عقب أعوام طويلة من السعي وراء انتزاع حقوق المرأة في العالم، بات يحتفل بدورها في جميع أنحاء العالم، حيث يُسلط الضوء على ما قدمته من إنجازات في مختلف المجالات، التي لها صار لها بصمة واضحة فيها، وذلك في الثامن من شهر مارس من كل عام.
فيما دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لأن يكون هذا العام خاصًا بالمرأة المصرية، ظهر ذلك جليًا، في اختيار بعض منهن في الحقائب الوزارية، حيث قمن بدورًا واضحًا، انعكس على المواطنين سواء سلبي أو إيجابي.
"المواطن" يُقيم دور الوزيرات اللواتي تقلدن مناصبهم في وزارة المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وماذا قدمن إلى الآن للمواطنين.
سحر نصر
منذ أن تولت منصبها في التاسع عشر من سبتمبر 2015، خلال حكومة إسماعيل، بدأ الجميع في متابعتها عن كثب، نظرًا لأنها تولت زمام الأمور في وزارة من أهم وزارت مصر، وهي التعاون الدولي، إذ إن الأوضاع الاقتصادية المصرية المتعثرة، جعلت المواطن العادي ينتظر ما ستقدمه.
تلعب نصر، دورًا كبيرًا في تعاملات مصر مع المؤسسات التمويلية الدولية، للحصول على القروض والمنح لتمويل المشروعات التنموية.
عام ونص العام، مر منذ اختيار نصر، في منصبها، استطاعت خلالها الحصول على 13.007 مليار دولار، منح وقروض من جهات ودول مختلفة، وهو ما يعد إيجابيًا للغاية.
بحسب الموقع الإلكتروني لـ"التعاون الدولي"، فإن نصر، نجحت في الحصول على تمويلات بمنح قيمتها 3.385 مليار دولار، عبر مؤسسات التمويل الدولية والعربية، كما اقترضت الوزارة 9.622 مليار دولار أمريكي.
يؤخذ على وزيرة التعاون الدولي، أنها لازالت تعتقد أن مصر لا يزال لديها مساحة كبيرة للاقتراض من الخارج، وذلك بالرغم من ارتفاع حجم الدين الخارجي لمصر لـ 60.2 مليار دولار، مقارنة بـ 48.1 مليار دولار قبل عامين، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.
نبيلة مكرم
أثارت انتباه الجميع منذ اليوم الأول لظهورها إعلاميًا في 19 سبتمبر 2015، حيث أدت اليمين الدستورية لتقلدها وزارة الهجرة بزيٍ تقليدي، وهو ما لم يعهده المصريون من قبل، فضلًا عن أن البروتوكول ينص على ارتدائها زيًا رسميًا.
ما قامت به مكرم، عقب أيام قلائل من توليها حقيبة وزارتها، فسر ظهورها بهذا الزي، إذ إنها حرصت على الظهور الإعلامي في العديد من البرامج، أثناء تواجدها في منزلها، في إشارة منها إلي أن المرأة تستطيع أن تتقلد أعلى المناصب بالتزامن مع حرصها على منزلها وأبنائها.
بالرغم من متابعة مكرم الجيدة لأحوال المصريين في الخارج، إلا أنها أخفقت ووجه له سهام النقد على ضوء أحداث "مركب رشيد"، التي غرقت قبالة سواحل رشيد في سبتمبر الماضي، حيث راح ضحيته نحو 206شخص، بحسب وزارة الصحة.
اعتبر الكثيرون، هذا المركب الذي كان يقل شباب مهاجرون بطريقة غير شرعية، أن الوزارة فشلت في مواجهة هذه الظاهرة، أو معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية التي تعاني منها مصر منذ عقود.
غادة والي
بالرغم من أن الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، كانت ضمن حكومة المهندس إبراهيم محلب، التي قدمت استقالتها، إلا أن مساهماتها في بعض الملفات الخاصة بالوزارة، جعلها تستمر في منصبها في الحكومة الحالية.
و كان من أهم الملفات التي قامت بإنجازها:
مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع، وإطلاق فعالية "كارت أحمر لعمالة الأطفال"، والعمل على توفير الحماية المجتمعية للمرأة.
إطلاق مشروع تطوير مؤسسات رعاية الأطفال بلا مأوى، بالتعاون مع جمعية "مصر المحروسة بلدي".
اقتحام ملف دور الأيتام، ووضع عدة حلول لمواجهة مشاكلة من معايير جودة لتراخيص الدور الجديدة، وسحب تراخيص الدور الموجودة بالفعل، والتي لم تلتزم بتلك المعايير، وإلغاء تراخيص دور الأيتام، لوضع قاعدة بيانات لتوزيعهم بالأماكن الأقل كثافة.
لكل وزيرة من هؤلاء، إيجابيات وسلبيات، إلا أنهن استطعن تحمل مسئولية وزارت هامة في أوقات عصيبة تمر بها البلاد خلال الوقت الراهن، فيما يراد للمجتمع أن يتقبل فكرة المسئول "المرأة"، ومثلها مثل المسئول "الرجل"، يمكنها أن تفشل كما يمكنها أن تنجح.
