لها إسهام فعال في تطوير الخدمة الصحية بالمستشفي، وذلك في احتفالية مهيبة تعكس عمق التضامن بين الشعبين الشقيقين.

كما قامت مستشفي مكافحة السرطان للأطفال، بتوفير ٥٠ من المتخصصين الكينيين في مجال مكافحة سرطان بهدف تدريب الأطفال وتوفير العلاج المجاني لهم من المصابين بالسرطان في مستشفي السرطان بمصر.

الزيارات الرسمية لكينيا
قام وزير الخارجية، سامح شكري، بزيارة لكينيا استمرت ثلاثة أيام، ترأس خلالها وفد مصر في الدورة السادسة للجنة مشتركة بين البلدين.
وبحثا الجانبان العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، وأهمية مزيد من تطويرها، خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية، بما يحقق مصالح البلدين، وأكد الطرفان علي بذل المزيد من سبل التطوير في قطاع الأمن وتنمية الموارد البشرية ومجال الاتصالات والاستفادة من الخبرات المصرية، والحصول علي مزيد من المنح الدراسية المصرية لمتدربين من كينيا.

وزار هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء في عام 2013، كينيا للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الكيني الجديد، حيث أجرى مباحثات مع المسئولين الكينيين، تناولت دعم العلاقات الثنائية بين مصر وكينيا في العديد من المجالات، بالإضافة إلي مشاركة الوفد المصري برئاسة وزير الموارد المائية والري في الاجتماع الوزاري لمبادرة حوض النيل الذي عقد بنيروبي في 2011.

مجال البعثات التجارية
وتطرق الطرفان لأهمية الدور المصري للشراكة من أجل التنمية، التي تُقدم كل الدعم الممكن للأشقاء في كينيا، في مجالات بناء القدرات ومكافحة الإرهاب وتقديم المعونة الفنية، بالإضافة لتطوير العلاقات الاقتصادية التجارية بمشاركة ٥٠ من رجال الأعمال المصريين في البعثة التجارية التي ترافق الوفد المصري، وعقد منتدى الأعمال بحضور رجال الأعمال من البلدين.

مجال التدريب والخبرات الزراعية
يقدم الصندوق المصري للتعاون الفني، مع الدول الأفريقية، ســـنويًا بتـــوجيه الــــدعوة لمتدربي دولــة كينيا في كـل البـــرامج التدريبية والتي شاركت بـ "38 متدرب" منذ 2009 وحتى 2012، وتتضمن الدورات التدريبية مجالات "الزراعة، الهيدروليكا، الإستراتيجية، الأمن، الري، الصحة، التمريض، السياحة والفنادق، الفضاء، الدبلوماسية، العسكري، الطيران المدني".
ويقدم المركز الدولي للزراعة عدد من الدورات في مجالات، إنتاج الدواجن، الخضروات، الخدمات الزراعية، تحليل المشروعات، إنتاج القطن، الإدارة المتكاملة للآفات، إدارة المياه والتربة، إنتاجية وصحة الحيوان.

مجال التعليم
اتفق الجانبان المصري والكيني على زيادة عدد المنح التي تقدمها مصر في مرحلة التعليم الجامعي من 3 إلى 5 منح دراسية، علمًا بأن إجمالي عدد المنح المقدمة للجانب الكيني هو 10 منح.

مشروعات الآبار المشتركة
قام الجانب المصري بحفر أبار مياه في كينيا بلغت 180 بئرًا، ومن المنتظر قيام الجانب المصري بحفر 20 بئرًا إضافية.