يجمع المراقبون على أن البند الرئيسي في الزيارة الرسمية للرئيس المصري إلى واشنطن، هو التعاون المصري الأمريكي في مكافحة الإرهاب، رغم أهمية الزيارة بالنسبة لتعزيز العلاقات المصرية الأمريكية، التي لم تكن في أفضل حالاتها خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، بحسب ما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ومع أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي اصطحب معه وفدا اقتصاديا كبيرا، وعمل على لقاء رجال أعمال ورؤساء شركات، قبل وبعد القمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن الجانب الاقتصادي في العلاقات الثنائية، لم يكن بأهمية مكافحة الإرهاب، بحسب ما ورد.
ترى الصحيفة أن هناك أرضية مشتركة بين القاهرة وواشنطن، يأتي على رأسها ملف مكافحة الإرهاب، والموقف الصارم من جماعة الإخوان، إلى جانب التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، موضحة أن ذلك كان واضحا جدا، في لقاء السيسي بترامب، في البيت الأبيض وزيارته لمقر البنتاجون، وبحث مكافحة الإرهاب مع المسئولين العسكريين الأميركيين.
ونوهت الصحيفة إلى النقطة التي تحدث عنها السيسي في البيت الأبيض، وهي تأكيده على أن مصر، ستقف بجانب الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ليرد ترامب بتأكيده على أن بلاده، تتعاون معه في مواجهة الإرهاب، وأن البلدين يحرصون على دوام الصداقة بينهما لفترة طويلة.
أشارت "نيويورك تايمز" إلى الحوار الذي أجراه الرئيس المصري، مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، ومفاده بأن استقرار منطقة الشرق الأوسط مرتبط بالولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المنطقة دفعت ثمنا كبيرا جدا في السنوات الأربعة الماضية، لأن الوضع بات صعبا للغاية على حد قوله.
وهنا يستلزم إلقاء الضوء على نقطة هامة، ربما ألتفت لها العديد من الخبراء والسياسيون، وهي أن التعاون الأمريكي مع مصر، الذي أكد عليه ترامب خلال لقائه مع السيسي، يؤكد أن مصر هي الدولة المحورية بالنسبة له في المنطقة، كونها تجتهد في مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط، وأن الجيش المصري هو الأقوى في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وفقا لرؤية الرئيس الأمريكي، خاصة وأنه دائما ما يؤكد على أن التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن، سيكون أكثر من أي وقت مضى.
ويتوقع عدد من المحللين ألا يقتصر التعاون المصري الأمريكي في مكافحة الإرهاب، على ما تواجهه مصر من إرهاب في شبه جزيرة سيناء فقط، بل قد يكون لمصر دور أكبر في بؤر أخرى من العراق إلى اليمن، كما يرى البعض أن التعاون المصري الأمريكي في مكافحة الإرهاب والتطرف، يمكن أن يتوازى أيضا مع موقف مشترك من تدخلات إيران في المنطقة.
