طباعة

نيابة عن البابا.. 3 أساقفة يتصدرون المشهد أثناء الأزمات الدينية والسياسية

الثلاثاء 11/04/2017 11:49 م

جورج سلامة

فكرة وجود البطريرك لحظة وقوع الأزمات الكنسية، يجعل الأمور تلتئم بشكل أسرع، مثلما حدث في الأزمة الأخيرة والتي تمثلت في وقوع انفجارين خلال اتمام الكنائس لمراسم واحتفالات أحد الشعانين.

على النقيض كان عدم وجود البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مصر أثناء حدوث انفجار الكنيسة البطرسية، أمرًا ملفتًا للنظر، فعدم وجود رأس الكنيسة في مصر، أثناء حدث كهذا امرًا غير هين، إلا أن الأمور قد جرت بشكل تنظيمي إلى حين عودة البابا من رحلته الرعوية من اليونان، مساء نفس يوم الحادث.

السؤال الذي طرحه البعض، تمثل في كيف جرت الأمور خلال تلك الساعات، ومن هو المسؤول عن إدارة الازمة حينما يكون البابا في رحلة رعوية أو عمل ما.

البابا تواضروس الثاني، تخرج من مدرسة إدارية بحتة في علم الإدارة الكنسية، على يد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمسة مدن الليبية، والذي شغل منصب البطريرك الذي لم يحمل رقم، حيث قاد الكنيسة خلال الفترة الانتقالية والمنحصرة بين رحيل البابا الراحل شنودة الثالث، وتولي البابا الحالي السدة البطريركية.

مصادر كنسية مطلعة، أكدت لـ"المواطن"، أن البابا في حالة حدوث أزمة، يقوم بتكليف أحد الأساقفة بتولى الأمور، ويتابع معه عن كثب كافة المستجدات بشكل مستمر إلى حين انتهاءها، حيث يتلقى تقارير شفوية أو متوبة عن الامر، بشكل شبه لحظي للاطمئنان على سير الأمور، ولإعطاء توجيهاته في الأمور التي يحتاج فيها الأساقفة كلمة البطريرك.

لا يعتمد البابا على رجل واحد فقط في كل الأزمات، حيث تنقسم الأزمات الكنسية إلى 3 أفرع، الفرع الأول هو الازمات الدينية والعقائدية والكنسية، ويعتمد فيها البابا تواضروس الثاني بشكل كبير جدًا على الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وهو سكرتير المجمع المقدس، والمعروف بقوة حجته وردوده الدفاعية عن المعتقد المسيحي، حيث يتصدى الانبا رافائيل لكافة الأفكار المخالفة للعقيدة المسيحية، كما يناقش أصحابها سواء كانوا من رجال الدين أو العلمانيين.

يتصدر الأنبا رافائيل المشهد في الوقت الراهن في أزمة مدرسة الأسكندرية، والتي يشرف عليها الراهب سيرافيم البراموسي، حيث تعيد الكنيسة النظر في المدرسة والمؤلفات الصادرة عنها بعد وجود اتهامات صريحة لها بوجد خلافات عقائدية.

بينما الفرع الثاني للأزمات هو الشأن القانوني للكنيسة، والذي يتصدره بقوة الأنبا بولا أسقف طنطا وهو ممثل الكنيسة في لجنتي العشرة والخمسين لتعديل الدستور المصري، كما يترأس اللجان القانونية الكنسية لوضع مسودات ومشاريع القوانين التي تحتاج للمرور على مجلس النوابـ وتوقيع رئيس الجمهورية، حيث تصدر الانبا بولا المشهد بقوة في مرحلة قانون بناء الكنائس الموحد، مرورًا بجلسات ممثلي الكنائس مع ابراهيم الهنيدي وزير العدالة الانتقالية، والجلسات التفاهمية بين الكنائس الثلاثة الانجيلية والكاثوليكية والارثوذكسية، كما تصدر المشهد خلال مراحل وضع قانون الأحوال الشخصية للمصرين الغير مسلمين، والذي لم تنتهي الكنيسة من وضع كافة ملامحه حتى الان.

كما يتصدر الأنبا بولا المشهد في المرحلة المقبلة في مرحلة تدشين قانون للزي الكهنوتي لتسجيله بشكل رسمي وضمان عدم انتحال اي فرد لمنصب او رتبة القس او القمص بأي منطقة من مناطق الجمهورية.

الفرع الثالث هو الشأن الخارجي والدالي في التعامل مع الدولة، حيث يعتمد البابا تواضروس الثاني في الملف الداخلي على الأنبا دانيال أسقف المعادي والنائب الباباوي، وهو الذي تم تكليفه فور علم البابا تواضروس، بوقوع انفجار البطرسية حيث كلفة البابا هاتفيا بتولي تدبير الأمور واستقبال رجال الدول بالنيابة عنه، كما يعتبر الانبا دانيال هو الرجل الممثل للبابا في لقاء يخص الدولة او احتفالية هامة او اي زيارة هامة للكاتدرائية اثناء سفر البابا تواضروس خارج مصر، من مندوبي سفارات خارجية اولقاءات دبلوماسية او زيارات رسمية للمقر الباباوي بكاتدرائية الاقباط الارثوذكس بالعباسية.

بينما يتجلى دور الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص بقوة في الملف الخارجي حيث ان الانبا بيمن يتصدر مشهد سد النهضة ودور الكنيسة المصرية في التعامل مع الكنيسة الحبشية الشقيقة لوقف اضرار السد على مصر والمصريين.