طباعة

زيارة "حوار الأديان".. بابا الفاتيكان يدعم شيخ الأزهر والأقباط

الجمعة 28/04/2017 04:45 م

فايزة احمد

بابا الفاتيكان وشيخ الازهر


يترقب العالم زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى القاهرة والتي تستغرق يومين، لاسيما عقب تفجير كنيستي "طنطا والإسكندرية"، حيث تتخذ هذه الزيارة عنوان "الحوار بين الأديان في مصر"، إذ إنه بصدد مهمة كبيرة للغاية؛ تتراوح بين السعي للوحدة المسيحية، وتعزيز حوار الأديان مع العالم الإسلامي.

من المقرر أن يلتقي بابا الفاتيكان بشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعددًا من رؤساء الكنائس المصرية، كما سيلقي البابا كلمة في جامعة الأزهر خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام.

"المواطن" يرصد خلال هذا التقرير مدى نجاح بابا الفاتيكان، في خلق حوارًا جادًا بين الأديان في مصر.

زيارة البابا تدعم شيخ الأزهر

بث بابا الفاتيكان، كلمة متلفزة يوم الثلاثاء الماضي، وجهها للشعب المصري ونشرتها قناة الفاتيكان الرسمية على موقع يوتيوب، وبدأها بتحية باللغة العربية هي "السلام عليكم"، قائلًا: "إني لسعيد حقا أن آتي كصديق، وكمرسل سلام، وكحاج إلى الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة".

ومنذ اعتلائه كرسي البابوية، يحرص بابا الفاتيكان على تعزيز الحوار بين الأديان، فبحسب أدريان كانديارد الباحث في الدراسات الإسلامية: "البابا يريد مجاملة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي التقى به في روما مايو 2016".

ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن شيخ الأزهر أحمد الطيب، يتلقى دعمًا كبيرًا مع زيارة البابا فرانسيس، حيث سيعقد الاثنان مؤتمر سلام بين الأديان، بعد ظهر اليوم الجمعة.

وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن الفاتيكان وجامعة الأزهر، سارعا إلى التصالح بعد توتر في العلاقات، خصوصا فيما يتعلق بتصريحات بندكت السادس عشر في ريغنسبورغ خلال سبتمبر 2006 حول العنف في الإسلام، لكن الأمور تغيرت الآن.

كانت مؤسسة الأزهر في العام 2011 قطعت الحوار مع الفاتيكان في أعقاب الهجوم اللاذع الذي شنه بابا الفاتيكان السابق بينديكت السادس عشر، على الإسلام على خلفية حادث تفجير كنيسة قُتل خلاله 21 مسيحيا.

بابا الفاتيكان يقارب المسلمين

وبحسب محللين، ثمة رغبة واضحة لدى البابا فرنسيس، على التقارب بينه وبين المصريين لاسيما المصريين منهم، تجلى ذلك من خلال إصراه على استكمال زيارته للقاهرة، حيث أكّد أنه سيستعمل سيارة عادية خلال وجوده الذي سيستمر 27 ساعة، مواصلا نهجًا يتمثل في عدم استخدام السيارات المدرعة قاصدًا أن يظل قريبا من الناس.

وفقًا لـ(CNN)، فإن البابا سيكون لديه مهمة حساسة في خطابه؛ فيتوقع المسلمون منه أن يتجنب توجيه الاتهام للإسلام في حد ذاته، وذلك عن طريق الطيب وغيره من علماء الدين البارزين في مصر الذين سيحرصون على إيصال رسالة مفادها أن المسيحيين ليسوا وحدهم ضحايا الإرهاب في مصر، حيث يعاني الكثير من المسلمين من ويلاته أيضًا.

وبحسب "ليبراسيون" الفرنسية، فإن الفاتيكان ومصر لا سيما مؤسسة الأزهر في حاجة إلى بعضهما البعض، حتى وإن تبدد الخصام بين الجانبين، وذلك لأن هناك ضغوط ناتجة عن الوضع الدولي، وخاصة الصراعات في العراق وسوريا.

للأقباط آمال

ومن المقرر أن بابا الكاثوليك سيلتقي أيضا في القاهرة، بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني، رئيس أكبر طائفة من المسيحيين الشرقيين، الذين يقدر عددهم بحوالي 10٪ من السكان، أي بين 8 ملايين و10 ملايين شخص، وتعرضوا مؤخرا لسلسلة من الهجمات التي تبناها تنظيم "داعش".

بحسب "CNN" فإنه لا يزال الكثير من الأقباط يتوقعون أن يقوم بابا الفاتيكان، خلال زيارته لمصر، بإثارة قضية حقوقهم في الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة، والتي يرى المسيحيون أنهم يعاملون فيها وكأنهم مواطنون من "الدرجة الثانية".

وفقًا لوزارة الخارجية الأميركية، فإن الحكومة المصرية تفرض عقوبات جزائية على المواطنين المسلمين الذين يغيرون عقيدتهم الدينية، ولا تعترف بهوياتهم الدينية الجديدة، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية.

في هذا الصدد قال الأنبا أنجيلوس، الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إنجلترا، إنه يأمل في أن يقوم بابا الفاتيكان ومعه قادة الدين المسيحي الآخرين بتشجيع الأزهر على إعادة تنقيح النصوص الدينية التي يتم تدريسها في مناهج التعليم الأزهري.

وأضاف أنجيلوس: "بعض تلك النصوص تُستخدم، أو حتى يساء استخدامها من جانب الجماعات المتطرفة، وثمة حاجة ملحة لأن تكون هناك مؤسسة تقوم بتفسيرها بطريقة مختلفة، وهذا شيء لا يستطيع القيام به سوى الأزهر".