طباعة

تعرف على "الخزر".. وحقائق لا تعرفها عن أصول اليهود الحقيقية

الخميس 16/03/2017 11:04 ص

شريهان أشرف

يهود الخرز


ليس كل اليهود ساميين "من نسل يعقوب عليه السلام"، فاليهود الساميون لا يشكلون سوى 3% من يهود العالم، والباقي اعتنقوا اليهودية وهم منحدرون من سلالات مختلفة من العروق غير السامية القادمة من آسيا في القرن الأول الميلادي عبر الأراضي الواقعة شمالي بحر قزوين.

ويطلق أهل التاريخ على هذه الشعوب المهاجرة من آسيا إلى أوروبا وسكنت المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين يطلقون عليهم اسم "الخزر" وكانوا وثنيين، وكونوا مملكة "الخزر" القوية شرق أوروبا وجنوب الإمبراطورية الروسية.

"التاريخ المنسي ليهود الخرز.. وما لا تعرفه عنهم"

في أوائل القرن الثامن الميلادي كان العالم منقسمًا إلى قوتين عظمتين هما الدولة الإسلامية والدولة الرومانية المسيحية.

ظهرت في ذلك الوقت قوة ثالثة معادلة للقوتين العظمتين سواء أكانت خصمًا لإحداهما أو كانت حليفًا لها، هذه القوة تمثلت في إمبراطورية الخزر التي كانت تحاول الاحتفاظ باستقلالية عن القوتين الأخريين، وكان هذا معناه أن تتخذ لنفسها دينًا آخر غير المسيحية أو الإسلام حتى لا تخضع تلقائيًا لإمبراطور روما أو لسلطان بغداد.

الديانة التي كان عليها "الخزر" كانت عتيقة وعاجزة عن إضفاء السلطة الروحية والشرعية للزعماء كما تفعل الديانتان الإسلامية والمسيحية، هنا وجد ملك "الخزر" أن اليهودية هي الأفضل نظرًا لأن لها كتبها المقدسة التي احترمها المسيحيون والمسلمون كما أن اعتناق اليهودية سيسمو بالخزر فوق البرابرة والوثنية، وقد سهل اعتناق "الخزر" لليهودية وجود أعداد كبيرة من اليهود على أراضيهم هربًا من الاضطهاد الروماني مما ساعد على معرفة حكام "الخزر" بهذه العقيدة على مر السنين.

في فترة اضمحلال إمبراطورية "الخزر"، هاجر العديد من سكانها اليهود إلى مناطق مختلفة من أوروبا الشرقية والتي ساهمت في إقامة المراكز اليهودية الكبيرة في شرق أوروبا خصوصًا في أوكرانيا وجنوب روسيا والمجر وبلغاريا وبولندا.

بالتالي أصبحت منطقة شرق أوروبا هي مهد الجزء الأكبر من الشعب اليهودي الحديث من حيث الكم أو من حيث الثقافة العالية، حيث كان شعب "الخزر" يتميز بثقافته العالية وتعليمه العالي.

"الأصل الحقيقي لليهود.. وتكذيب معاداة السامية التي يزعم الصهاينة بها"


في المقابل كان أغلب اليهود المنحدرين من أصل سامي "يهوذا" موجودين في شبه الجزيرة الأيبيرية والتي تمثل إسبانيا والبرتغال حاليًا والذين يطلق عليهم اسم "السفرديم"،هذا بالإضافة لبعض اليهود في الدول العربية الذين يعود أصلهم لبني إسرائيل أيضًا"، هؤلاء في القرن الخامس عشر تم طردهم ليستقروا في البلاد المطلة على البحر المتوسط وفي البلقان وبدرجة في دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وإنجلترا وفرنسا، ولكن كانت أعدادهم قليلة جدًا مقارنة بأعداد يهود الخزر الذين هاجروا إلى دول أوروبا الشرقية.

مع نهاية القرن السادس عشر وعلى مدار 3 قرون تقريبًا حتى الحرب العالمية الثانية شهدت أوروبا موجة هجرة ونزوح كبيرة لليهود من دول أوروبا الشرقية نتيجة الاضطهاد وسوء المعاملة إلى دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا لتنضم إلى القلة القليلة المتبقية من اليهود الأصليين السفرديم.

نتيجة لهذا يتضح، وطبقًا لدراسات المؤرخين البولنديين، أنه في الأزمنة المبكرة نشأت الكتلة الأساسية من اليهود أصلًا من بلاد الخزر، وليس من فلسطين.
في عام 1960م على سبيل المثال قدر عدد اليهود السفرديم بحوالي نصف مليون يهودي مقابل 11 مليون يهودي من يهود الأشكناز وهم اليهود الذين تعود أصولهم إلى أوروبا الشرقية أو إلى يهود الخزر بشكل أكثر دقة.

جدير بالذكر أن "الخزر" يرجعون نسبهم إلى "يافث" بن نوح وليس إلى "سام"، وذلك يضرب فكرة معاداة السامية التي تبناها اليهود.