طباعة

بالفيديو.. شقيقة ضحية القصر العيني لـ"المواطن": كل الأمراض اصابته من المستشفى

الخميس 23/03/2017 04:43 م

إيمان حمزة

في واقعة جديدة من وقائع الإهمال الطبي المنتشرة في المستشفيات الحكومية، وبرغم مرور مصر بثورتين متتاليتين، إلا أن الدولة مازالت ترفع شعار "يبقى الوضع على ماهو عليه"، ليصبح الإهمال أشبه بوباء سائد بين مؤسسات الدولة، منها الصحة.

والتي شهدت خلال الفترة الماضية عدد من حوادث إزهاق العشرات من الأرواح ضحايا الإهمال، فهذه الواقعة نرصد خلالها ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي، لرجل يدعى "أسامة.ص.ع" يبلغ من العمر 46 عامًا، يعمل سائق تاكسي، دخل مستشفى القصر العيني سئرًا على قدميه، بعد شعوره بحالة من التعب، ليتم الكشف عليه داخل المستشفى وعمل الفحوصات الطبية والإشاعات، ويتبين أنه مصاب بالتهاب البنكرياس، ليرقد بعدها لمدة ثلاثة أشهر بالمستشفى منتظرًا الموت بين لحظة وأخرى.

إلتقى "المواطن" مع "هيام"، شقيقة "أسامة"، ضحية الإهمال الطبي، لتروي تفاصيل الواقعة قائلةً: "شقيقي دخل مستشفى القصر العيني يوم إحتفالات رأس السنة، وتم عمل التحاليل الطبية والفحوصات والإشاعات، وتبين أنه مصاب بالتهاب البنكرياس، والدكتور قال أنه سيتم حجزه بالمستشفى لمدة أربعة أيام أو أسبوع بحد أقصى تحت الملاحظة، مع تركيب محاليل طبية، لكن الفترة زادت وبعد عشرة أيام داخل المستشفى شعر شقيقي بصعوبة في التنفس".

"واستمر شعوره بضيق التنفس، وتم وضعه على جهاز التنفس، وبعمل الإشاعات والفحوصات، تبين وجود مياه على رئتيه، وقال الدكتور أنها بسبب ضعف عضلة القلب، ومع الوقت زادت المياه على رئتيه، وسببت ضيق الشريان التاجي، وعندما حضرت إليه في اليوم التالي، وجدت أنه تم بذل المياه من ظهره "بحقنة"، وبعدها تحسنت حالته الصحية، وبعد أسبوع تدهورت حالته الصحية أسوأ مما كانت عليه، وتبين زيادة نسبة المياه على رئتيه، ووجود حصوة بالكبد، والبنكرياس والكلية، وبعدها زادت انزيمات الكبد، وتدهورت حالته الصحية، وتم نقله للعناية المركزة، إلا أن حالته الصحية تدهورت أكثر وطلب الدكتور إجراء غسيل الكلى له وطلب مني أن أوقع على تقرير لاتحمل مسئولية إجراء غسيل الكلى، ووضعه علي جهاز المنظار، لأنه قد يسبب خطر على صحته ويسبب الوفاة، فإضطررت على التوقيع، وبعدما تم إجراء غسيل الكلى له.

واختتمت حديثها قائلة، إنه يوم دخوله المستشفى كان يجب عليه أن يحجز بقسم الباطنة، وبالسؤال عن عدم احتجازه، كان يقول لها بعض الأطباء، أن حالته مرفوضة بقسم الباطنة، مشيرة أن كل الأمراض التي أصيب بها من إرتفاع ضغط الدم والسكر، من مستشفى القصر العيني، وإهمال الأطباء داخلها، بعد دخوله سئرًا على قدميه، أصبح لا يستطيع التحرك ولا يتناول الطعام، وكل يوم تسوء حالته الصحية عن اليوم الذي يسبقه، مع اصفرار جسمه بالكامل وانخفاض ملحوظ في وزنه.

ومن جانبها قالت والدته ودموعها تنهمر من عينيها: "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عملوا في ابني كده، الناس في المستشفى ميتة من الإهمال، ابني دخل المستشفى على رجله، هيخرج منها ميت، والدكاترة بيقولوا هو كده كده ميت"، وأنه يعمل سائق تاكسي، ليصرف على أسرته المكونة من زوجته وطفلين، ولد يدعى "عمر" في المرحلة الإبتدائية، وبنت تدعى "مني" عمرها خمسة سنوات، وهو من يعمل وينفق عليهما، وكان يريد مغادرة المستشفى قبل تدهور حالته الصحية، لكن الأطباء رفضوا بحجة عدم وجود أماكن للمرضى في المستشفى، وحذر أنه إذا غادر لن يستطع الرجوع مره أخرى، واختتمت حديثها في حالة من البكاء الشديد: "ربنا يشفي ابني ويشفي كل مريض".