طباعة

من ذبح المصريين في ليبيا إلى ضحايا السعف.. "عفوًا القصاص أولًا"

الخميس 13/04/2017 03:48 م

محمد موسى

الرئيس السيسي والبابا تواضروس

"التار ولا العار".. مبدأ يعكس ثقافة أهالي صعيد مصر، الذين لا يقبلون تلقي العزاء في أي قتيل لهم إلا بعد الانتقام له من قتلته، رغم أن هذه المقولة تُخضِع المجتمع لقانون "الغاب"، إلا أنها تعتبر لدى أبناء الصعيد مسألة كرامة، أو قل إن شئت مسألة حياة أو موت.

وأكد الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا على إيمانه بتلك المقولة، فالرئيس لا يقبل تلقي عزاء الشهداء الذين يسقطون على أرض هذه البلد الطيبة، إلا بعد القصاص والثأر لدمائهم.

"لا عزاء قبل القصاص" كان عنوان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي ذهب الأول لشد من أزر البابا والكنيسة والأقباط والشعب المصري بشكل عام بعد سقوط أكثر من 45 شهيدًا جراء الأحداث التي شهدتها مصر يوم الأحد الماضي.

الرئيس السيسي يؤمن إيمانًا كاملًا بأن العزاء لا يمكن تلقيه في شهداء الوطن إلا بعد الاقتصاص والقصاص لهم.. "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، لذا يتتبع موقع "المواطن" المواقف التي رفض فيها الرئيس السيسي تلقي العزاء في شهداء مصر من الأقباط إلا بعد الاقتصاص لهم.

ذبح 21 مصريًا على الشواطئ الليبية

كانت واقعة ذبح 21 مصريًا قبطيًا في ليبيا، على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، في فبراير 2015، واقعة أليمة للشعب المصري، بعدما اقترف التنظيم الإرهابي "جرمًا" - لو يعلمون – عظيم، حيث ظهر الرئيس آنذاك على شاشة التلفزيون، وأعلن احتفاظه لمصر بحقها في القصاص لشهداء الوطن بالطريقة التي تراها مناسبة، وفي الوقت الذي تراه مناسبا أيضًا.

وفي اليوم التالي لخطاب الرئيس، استيقظ المصريون على خبر قصف طائرات "إف 16" المصرية، لمواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، قصاصًا لدماء الشهداء.

بعدها توجه الرئيس السيسي، إلى مقر الكاتدرائية، لتقديم واجب العزاء في شهداء مصر لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في استشهاد الأقباط، وطلب منه قبول العزاء بعد القصاص لدمائهم.

تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية

بعد حادثة تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بالمقر العام للكاتدرائية المصرية، رفض الرئيس السيسي تقديم العزاء للبابا تواضروس في يوم التفجير، وإنما انتظر للقصاص والنيل من المجرمين الذين ارتكبوا هذا العمل الدنئ.

وفي يوم تشييع جنازة شهداء الكنيسة البطرسية أعلن الرئيس السيسي، أن القوات الأمنية وأجهزة القضاء، توصلت إلى هوية الجاني، وذكر اسمه رباعيًا، محمود شفيق محمد مصطفى، الذي فجر نفسه داخل الكنيسة باستخدام "حزام ناسف".

وأعلن السيسي أيضا، خلال مراسم الجنازة الرسمية للشهداء، نجاح قوات الأمن في القبض على 3 متهمين آخرين بينهم سيدة، وطالب البابا تواضروس بقبول العزاء في الأقباط، قائلا: إن "الدولة في طريقها للقصاص لدماء شهداء الوطن".

ضحايا يوم السعف

استيقظت مصر يوم الأحد الماضي على خبر تفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وبعدها تفجير بمحيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، راح ضحية لهذين التفجيرين ما يقرب من 45 شهيدا ومئات المصابين.

لم يذهب الرئيس السيسي على الفور لتقديم واجب العزاء، وإنما تمهل حتى اجتمع بمجلس الدفاع الوطنى، ثم خرج بقرارات من شأنها تقويض الحالات الإرهابية، كان أبرزها فرض قانون الطوارئ.

وبعد أن أعلنت وزارة الداخلية أمس، التفاصيل الكاملة للتفجيرين الإرهابيين بحق كنيسة مار جرجس والكنيسة المرقسية، والكشف عن عناصر الخلية الإرهابية المتورطة في تلك التفجيرات، ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم العزاء إلى البابا تواضروس الثاني، في شهداء حادث تفجير كنيستي مارجرجس في طنطا والمرقسية بالإسكندرية، وطلب الرئيس من البابا قبول العزاء في شهداء مصر ممن وقوعوا ضحايا لهذا العمل الإرهابي الجبان.