طباعة

بين "عجب" و "حسان".. عبد الرحيم كمال يبدع في "بواب الحانة"

السبت 04/03/2017 11:06 م

هشام سرحان

لم يكن "حسان" يعلم حينما ضرب ذلك الرجل "السكران" الذي التقاه في طريقه، أن هذا سيتسبب في غضب شيخه الذي يتتلمذ على يديه، فهو فعل ذلك ظنًا منه أنها الطريقة المٌثلى لإصلاحه.

وظل يبحث عن ذلك الرجل في محاولة للإعتذار منه عما حدث، فطرق "باب الحانة"، ولكنه لا يجده، وتدور الأحداث ليصبح "حسان" ساقي الحانة ومديرها.

في رحلة بحث "حسان" عن ذلك الرجل، يصادف الكثير من الأشخاص "السكارى" بقصصهم المختلفة، فهذا شخص ينام في نهر الفرات ويستيقظ في نيل القاهرة، وآخر له قصة مع فتاة أجنبية إلتقى بها بعد أن طرده والده من المنزل، بسبب شكوك تراوده حول الذات الإلهية، وغيرهم الكثيرين.

ما سبق هو جزء من رواية "بواب الحانة" لكاتبها عبد الرحيم كمال، التي تأخرت كثيرًا في الحصول عليها على عكس عادتي مع كل أعماله، أهداني إياها في طبعتها السادسة، شخص يعلم جيدًا مدى اهتمامي وعشقي لروايات وأعمال المؤلف والسيناريست عبد الرحيم كمال.

في "بواب الحانة" يسرد "كمال" قصص أبطال الرواية بسلاسة، تجعلك تشعر وكأنك أحد أبطالها، صوفية الكاتب التي تظهر في الرواية ومعظم أعماله، هي حالة تأخذك إلى عالم آخر، حيث الترفع عن شهوات النفس والتفكير في قدرة الخالق ومعجزاته، كما تتطرق إلى بعض الظواهر المجتمعية مثل الانتقال من الريف إلى الحضر أو التدين الظاهري.

قبل البدء في قراءة الرواية وفي صفحاتها الأولى تحديدًا، يسرد "كمال" قصة "عجب"، تلك المرأة التي تٌتهم بأنها تأكل أطفالها بعد إنجابهم، وفي سطور قليلة نكتشف أنه يضرب لنا مثلًا للصبر على كل الأمور التي يؤلمنا ظاهرها وفي باطنها الخير .

وبين "عجب" و "حسان" كثير من التفاصيل التي تجذب القارئ وتجعله متشوق لمعرفة النهاية سريعًا، وتلك هي عادة عبد الرحيم كمال في وصف أبطال أعماله وتفاصيل "حكاويهم".

"بواب الحانة" ليست الرواية الأولى ولن تكون الأخيرة للكاتب الذي يسير في طريق الإبداع دائما ليصل إلى قلب وعقل القارئ.